تتعرض القاهرة التاريخية بما تحتويه من آثار إسلامية ومساجد وبيوت وشوارع للفوضي والإهمال والتي ازدادت حدتها في السنوات الأخيرة بسبب قيام الأهالي ببناء العمائر المرتفعة دون ترخيص وتركيب الملايين من أطباق الإرسال "الدش" وغيات الحمام وغيرها مما يشوه المعالم التاريخية التي تعد جزءا من التراث العالمي مما دفع اليونسكو لمطالبة الدولة باعتماد ضوابط أكثر صرامة خاصة فيما يتعلق بأعمال الهدم والبناء والشكل الجمالي للقاهرة التاريخية حتي يتسني الحفاظ علي النسيج العمراني الحالي والبقاء علي القاهرة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي وإلا خروجها من قوائم التراث العالمي. أكدت مني عبد المجيد علي مفتش آثار منطقة قايتباي بتفتيش آثار شرق القاهرة أن العديد من الأماكن الأثرية تعرضت للكثير من التعديات خاصة بعد الانفلات الأمني الذي تعرضت له البلاد عقب ثورة 25 يناير .. فقد أصبحنا نري الأبراج والعمائر السكنية تحيط بآثارنا الإسلامية العريقة والكثير من هذه التعديات يقع داخل نطاق القاهرة التاريخية. وللحفاظ علي آثارنا قامت كل منطقة أثرية بتطبيق قانون حماية الآثار وكذلك قرار وزير الثقافة والخاص بالارتفاعات داخل نطاق القاهرة التاريخية وعمل كل في موقعه بداية من مفتشي الآثار لرصد التعديات واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال تلك المخالفات من تحرير محاضر بشرطة الآثار والحي وقسم الشرطة التابع له مكان المخالفة وتوقيع التعدي علي خريطة مساحية مع إدارة المساحة والأملاك بالقطاع تمهيدا لاستصدار قرار الإزالة بالمخالفة الواقعة التي لم تقتصر علي بناء المباني السكنية فقط. وإنما قام البعض بعمل ما يسمي "غية للحمام". أضافت مني أن الأحياء هي الجهة المنوط لها إصدار قرارت الإزالة وكذلك تنفيذها . فإذا كانت هناك دراسات أمنية تمنع إزالة المخالفات السكنية فلماذا لا تقوم الأحياء بدورها في إزالة غيات الحمام التي ترتفع عاليا وتغطي علي الأثر وتحجب الرؤية عنه وتؤثر علي بانوراما الأثر. أوضح ناصر محمد حافظ - الباحث بشئون الآثار الإسلامية - أنه في السبعينيات سجلت اليونسكو القاهرة التاريخية ضمن قوائم التراث العالمي إلا أنها قد وضعت اشتراطات من شأنها تضمن للقاهرة التاريخية بقاءها في تلك القوائم . حيث إن اليونسكو تتعامل مع التراث الحضاري العالمي ولا تتعامل مع مبان أو معالم تاريخية مفردة . ومن هذه الاشتراطات يجب ألا تظهر هوائيات وأطباق الاستقبال أو أي تركيبات فنية علي السطح من الشارع . حيث يجب أن يكون ارتفاعها أقل من ارتفاع "الدروة" وأن تثبت علي أرضية السطح . وفي حالة الاضطرار لاستخدام هوائيات أكبر . تثبت بعيداً عن حافة السطح بحيث لا تري من الشارع. أشار ناصر حافظ إلي أن صورا ملتقطة لأعلي إحدي مناطق القاهرة التاريخية بحي الدرب الأحمر خير دليل علي انتهاكات شروط اليونسكو من أطباق هوائية وأبراج للحمام وغير ذلك والتي تنم عن جهل بالوعي الأثري لسكان المناطق الأثرية .. مؤكدا أن مسئولية التثقيف الأثري للشعب تقع علي عاتق عدة جهات منها وزارة الثقافة. والمجلس الأعلي للآثار. والتربية والتعليم.