سوف يظل الصراع بين الخير والشر قائما ومستمرا بين الناس علي و جه الأرض وما شرع الله الحدود والقواعد التي تضمن العدالة للجميع دون طغيان أو تجاوز ولكي تمضي حركة الحياة بين سائر في ظلال تلك المبادئ السامية.. ومنذ بدء الخليقة وحتي يأذن الله سوف تظل مبادئ الحق والعدل هي نبراس القائمين علي شئون الحكم والذين امتلأت قلوبهم بنور الايمان لا يهدأ لهم بال حتي يتم تطهير كافة القطاعات والمصالح من الفساد والفاسدين وهذه المهام الشاقة لا يتحمل اعباءها الا رجال أقوياء أشداء تساند الدولة بكل سلطاتها لكشف الأساليب والحيل التي يلجأ اليها هواة السطو علي الأموال دون وازع من ضمير أو أي قيمة من مبادئ الدين.. وفي اطار هذه المبادئ وتلك الشفافية كانت تلك القرارات الجريئة والصادرة من القيادة السياسية بأنه لا أحد فوق القانون وأن مظلة العدالة لابد ان تطبق دون تهاون أو تقاعس وتم اطلاق الأمر لأجهزة الرقابة الإدارية وكل القائمين علي شئون هذه الهيئة الموقرة ورجالها المحترمين.. وبكل الوسائل والامكانيات الحديثة يلاحق هؤلاء الرجال الفساد والفاسدين فيتاسقطون واحدا تلو الآخر ولكن غياب الضمير وشهوة المال تسيطر علي بعض المسئولين بالمصالح الحكومية فيقبلون علي استقبال الرشاوي وبيقظة رجال الادارية يتم ضبط هؤلاء متلبسين وادلة الأتهام تقبض عليهم من كل جانب وهنا تتولي النيابة العامة التحقيق واتخاذ الاجراءات القانونية بشأن احالة هؤلاء المرتشين إلي سدنة العدالة من رجال القضاء ولعل ما يدق الرءوس بعنف أن غياب الضمير لدي هؤلاء وحب المال وشهوته المضللة طريق الضياع وهناك بالاضافة الي حساب العدالة في الدنيا.. هناك حساب رب العالمين حين يعودون اليه سبحانه وتعالي. جهود رجال الرقابة الادارية في آخر مهامهم هذه الفترة تم ضبط رئيس مصلحة الجمارك متلبسا يتقاضي رشوة بالعملات المحلية والأجنبية.. وقد جاء ذلك بناء علي توصيات الوزير محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الادارية وتنفيذا لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي بمكافحة الفساد والتصدي بكل اشكاله والحفاظ علي حق المواطن في الوصول الي صفة دون أي خلل وسوف أظل أركز علي تلك التعليمات الصادرة من رئاسة الجمهورية للتأكيد علي أن العدالة وتطبيق القانون يسري علي الجميع دون أي تهاون ومما كشفت عنه الرقابة الادارية ان رئيس مصلحة الجمارك حصل علي الرشاوي من بعض المستخلصين الجمركيين مقابل تهريب بضائع محظور استيرادها ودون سداد الرسوم الجمركية المستحقة عنها وان رئيس مصلحة الجمارك وجه مرءوسيه باعداد تقارير مخالفة للواقع وذلك لتخفيض الجمارك المستحقة علي بضائع سبق ضبطها في عدة قضايا تخص المهربين أساليب ملتوية ومخالفات صارخة ومع شديد الأسف فان رئيس مصلحة الجمارك قد تم تعيينه في منصبه يوم 8 مايو الماضي أي لم يمض علي تعيينه في هذا المنصب سوي 60 يوما فقط.. وتلك قمة المأساة. ومن قبل سقوط رئيس مصلحة الجمارك هناك اثنان من رؤساء المصالح في محافظة الجيزة تم ضبطهما متلبسين بتقاضي رشاوي وكأن الفاسدين لا يعتبرون ولا يتورعون بسقوط هؤلاء وشهوة السلطة والأموال قد استولت علي كل وجدانهم وكأن أذانهم قد سدت عن سماع قول الله تعالي: "فاعتبروا يا أولي الأبصار". ان سلسلة جرائم الفساد والفاسدين بعرض مستمر ولعلنا لا ننسي تلك الواقعة التي حدثت في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه والتي تتمثل في ان ابنة بائعة اللبن قالت لأمها اتق الله ولا تغشين اللبن تنفيذا لأوامر أمير المؤمنين حوار دار بين الابنة والأم داخل المنزل بعيدا عن عمر واجهزته: لكن الأم قالت لابنتها هل عمر يرانا الآن ونحن بعيدا عنه؟! أجابت الابنة: يا أماه اذا كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا. لكن مع شديد الأسف لم يعد لهذا الحدث أي اهتمام لدي أهل الشر من الفاسدين فيا هواة جمع المال وحب امتلاكه افيقوا من سباتكم وتخصلوا من تلك الأساليب التي تؤدي بكم إلي طريق الضياع.. واحذروا فإن أعين الرقابة الإدارية لكم بالمرصاد ولعله لايغيب ان هذه البنت بنت بائعة اللبن صاحبة الضمير اليقظ قد زوجها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لابنه عاصم وقال قولا جميلا: تزوجها ولا تقل انها بنت بائعة وانا ابن عمر فكان ذرية هذه الابنة عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين الذي ملأ الأرض عدلا. نضع هذه اللفتات وتلك الوقائع أمام أعين الجميع فلعل الفاسدين يرتدعون ويضيقون من هذا الضياع.. تحية لرجال الرقابة الادارية وجهودهم لتطهير المجتمع من الفاسدين ولله الأمر من قبل ومن بعد!!