أتمني أن يكون من أولي مهام المجلس الجديد . تنقية المهنة من الدخلاء والمرتزقة.. الإثنين: قرار تشكيل المجلس الأعلي للصحافة كان مفاجأة بالنسبة لي، فلم أكن أتوقع أن يصدر في هذا التوقيت، وبمجرد معرفتي بالخبر، عادت بي الذاكرة الي الماضي القريب، عندما كان المجلس القديم لعبة في يد رئيسه السابق المحبوس حاليا في سجن طرة، يتخذه وسيلة للكسب غير المشروع عن طريق فرض الاتاوات علي الصحف، والحصول علي الهدايا والمنح والرشاوي من رؤساء مجالس الادارة لابقائهم في مناصبهم بعد بلوغ سن المعاش. وشمولهم بالرضا السامي من رئيس الجمهورية السابق، الذي كان له النصيب الأكبر من هذه المنح في المناسبات السعيدة، وأهمها عيد ميلاده الميمون، وكان المجلس وسيلة لتعيين رؤساء التحرير من المرضي عنهم والمحاسيب والموالين للنظام، كانت معظم قراراته في صالح النظام وتدعيم أركانه، حتي لو دعا الأمر الي فرض القيود علي حرية الرأي، أو اقصاء بعض اصحاب الاقلام الحرة عن مناصبهم!. لقد تنفسنا الصعداء عندما سقط المجلس القديم بعد قيام الثورة، فأصبح في خبر كان وإمعانا في الفساد ظل يصرف لاعضائه المحترمين مكافأتهم الشهرية رغم أنهم اصبحوا بلا صفة، وبدون عمل، ودام هذا الحال عدة شهور حتي فضح الدكتور شوقي السيد المحامي- وهو أحد اعضاء المجلس- هذا الموقف. وأعلن في الصحف والفضائيات انه تسلم أربعة شيكات من المجلس تمثل قيمة مكافآته عن اربعة شهور، ولكنه رفض ان يصرفها، وقرر ردها لانه ليس له حق فيها ما دام ان المجلس سقط ولم يعد له وجود، ولولا يقظة ضمير الدكتور شوقي السيد لاستمر الاعضاء المحترمون في صرف مكافأتهم حتي تشكيل المجلس الجديد دون اعتراض من جانبهم!!. وأنا متأكد أن المجلس الجديد الذي تم تشكيله منذ أيام، سيكون مختلفا عن سابقه، لأنه يضم نخبة متميزة من كبار الادباء، والكتاب، والصحفيين الشرفاء، الملمين بمشاكل المهنة ومتاعبها، والحريصين علي النهوض بالصحافة وحماية حرية الرأي والتعبير من أي اعتداء، ولكني في نفس الوقت أعترض علي بعض الشخصيات التي تضمنها التشكيل الجديد من الذين لا ينتمون الي المهنة، وكانوا من اعضاء المجلس السابق، ومن أتباع النظام الفاسد، والحمد لله أنهم قلة ضئيلة. كل ما أرجوه أن يتمتع المجلس الجديد بالحرية الكاملة في اصدار قراراته ووضع سياساته وبرامجه دون أي تدخل من الدولة أو خضوع للسلطة، وعليه ان يتصدي لاي نوع من الوصاية عليه، أو فرض القيود علي أعماله، وإلا أصبح مثل سابقه!. كلمة أخيرة.. أتمني أن يكون من أولي مهام المجلس الجديد العمل علي رفع مستوي العاملين بالصحافة ومساندة وتدعيم نقابة الصحفيين وما تصدره من قرارات، وتنقية المهنة من الدخلاء عليها والمرتزقة الذين يتخذون منها وسيلة لجمع الثروات، حتي لو استلزم ذلك العمل في الاتجاه المضاد لاهداف الثورة ومصلحة مصر العليا وأمنها القومي. ماداموا ينفذون مؤامراتهم، ويحققون الأغراض الدنيئة التي تخطط لها المصادر التي تمدهم بالمال، من اثارة الفتن واختلاق الازمات.. ونشر الفوضي!. وأنا متأكد ان الرأي العام الواعي يعرف هذه القلة الضالة بفراسته وذكائه، وينصرف عن