أكد خبراء الري والموارد المائية ضرورة إقامة شبكات مياه وبحيرات لتجميع وسحب مياه الأمطار والسيول والاستفادة من كمية الأمطار الموسمية المتساقطة التي كان آخرها الأسبوع الماضي. أشاروا إلي أنه رغم ان مقدار سقوط مياه الأمطار في مصر سنوياً يتجاوز 4 مليارات متر مكعب إلا أن الكمية المستفادة منها لا تتجاوز المليار الواحد. قال د. حسام مغازي وزير الري والمرافق المائية السابق ان الأمطار التي سقطت الأسبوع الماضي بكثافة كانت موسمية حيث إن العواصف المطرية تحدث دائماً في وقت الربيع وفصل الخريف من كل عام وتسبب السيول أحياناً وبالتالي فإنها آزمة متكررة تحدث كل 25 أو 50 عاماً لذلك يجب الاستفادة من كميات المياه المتساقطة في تلك الفترة عن طريق إقامة شبكات لتجميع المياه وبحيرات لسحب مياه الأمطار والسيول والاستفادة منها في الزراعات الموسمية وبعض الأغراض الشخصية توفيراً لمياه الشرب. أضاف أن البحر الأحمر وجنوب سيناء كانت الأقل تضرراً من سقوط السيول والأمطار بسبب وجود بحيرات تجميع المياه بها حيث ان مواعيد السيول والأمطار الموسمية معروفة أما المناطق الجديدة مثل العين السخنة والقاهرة الجديدة رغم أن طبيعتها تحاكي طبيعة البحر الأحمر إلا أنها بسبب عدم وجود شبكات تجميع المياه والبحيرات قد تأثرت بشدة. أوضح أن البحيرات سوف تعتبر "الخزان الجوفي" للمياه ويمكن تجميع تلك المياه وسحبها وتوجيه استخدامها في الأنشطة المختلفة حيث إن سكان البدو بجنوب سيناء ثلاثة يستخدمون المياه المجمعة في الزراعات الموسمية وبعض الاغراض الشخصية. مشيراً إلي أنه لابد من إجراء دراسة هيدروبولوجية لتحديد مسار حركة السيل وكميات المياه المتساقطة لتصميم البحيرات وضمان الاستغلال الامثل. شدد د. ضياء القوصي خبير الموارد المائية علي أنه طالما لا توجد شبكة لتجميع المياه ورفعها فلن يكون هناك استفادة مثلي من سقوط الأمطار والسيول.. موضحاً ان تلك الشبكات لن تحقق الاستفادة من مياه الامطار والسيول فقط بل إنها سوف تخفف الأحمال علي شبكات الصرف الصحي والمياه. أكد ضرورة إنشاء شبكة لتجميع مياه الأمطار في المدن لتحقيق الاستفادة الكاملة.. وتكون الاستفادة في الريف عن طريق الإدارة الجيدة حيث يتم معرفة المواعيد الموسمية لسقوط الأمطار وبالتالي يتم قبلها لفترة قطع مياه السد العالي وتجفيف الترع والمصارف. قال ان الأمطار الصحراوية يتم معرفتها قبل وقوعها.. ومن ثم يمكن الاستفادة منها عن طريق إقامة السدود والشبكات لتجميعها وشحن الخزانات الجوفية واستخدام تلك المياه في الزراعات الموسمية عن طريق الاستزراع. أشار إلي أن مناطق الدلتا والقاهرة الجديدة تحتاج إلي إعادة تخطيط وإنشاء شبكة صرف صحي حيث إنه لم يكن موضوعاً في الاعتبار سقوط تلك الأمطار بهذه الكميات. مؤكداً ان السيول تأتي كل 5 سنة ومن ثم يمكن غلق تلك الأماكن وتجميع المياه والاستفادة منها.