شاركت "المساء" مجموعة من ممثلي الإعلام العسكري في جولة شملت بئر العبد وبعض القري التابعة لها لترصد علي الطبيعة أوضاع المواطنين في سيناء.. حيث شاهدنا مدي الاستقرار والأمن والأمان في كل ربوع المنطقة من أسواق مفتوحة وانتظام حركة البيع والشراء.. بجانب المستشفيات ودور الثقافة التي تقدم خدماتها للمواطنين. كما شاهدنا كيف يستمتع الأهالي بشاطئ بحيرة بئر العبد التي نزل بها المصطافون من مختلف أنحاء سيناء. في قرية الأحرار والتي تشهد إنشاء مشروع إسكان "سلام مصر" والذي يضم انشاء 217 عمارة سكنية. والتقينا فور وصولنا عدداً من المهندسين المشرفين علي الشركات المسئولة عن تنفيذ المشروع لتوضيح الصورة أمام الرأي العام. في البداية التقينا المهندس وائل غندور. أحد المهندسين بالموقع. والذي أكد أن الرئيس كان حريصاً علي متابعة المشروع وتدشينه عبر الفيديو كونفرانس. منوها إلي أن المشروع لم يتوقف أثناء العملية الشاملة ومواصلة العمل ليل نهار وان الموقع مؤمن من قبل قوات الجيش والشرطة. يقول المهندس سيد عبدالله. المدير المسئول بإحدي الشركات المشاركة في تنفيذ مشروع إقامة وبناء مدينة "سلام مصر" شرق بورسعيد الجديدة. أن المكان سابقاً كان عبارة عن صحراء وجبال فقط. وتحول الآن إلي إنجاز المرحلة الأولي 217 عمارة. ونسبة تنفيذ في الخرسانات 54% ويتبع هيئة تعمير سيناء. وهي شقق سكنية تتبع الاسكان الاجتماعي. ومساحتها 90 متراً. وسيتم توزيعها لأهالي سيناء. موضحاً أنه يعمل في الموقع نحو 12 شركة مدنية. وفيها المئات من شباب سيناءوالمحافظات المجاورة. ولأن المشروع يضم مهندسين من كافة محافظات مصر التقينا باحد المهندسين من سيناء والذي قال أنه علي مدار سنوات مضت لم ير تلك المراحل التنموية في سيناء. وأن تعليمات القيادة السياسية إنه قد آن الأوان للتعمير الفعلي لسيناء بأيادي أبنائها. وفي أثناء جولتنا التقينا عدداً من شيوخ قبائل وعواقل شمال سيناء. يؤكد سالم موسي زيتون. من عائلة العواليل عشيرة المرشي بقرية البياضية. علي وجود تنسيق بين القبائل والعائلات والمشايخ مع رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية.. منوهاً إلي أن القوات المسلحة والشرطة المدنية تريدان القضاء علي الجماعات الإرهابية والمجموعات التكفيرية ونحن نساعدهم في ذلك من خلال تقديم المعلومات لهم. أضاف أن الشباب لديه حماس لوطنه ورغبة في المشاركة مع القوات المسلحة التي تقوم بدورها. وأن هناك مشروعات في منطقة الأحرار والوضع تحسن بشكل كبير عن الفترة الماضية وأن نسبة التكفيريين الموجودين في شمال سيناء لا يتعدي 10 بالمائة. وجه موسي رسالة إلي المصريين أن شمال سيناء تعيش الآن حالة أمنية مستقرة وأن المواطنين يعيشون حياة طبيعية. ونحن متفهمون نقص السولار والبنزين من أجل السيطرة علي الجماعات الإرهابية وعدم وصوله إليهم حتي يتم القضاء عليهم. ودعا الشاب إلي العمل والاجتهاد لأن الوطن يحتاج لإرادة لمواجهة التحدي. أضاف الشيخ حسين العاصي من قرية الفتح رمانة بشمال سيناء. أن الأوضاع في رمانة. آمنة ومستقرة وأن انتماء أهالي شمالي سيناء لمصر فقط. قائلاً: "نحن مصريون 100 بالمائة ولا يوجد أي شيء. ونحب الجيش والشرطة التي تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار لنا". شدد العاصي علي ضرورة عدم إهمال هؤلاء الشباب. لقلة وجود فرص العمل هنا لأن الأرض صحراوية تختلف عن الأرض في الوادي. داعياً المسئولين لمنح الشباب والخريجين أرض. وتسكينهم في الوظائف الحكومية بدلاً من الموظفين الذين خرجوا علي المعاش. يؤكد العاصي أن مركز بئر العبد بالكامل محصن من الجماعات التكفيرية وهذا بفضل رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية بالتعاون مع الأهالي.. منوها إلي أن انتماءنا لمصر وسيناء 100 