صحفهم، ويفضل قراءة الصحف الملتزمة بنشر الحقائق دون تحريف أو إثارة، والحريصة علي حماية اهداف الثورة، والتي تدعو الي نبذ الخلافات بين اطياف الشعب، وتهدئة النفوس، من أجل تحقيق الاستقرار الذي هو طريقنا الوحيد الي الاصلاح والتقدم. مسكين موظف الحكومة!! الثلاثاء: مسكين موظف الحكومة، إذا وقع عليه ظلم من رئيسه في العمل، فإنه لا يستطيع ان يشكو، ولا يملك ألا ان يسلم أمره الي الله، وإلا تعرض للاضطهاد والعقاب، وأحيانا للفصل، ومع أن الشكوي حق لكل مواطن طبقا لما ينص عليه الدستور الا ان موظف الحكومة لا يمكنه ممارسة هذا الحق تفاديا لما قد يحدث له. فالنظام الحكومي يقضي بإرسال الشكوي الي الرئيس المشكو في حقه ليدلي برأيه ووجهة نظره فيها، وله الحرية في ان يدافع عن نفسه بالحق أو الباطل، ويوجه الي الموظف المسكين الذي تجرأ وقدم الشكوي ضده ما يريد من اتهامات، وأن يصفه بابشع الصفات ويصمه بالتقصير والاهمال وكثرة الغياب حتي ولو كان من الاكفاء والممتازين، والموظف المسكين لا يستطيع الرد علي ما يوجه اليه من أقوال باطلة، فكلمة الرئيس مسموعة ومصدقة، ولا يمكنه ايضا الاستشهاد بزملائه في العمل، لأنه يعلم أنهم مثله لا حول لهم ولا قوة. ولا يجرؤ احدهم علي الوقوف في صفه ضد الرئيس أو المدير أو ينحاز الي رأيه خوفا من التعرض للعقاب والاضطهاد، ويجد الموظف المظلوم نفسه في موقف لا يحسد عليه، بل قد يترتب علي شكواه ان يقاطعه زملاؤه ويبتعدون عنه نفاقا لرئيسهم حتي يحوزوا علي رضائه السامي وحتي لا يحرمهم من العلاوات والترقيات. وهذا الاسلوب الحكومي في بحث شكاوي المظلومين لا يتفق مع روح الثورة والديمقراطية، بل ويتعارض تماما مع ابسط مباديء الانسانية، فإن اقسي انواع الظلم ان يحرم المظلوم من حقه في الشكوي، وأن يكتم شكواه في نفسه، وأن يعيش حياته معذبا يشعر بالخوف والمهانة والذل. وكم من الموظفين في عهد الفساد والظلم تجرأوا وقدموا الشكاوي ضد رؤسائهم وطالبوا برفع الظلم عنهم، وإعادة حقوقهم اليهم، فكان جزاؤهم النقل والتشريد، والاضطهاد، ولو راعي كل مسئول كبير العدالة عند نظر اي شكوي وحكم ضميره عند اتخاذ قرار فيها، وكان لديه الشجاعة علي الاعتراف بخطئه والعمل علي تصحيحه، ورد الحق المسلوب الي الشاكي ورفع الظلم عنه، لما بقي في الجهاز الحكومي موظف واحد مظلوم، ولكن للاسف هناك من الرؤساء من يرفضون الاعتراف بخطئهم وكأنهم ملائكة منزلون من السماء!!. رحمة بالأطفال المساكين! الأربعاء: مساكين الاطفال في بلادنا، فهم يتعرضون كل يوم لاشياء كثيرة تهدد صحتهم بل وحياتهم ايضا فإن معظم الحلوي التي يحبونها ويقبلون عليها غير آمنة بسبب مكسبات الطعم والرائحة التي تضاف اليها وتتدخل في تصنيعها، فمعظمها لا يخضع للرقابة الجادة التي تحميهم من خطورة هذه الاغذية، وأن ضعاف النفوس في اجهزة الرقابة كثيرون، وقد روي لي صديق من الذين يعملون في هذا المجال، ان بعض هؤلاء من معدومي الضمير يحضرون الي مصانع الحلوي ليس بغرض الرقابة والتفتيش وضبط المخالفات إنما لقبض المعلوم من خزينة المصنع دون ان يعرفون شيئا عن الانتاج أو يطلبوا بعض العينات لتحليلها