ضحكت عندما قرأت تصريح جمال السادات بأن والده أهلاوي مائة في المائة! وتذكرت اليوم الذي كنا فيه في نجع حمادي نزور مصانع السكر بها.. فقد كنت مرافقا للوفد البرلماني الذي زار هذه المصانع برئاسة رئيس مجلس الأمة في ذلك الوقت أنور السادات! وخلال استراحة كنا نجلس فيها حول حمام السباحة اقترب مني عضو الوفد ونائب المنيا عبدالصمد محمد عبدالصمد وهمس في أذني أن اسأل رئيس المجلس هل هو أهلاوي.. أم زملكاوي.. فقد احتارت البرية في أمر.. وأمر موقفه بالذات! وتوجهت إلي الرئيس السادات رئيس مجلس الأمة. وسألته هل انت اهلاوي أو زملكاوي.. ولم يدعني أتم سؤالي فقال بأعلي صوته.. زملكاوي طبعا ودي فيها شك.. قلبي أبيض من البفتة البيضاء.. وضحكنا جميعا. عدت إلي المساء وكتبت في اليوميات التي كانت مخصصة لي في يوم معين وفي الصفحة الأخيرة هذه الواقعة وعندما توجهت في اليوم التالي إلي مجلس الأمة لأمارس عملي كمحرر برلماني فوجئت بهيصة ضباط وجنود باب ثلاثة الذي كنا ندخل منه وامسكوا بي وقالوا لا تدخل الا بعد ان تري الرئيس فقد قلب الدنيا عليك. دخلت إلي مكتبه الذي كان يديره فوزي عبدالحافظ الذي طلب مني الهدوء لأن الرئيس ثائر جدا عليَّ.. المهم دخلت علي الرئيس وإذا به يفاجئني بالصوت العالي.. ايه الهباب اللي انت عملته.. قلت.. سيادة الرئيس.. هل ما كتبته خطأ.. قال خطأ ايه وهباب ايه.. تسألني وعن يميني حسن عامر رئيس نادي الزمالك في ذلك الوقت.. وعن يساري عامر محمد عامر والد حرم المشير وأمامي عبدالصمد محمد عبدالصمد المتحدث الرسمي للزمالك.. وعايزني اقول ايه؟ قلت للرئيس السادات.. هل أصحح ما كتبته واقول انك لست زملكاويا؟ قال لا تصحح ولا تهبب.. هتوقعني مع المشير.. و.. و.. بعد ذلك بأيام حدثني ناصف سليم المحرر الرياضي للجمهورية في ذلك الوقت وقال لقد انقذت الأهلي من رئاسة السادات له فقد قرأ الرئيس جمال عبدالناصر مقالك واتصل بالسادات وقال له إذا كنت زملكاويا.. فلماذا ترشح نفسك لرئاسة النادي الأهلي؟ وربما لو كنت علمت ذلك ما أقدمت علي نشر المقال ليعتلي السادات كرسي رئاسة النادي الأهلي ولكن ماذا نقول للأقدار التي منعت دون قصد السادات من رئاسة النادي الأهلي وربما طمع آخرون في رئاسة الاندية الاخري كالزمالك وغيره من باقي الأندية الشهيرة في ذلك الوقت. ولم ينسها السادات لي.. ففي كل اجتماع أو لقاء ينظر إلي ويقول منك لله.. فأراد علي الفور واقول.. رب ضارة نافعة يا سيادة الرئيس وربما لا يفهم الحاضرون سر هذا الحوار ما عدا عبدالصمد محمد عبدالصمد الذي كان يضحك دائما ويقول للسادات.. ياريس قلبك أبيض.. فلماذا تريد تغييره! تذكرت هذه الواقعة في احتفال الزمالك بعيده المئوي.. وعقبال الألفي.