بالمئة.. مطالباً بتمليك الأراضي للمواطنين حتي يعملوا بها ويزرعوا ويجتهدوا ويكافحوا. علي أن تكون هناك ضوابط من الدولة لعملية التمليك مثلما يتم في المحافظات المختلفة. داعياً الدولة والإعلام بتبني فكرة تمليك الأراضي للشباب والاهتمام بأهالي سيناء كونها بوابة مصر الشرقية. أضاف العاصي انه رغم الاهتمام الإعلامي والجيش والشرطة المدنية بنا ولكننا نريد النظر للشباب بنظرة فاحصة متعمقة. معرباً عن أمله في أن يكون هناك مؤتمر للشباب في شمال سيناء لرعاية الشباب والاهتمام بهم. أوضح الشيخ سليمان أبو سماحة من قبيلة البياضية ببئر العبد. أن قبيلته من أكثر القبائل علماً وتعليماً حيث يوجد لديهم أطباء ومهندسون وضباط بكثرة وفي كل المجالات. ومنوهاً إلي أنهم لا ينفصلون عن القوات المسلحة والشرطة في محاربة الإرهاب والمجموعات التكفيرية. أضاف إن محافظة شمال سيناء من أغني المحافظات بخيراتها وعلي الدولة أن تعمل علي إقامة عدد من المصانع وأن يستثمر رجال الأعمال أموالهم في شمال سيناء. مطالباً بالنظر إلي الشباب حتي لا يقعوا تحت تأثير الجماعات التكفيرية لظروفهم المعيشية الصعبة. وتساءل أبوسماحة قائلاً ما المانع من عمل مصانع يستفيد منها الشباب لخدمة شريحة كبيرة منهم؟.. مطالباً وسائل الإعلام بتحري الدقة والحقيقة في اخبارهم. لان الأصوات المغرضة تظهر من حين لآخر لقلب الحقائق وتشيع بأنه لا يوجد أمن في شمال سيناء وهذا غير صحيح بالمرة. وفور وصولنا إلي مستشفي بئر العبد الجديد أحدث مستشفي في مصر من حيث الامكانيات والذي يشهد توافد الأهالي علي مدار الساعة. التقينا الدكتور محمد منصور نائب مدير المستشفي. والذي أكد أن المستشفي يعد نقلة طبية غير مسبوقة لخدمة أهالي شمال سيناء بشكل عام وأهالي مركز بئر العبد من أبناء المدينة والقري بشكل خاص. مشيراً إلي أن المستشفي القديم كان بها نحو 20 سريراً منذ 15 عاماً والآن تم حل مشاكلها بنسبة 95 بالمائة. أوضح أن نحو 20 قرية تتمتع بخدمات هذا الصرح الطبي العملاق. مستعرضاً المشكلات التي كان يعاني منها المرضي منها عدم وجود عناية مركزة وحضانات وجراح مخ وأعصاب وقلب وجراحة أوعية دموية لكن الآن تم عمل بروتوكول طبي للتعاون بين 4 جامعات مصرية ويوجد كافة أنواع الجراحات. أشار إلي أن العيادة الخارجية تعمل يومياً في كافة التخصصات وقيمة الكشف جنيه واحد لا غير.. منوهاً إلي القصور الموجود في المستشفي حالياً والمتمثل في القوي البشرية من أطباء وليس في صف التمريض وبخاصة النواب المقيمون الذي هم أساس المستشفي. قال نائب مدير مستشفي بئر العبد المركزي. إن الطاقة الاستيعابية للمستشفي 82 سريراً والتجهيزات تعتبر علي أعلي مستوي وتوفر خدمات جديدة ومنها الأشعة المقطعية. و4 غرف عمليات و8 غرف عناية مركزة. وقسم للكلي. و10 أقسام طبية متخصصة. ويوجد مكان مجهز للرنين المغناطيسي. خلال الزيارة حرصنا علي لقاء عدد من التنفيذين بالمحافظة ومنهم صلاح حراز. مدير الإدارة التعليمية الأزهرية في بئر العبد وشمال سيناء. ويعمل بها منذ 30 عاماً. قال إن العمل في المصالح مستمر ولم تتعطل أبداً. وليس لديهم أي أزمات والدليل علي ذلك أن الطالب الثاني علي مستوي الجمهورية في الثانوية الأزهرية. هو أحمد عبدالمولي متخرج من أحد مدارس شمال سيناء. ويحلم بالانضمام لكلية الطب العسكري. وهذا يدل علي اهتمامنا بطلابنا رغم كل ما كان يشاع في الفترة الأخيرة. يوضح الشيخ حراز. أن الادارة يتبعها نحو 36 معهداً أزهرياً و7 معاهد ثانوية و13 معهداً إعدادياً و14 ابتدائياً ومعهدين للقراءات. كما أن كل شيوخ الأزهر هنا ممن يعملون في التدريس مستمرون في عملهم دون التغيب يوماً واحدا. أعاد الشيخ الأزهري. أسباب اندحار الفكر المتطرف والانتهاء منه. إلي أن الأزهر والأوقاف لديهم لجان مستمرة وقوافل