* بصراحة القمر الصناعي المصري النايل سات يحتاج إلي مراجعة وتنقية للقنوات الفضائية التي يؤجرها ويترك مستأجريها يفعلون بالجمهور وبالناس علي امتداد تغطية القمر ما يريدون دون أدني رقابة. * لا يهمنا من هو مسئول عن البث سواء كانت هيئة الاستثمار أو إدارة النايل سات أو غيرها.. انها مهمة الدولة التي يجب أن تضع السلطة في يد جهة واحد مسئولة وتعطيها الصلاحيات الكافية لمتابعة القنوات الفضائية ومحاسبة ملاكها أو مستأجريها عندما يتم خرق القانون وتضليل الناس والنصب عليهم. * يجب أن يكون لدينا قانون أو ميثاق شرف مهني وطني نحتكم إليه في حالة وجود انحراف ما وأن تكون هناك عقوبات لهذه الانحرافات والخروقات. * نحن هنا لا نتحدث عن حرية الإعلام ولا حرية تداول الأخبار أو الآراء ولكننا نتحدث عن قنوات هي مجرد دكاكين مفتوحة لمدة 24 ساعة كلها تروِّج لسلع معظمها فاسدة وكلها تبيع الوهم للناس بطريقة أو بأخري وضحاياها في المجتمعات المصرية والعربية لا حصر لهم. * قنوات لا نعرف لها هوية ولا نعرف ما هي رسالتها الإعلامية ولا نعرف كيف تم الترخيص لها.. لأنها مجرد دكاكين تعلن عن بيع وتداول بضائع مع توصيلها إلي المنازل وللأسف الشديد من هذه البضائع أو علي رأسها "الأدوية والعلاج" ولو جلست لجنة محترمة من الأطباء من وزارة الصحة وفي يد أحدهم ريموت كنترول وتجول علي قنوات النايل سات لشاهد الجميع العجب من أصناف العلاج وكلها أدوية غير مرخصة ولم تمر علي معامل وزارة الصحة ولم يثبت جديتها أو صلاحيتها للاستهلاك الآدمي والكل يقول في إعلاناته جملة "لقد أثبتت التجارب العلمية فاعلية هذا الدواء.. تناوله وبإذن الله سيتم الشفاء". ونحن لا نعرف أي تجارب علمية يتحدثون عنها وأي غطاء ديني يرتدونه للاحتيال علي أناس يتوجعون ويجربون ويعتقدون تحت إلحاح الإعلانات المزيفة والتي أتحدي أنها حصلت علي موافقة أو اجازة أي جهة ذات اختصاص في وزارة الصحة. * لقد توصل هؤلاء لعلاجات فائقة القدرة ولا توجد في الصيدليات وهم وكلاؤها الحصريون وقادرون علي توصيلها بالتليفون علاجات للكبد الوبائي والسرطان بأنواعه ولفقر الدم والديدان وسقوط الشعر والصرع وانسداد الشرايين والجلطة والقولون والنقرس والقراع وتأخر الحمل وزيادة الخصوبة والفحولة وآلام المفاصل والعظام والنحافة وزيادة الوزن. وكل ما يتخيله عقل من أمراض لها معجونها أو حمايتها أو دوائها ومكوناتها الغريبة والعجيبة التي لا نعرف مصدرها ولا حقيقتها خاصة تلك التي تتكون من الأعشاب التي يُقال إنها طبية وكلها تباع في عبوات ومعها نشرات مثل الأدوية تماماً وبأسعار خيالية ويقع في براثنها يومياً آلاف من البشر ويكتشفون زيفها بعد أن يدفعون فيها مئات الجنيهات. * وقد أكد لي صيدلي ممارس ومتابع لهذه الحالات عن كثب أن هذه الأدوية والخلطات العشبية غير المعلومة المصدر يضاف إليها للأسف "الكورتيزون" ليشعر مستخدمها بالتحسن في البداية ويوسع دائرة الإعلان عن السلعة إلي أن يصب بمضار هذا العقار المضاف مع استخدامه لفترة أطول. * النصب والاحتيال وصل إلي صحة الإنسان وإلي الدواء والعلاج ولا أعتقد أن مثل هذا العبث الذي نشاهده علي فضائيات النايل سات يحدث في أي بلد أو بقعة متقدمة في العالم تحترم حقوق الإنسان وتدافع عن صحته.. فإذا كانت إدارة النايل سات أو غيرها سمحت لهذه القنوات بأن تكون دكاكين لبيع الدواء علي الهواء وإذا كانت وزارة الصحة لم تلاحظ ذلك ولم تعترض عليه فلهم الحق أن يستمروا وأن يحصدوا الملايين علي حساب المرضي والموجودين فلا حسيب ولا رقيب.. فنحن علي القمر الصناعي نايل سات.