في المعامل. وروي لي صديق آخر ان مصنعا كبيرا للحلوي له شهرة واسعة في اوساط الاطفال لانه دائما يمنحهم الهدايا والجوائز، هذا المصنع للاسف الشديد- يتخلص من الانتاج الذي انتهي مدة صلاحيته بتوزيعه علي المحال الصغيرة والباعة الجائلين في الاحياء الشعبية، اعتمادا علي ان هذه الاحياء لا تدخلها اجهزة الرقابة، فيأكله هؤلاء الاطفال المساكين، ويدفعون فيه القروش القليلة التي حصلوا عليها من قوت الاسرة الضروري، وهم لا يعلمون أن ما يتناولونه من الحلوي ما هو الا سموم تفتك بصحتهم وحياتهم!. والادهي من ذلك ما يتعرض له اطفال المدارس من اغراءات لشراء هذه السموم فكل مدرسة يوجد علي بابها باعة يفترشون الرصيف ويعرضون اصنافا لا حصر لها ولا عدد من الحلوي، بعضها معروف الهوية، وبعضها مجهول الهوية ولا يمكن تحديد مصدر انتاجه، وقد يكون مصنوعا من مواد قاتلة لها اضرار جسيمة علي الصحة!. إن غياب الرقابة في بلادنا مصيبة كبيرة، والأكبر منها هو زيادة عدد ضعاف النفوس الذين لا ضمائر لهم في كل مكان وموقع حتي اصبحت حياة الناس كبيرهم، وصغيرهم مهددة بالخطر، فالأمر ليس مقصورا علي الاطفال، وحدهم بل ان الخطورة تشمل جميع المواطنين صغارا وكبارا بسبب غياب الرقابة. القلب الذي يشيخ! الخميس: هو: لا أعرف لماذا أنت ناقمة علي الرجال.. ولا يعجبك رجل! هي: أريد رجلا يطويني في صدره.. يسقيني من الحنان والحب ما يروي ظمئي، رجلا افني فيه.. ويفني فيّ هو: أنت فتاة في قمة أنوثتك.. والمستقبل امامك طويل عريض.. فلماذا القلق؟ هي: العمر يتقدم.. والانوثة تذوي.. وكلما فكرت في المستقبل اشعر بالخوف!. هو: لماذا كل هذا التشاؤم؟. هي: إنها الحقيقة- وليس تشاؤما- وانت تحاول ان تجعلني اهرب منها. هو: مشكلتك انك لا تعرفين ماذا تريدين!. هي: بل أعرف.. أريد ان اشعر انني أمرأة فوق كل النساء!. هو: الزواج من الرجل الذي تنشدينه قد يمنحك هذا الاحساس. هي: أريد ان اعيش بقلبي وكياني انني اكره القيود.. واعشق الانطلاق. هو: هل لك تجارب في الحب؟ هي: الحب الذي اسعي اليه، حب طاغ.. حب ينسيني مرور الزمن.. حب يحفظ لقلبي شبابه.. حب خالد لا يموت.. حب حقيقي وليس شهوة!!. هو: الحب الذي تبحثين عنه لا وجود له!. هي: بدون هذا الحب حياتي ستظل في ضياع. اشعر بالشباب يتسرب وبالقلب يشيخ.. واذا شاخ القلب شاخ الجسد!. هو: تعطشك للحب يجعلني اخاف عليك من الذئاب!. هي: قلبي حارسي ودليلي.. ولا يمكن ان يخطيء الرجل الذي اريده. هو: واذا انخدع قلبك.. ووقعت في حب رجل ذئب يمتص رحيقك ثم يتركك زهرة ذابلة. وانتابها خوف وهلع وهي تتأمل كلماته.. وتتعمق في معانيها. واحست ان الارض تنهار تحت قدميها وانها تقف علي حافة الهاوية.. ونظرت اليه وجسدها يرتعد. وقالت.. لا أدري ماذا حدث لي.. أهي غفوة.. أهي نزوة.. أهي شهوة. هو: بل هي في الحقيقة الايام التي تمضي.. والزمن الذي يسخر.. والشباب الذي يذوي. والقلب الذي يشيخ!. أبتسم للحياة! قال رجل الأعمال الكبير عند عودته للمنزل.. يا زوجتي العزيزة.. عندي لك أخبار سيئة جدا.. لقد فقدت كل ثروتي! قالت: لا تحزن يا حبيبي.. فإن حبي لك سيدوم بعد الطلاق!.