تخرج لجميع القري من الوعظ والأزهر. كذلك الاهتمام بشرح الاسلام الوسطي في المدارس للطلاب وفي المساجد الذي كانت تتبع المتشددين قديماً. مدللاً علي ذلك بهدوء واستقرار مدينة بئر العبد وبنتائج الثانوية المشرفة للطلاب هناك. وفيما يخص تجديد الخطاب الديني وتغيير فكر المتشددين أشار الشيخ حراز إلي أنه من وقت لآخر يأتي له شباب يسألونه عن الجهاد وأشكاله. لكنه تمكن من اقناعهم بأن الجهاد هو جهاد النفس قبل كل شيء. وأعاد إليهم وعيهم من جديد من خلال شرح مفاهيم الاسلام الوسطية. خاصة أن الارهابيين لديهم وسائل اقناع غريبة. يسعون للجلوس مع زملاء كل شاب يتحدث معهم عن هذا الأمر. مشيراً إلي أن سيناء لها وضع قبلي. وأنه يعيش ويعمل معهم منذ أكثر من 30 سنة. واعتاد علي كل شيء. ويتعامل مع كل القبائل. ويعلم الجميع هنا قيمة شيوخ الأزهر لذلك يلجأون لهم في كل شيء. أما عن الفتاوي اليومية فهي مسئولية لجنة الافتاء المنبثقة من الوعظ ويشرف عليها الشيخ حسن بدوي. والتي كانت أغلب الفتاوي اليومية تدور حول القتل والدية والطلاق. أما عن أغرب المواقف التي تعرض لها الشيخ حراز فكان مع "أحد الشباب العشريني وكان لديه فكر متطرف حاولنا إقناعه بالوسطية وبالأسانيد والأدلة. وفي المقابل كان يرفض ويحاول اقناع الشيوخ الجالسين معه بفكره الخاص. لكن المشايخ وبعد وقت ليس قليلاً تمكنوا من اقناعه واعادته لرشده وإبعاده عن الفكر التكفيري المتعصب". علي سليمان صالح مدير عام إدارة التموين في بئر العبد. قال إن كل السلع التموينية متوفرة للمواطنين علي بطاقات التموين وذلك بتعليمات من الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير التموين الدكتور علي مصيلحي. منوهاً إلي أن كل المخابز تعمل بكل طاقتها الانتاجية. خاصة مع توفير الدقيق الخاص بالمخابز. وأيضاً نقوم بصرف 10 كيلو دقيق للمواطنين في سيناء وذلك نظراً لوجود طفرة في الدقيق الذي يورد لسيناء من المطاحن. وفيما يخص محطات الوقود. قال سليمان. إن معظم محطات الوقود تعمل. لكن في ظل العملية الشاملة وتنفيذها. لا يتم صرف الوقود إلا للحالات التي تستحق وذلك بتنسيق مع الجهات المعنية خاصة أن الوقود مسبقاً كان يتم سرقته وتسريبه للإرهابيين وبكميات ضخمة. لكن ومع بدء العملية الشاملة تم السيطرة علي الأمر من قبل القوات المسلحة. أوضح بأنهم أتت لهم تعليمات باضافة كل المواليد الجدد علي كل بطاقات التموين لأهالي سيناء. منوهاً أن لديهم 9 مكاتب تغطي مدينة بئر العبد بأكملها. ولديهم 24 وحدة محلية تغطي كل احتياجات المواطنين ابتداءً من قرية الروضة والانتهاء ببالوظة. مؤكداً أن أي مواطن في سيناء تتم له اجراءات بطاقاته التموينية في أسرع وقت بعد مراجعة أوراقه لصرف السلع التموينية في أسرع وقت. قال مدير التموين في سيناء. إنه تم القضاء علي من كان يسمونهم "سماسرة الحرب" الذين كانوا يستغلون الحرب علي الإرهاب. ويرفعون أسعار المنتجات علي المواطنين عن سعرها الأساسي. وذلك بعد التشديدات الرقابية من قبل مباحث التموين والقوات المسلحة وتحرير محاضر لهؤلاء في الأسواق العامة وفي القري. مشيراً إلي أن هذه الظاهرة قلت للغاية لأن المواطنين هنا يعون ما يحدث في سيناء وينبهون لضرورة تسهيل كل شيء للأهالي بحس وطني. أما عن الأسعار في أسواق سيناء. فيوضح أنها أقل من الموجودة في الوادي. فالطماطم لا تتخطي ال2 جنيه حسب جودة المنتج. والخيار من 3.5 جنيه. والعنب يباع في القاهرة ب10 جنيهات وهنا في سيناء يباع ب8 جنيهات. أما اللحوم فتباع بأسعار مخفضة لا تزيد علي 120 جنيهاً كما يوجد بروتوكول تعاون مع وزارة التموين لتوريد خراف عيد الأضحي للمواطنين وتوفير كل الأمور التي يحتاجها المواطنون ولا يجدون أزمة في دخول المنتجات إلي سيناء. ولديهم احتياط وسلع استراتيجية تكفي 6 أشهر.