شهدت جلسات المؤتمر الوطني الثالث لعلماء وخبراء مصر في الخارج "مصر تستطيع بأبناء النيل" بعنوان "آليات تعظيم الاستفادة من الموارد المائية". وذلك بمشاركة اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي. والدكتور عمرو العجرودي مهندس معتمد ومتخصص في الموارد المائية وتحدياتها في المناطق القاحلة. والدكتور هاني سويلم أستاذ إدارة الموارد المائية والتنمية المستدامة ومدير تنفيذي لوحدة "اليونسكو للتغيرات المناخية وإدارة المياه" في جامعة أخن الألمانية. والدكتور سامح قنطوش أستاذ الوقاية من الكوارث الطبيعية بجامعة كيوتو اليابانية. وترأس الجلسة الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي وأدارها الإعلامي محمد فايق. قال اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي في كلمته خلال الجلسة: إن "المياه تمثل تحدياً كبيراً جدا ونحن في وزارة الإنتاج الحربي نقوم بدورنا في مواجهة هذا التحدي ونعمل مع كافة الوزارات والهيئات والمصانع والقطاع الخاص للخروج بأفضل النتائج خاصة وأن العمل الجماعي هو الهدف الرئيسي والجزر المنعزلة لن تأتي بحلول". أضاف العصار أن "وزارة الإنتاج الحربي أنشأت 279 محطة تحلية وتنقية ومعالجة بسعات مختلفة وتعمل الآن علي تطوير التكنولوجيات الخاصة بها مع شركات عالمية. في محاولة لأن تكون التكنولوجيا الجديدة أقل تكلفة". استطرد العصار قائلاً: "نعمل علي نقل البحوث العلمية. ومصر تشهد انطلاقة كبيرة خلال السنوات الماضية. وهناك مشروعات ضخمة يتم إنشاؤها. كما أننا نعمل في بحثين هامين للمواقع المنعزلة لإنشاء محطتين تحلية مياه البحر بالطاقة الشمسية. وكذلك أنشأنا 68 مصنعًا لتدوير المخلفات نظرًا لأهمية إنتاج الطاقة واستغلال المخلفات في إنتاجها". وخلال الجلسة أيضًا. قال الدكتور محمود صقر. رئيس أكاديمية البحث العلمي. إن "مؤتمر مصر تستطيع يعتبر إطارًا مؤسسيًا نتعامل من خلاله مع علماء مصر في الخارج. وهو أمر يجب أن نشكر وزيرة الهجرة عليه". لافتا خلال كلمته إلي أن مصر لديها رؤية للتنمية 2030 تضم كافة الوزارات والكل يعمل علي تحقيق أهدافه ضمن الخطة نفسها. من جانبه قال الدكتور هاني سويلم. في كلمته خلال الجلسة. إن الطاقة والمياه والغذاء وحدة واحدة لا يمكن التفرقة بينهم. مشيرًا إلي أن مصر ستنتج في عام 2025 علي الأقل 60 جيجا وات وباقي دول حوض النيل متجمعة ستنتج 40 جيجا وات. ولذلك يجب أن ندخل سوق الطاقة في دول حوض النيل لتقليل استخدامات المياه في توليد الطاقة لما لها من آثار علي مصر. وأضاف سويلم أن هناك مناطق في مصر من أفضل الأماكن لإنتاج الطاقة في العالم. ولفت إلي أن ¢90% من أراضي جنوب السودان صالحة للزراعة ويمكن أن تكون سلة غذاء للقارة بأكملها. ولدينا فرصة للاستثمار الزراعي هناك. كما أن نحو 75 مليون فدان في أفريقيا يتم زراعته اعتمادًا علي مياه الأمطار ولو حدث توقف لذلك فسوف تعاني من أزمات كبيرة. ولذلك يجب تخزين مياه الأمطار باستخدام التكنولوجيا من خلال عزل سطح المياه عن الجو". مشددًا علي أنه يجب الاستثمار في أفريقيا بالقطاع الحيواني. من ناحية أخري. قال الدكتور عمرو العجرودي الخبير الدولي بموارد المياه. في كلمته خلال الجلسة. إن ولاية فلوريداالأمريكية تعتمد علي أحواض تجميع الأمطار لتخزين المياه خلال أوقات العواصف. لافتا إلي أن الأحواض الجافة تعتمد علي سدود لحجز المياه لاستخدامها. كما أن أحواض صرف مياه الأمطار تصمم بطريقة تجعلها تفرغ المياه المخزنة فيها خلال 3 أيام حتي لا تتلوث. وأضاف العجرودي أن كمية مياه الأمطار بمنطقة الخليج أقل مما هي عليه بأمريكا. لكن منسوب المياه الجوفية بدأ في الارتفاع بمنطقة الخليج بعد معالجة مياه الصرف الصحي وبالتالي أصبح هناك فائض في المياه هناك. وأوضح العجرودي أن مصر تستخدم مياهها في الزراعة والشرب لكن بسبب زيادة عدد السكان فإن حصة كل مواطن تقل بشكل كبير. إلا أنه في المقابل تزداد مياه الصرف الصحي. ولذلك لابد من معالجتها لتوفير جزء كبير من المياه يمكن أن تستخدم في ري المحاصيل. وبهذا الصدد يمكن الاعتماد علي توفير التمويل اللازم لذلك من خلال شراكة مع القطاع الخاص. ولفت العجرودي إلي أن منسوب مياه البحر يزداد ويهاجم شواطئ الدلتا ويحدث تآكل بها. لذلك يجب معالجة الأمر من خلال إنشاء آبار حقن تحمي الدلتا وتقوم بدور "ساتر" يمنع مياه البحر من الهجوم علي تلك الشواطئ. وخلال الجلسة أيضًا. قال الدكتور سامح قنطوش أستاذ الوقاية من الكوارث الطبيعية بجامعة كيوتو اليابانية: "لدينا تحديات كبيرة منها ما هو قادم من دول أعالي نهر النيل وتحديات خلف السد العالي تتعلق بجودة المياه وتحديات خاصة بالأودية في الصحراء الشرقية وسيناء والصحراء الغربية وكذلك تحدي السيول وعملية الشحن الجوفي ومحدودية وجود المياه. لكن البحث العلمي قادر علي إيجاد حلول". أضاف قنطوش أن تغير المناخ أيضا يمثل تحدياً كبير جدًا. فهو يؤدي إلي ارتفاع سطح مياه النيل مما يؤثر علي الثروة السمكية وكذلك يحتاج لتغيير في تشغيل سد أسوان. ومن جانبه قال الدكتور بهاء خليل الباحث المشارك في قسم هندسة الموارد العضوية بجامعة ماك جيل الكندية. خلال الجلسة أيضًا. إن هناك حلولا علمية لتوفير مصادر جديدة من المياه مثل "المكثفات" التي تعتمد علي تحويل الرطوبة لمياه والتي تشبه دورة التبريد في الثلاجات وأجهزة التكييف. لافتا إلي أن هذا المجال شهد تطورا كبيرا يستطيع توفير كميات كبيرة تكفي للزراعة. حيث إن هناك أجهزة حديثة يمكن استخدامها في توفير موارد جديدة للمياه.