وقف المسلمون علي عرفات الله وأدوا مناسك الحج تقبل الله سبحانه وتعالي منهم ووعدنا مثل ما وعدهم يؤكدون وحدة المسلمين رغم معاناتهم والحروب التي تشن عليهم وما يلصق بدينهم من اتهامات ظلما وعدوانا. أدوا مناسكهم والحمد لله ولعلهم تذكروا قبلتهم الأولي التي مازالت تنزف دما من الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف المسجد الأقصي وما حوله.. والذي اعتبر القدس عاصمة له ضاربا عرض الحائط بكل القرارات والأعراف الدولية منتهزا فرصة عمره في الخلاف الفلسطيني بين الاخوة المتصارعين علي السلطة والمتكالبين عليها حتي انهم بسبب هذا الخلاف قد يضيعون ما تبقي من أرض فلسطين بعد أن أضاعوا بخلافاتهم قدسنا الشريف! وإسرائيل في أزهي عصورها خاصة بعد سطوة الجمهوريين علي مجلس النواب الأمريكي وهم الذين يتباهون بحرصهم الأزلي علي إسرائيل ويبذلون الغالي والرخيص من أجل ارضائها فهي الطريق الذي يقودهم إلي الكونجرس وربما إلي مقعد الرئاسة القادمة! والعرب مشغولون بهمومهم الداخلية والواقع المؤلم في عدد من بلدان العالم الإسلامي والأمل في أن تصل حكمة فريضة الحج إلي الملايين المتعطشة إلي الاستقرار وإلي العدل شريعة الله سبحانه وتعالي ووقوفهم علي عرفات صفا واحدا لا فرق بين غني وفقير أو معدم وأمير يزكي روحا جديدة تدفع إلي العمل الجاد وإلي استيعاب المعني الحقيقي لهذا الوجود الإسلامي المبهر علي عرفات أو المزدلفة أو مني.. ربما يكون هذا الأداء المستنير مقدمة لبداية جديدة لعمل حقيقي يحقق ما أراده الله سبحانه وتعالي من هذه الفريضة التي تتكرر كل عام ليدرس المسلمون واقعهم ويعيدوا دراسة مواقفهم ومواقعهم من الأخطار الكثيرة التي تتربص بهم ومن اعداء الله الذين يستهدفون وحدتهم وأن يتغلبوا علي مشاكلهم بنفس الروح.. ونفس الارادة التي تسلحوا بها لأداء الركن الخامس من الإسلام.. لعل.. وعسي.