دفع الجيش التركي ثمن تدخله في "عفرين" السورية وقيامه بعملية عسكرية واسعة جعلت تركيا أمام موجة نقد دولية لاذعة لتقل المدنيين والعزل واعتبار الحكومة السورية تدخله احتلالاً جديداً حي سقط مئات القتلي والجرحي من الجيش التركي. حيث أعلنت هيئة أركان الجيش التركي عن مقتل 31 جندياً وإصابة 143 في عملية "غصن الزيتون" في عفرين شمالي سوريا. أعلنت وكالات الأنباء العالمية تكبد الجيش التركي خسائر كبيرة في الأيام الأخيرة دون أن يتمكن من تحقيق تقدم حاسم.. موضحة أن العملية العسكرية التركية تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية" نشكل امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وأيد القائم العام ل "وحدات حماية الشعب" الكردية سيبان حمو إمكانية دخول الجيش السوري إلي عفرين لمساعدة الفصائل الكردية للتصدي للهجوم التركي ضمن عملية "غصن الزيتون". قال "حمو" رداً علي سؤال موقف "الوحدات الكردية" من دخول قوات الجيش السوري إلي عفرين: ليست لدينا مشكلة بدخول قوات الجيش السوري من أجل الدفاع عن عفرين وعن حدود عفرين في وجه الاحتلال التركي؟!. أضاف حمو أن الحكومة السورية تؤكد دائماً ان عفرين جزء من سوريا مشدداً علي أن الفصائل الكردية تعتبر مناطق سيطرتها جزءاً من الأراضي السورية مشيرة إلي وجود تنسيق محدود مع السلطات في دمشق لتسهيل إدخال مساعدات إنسانية إلي عفرين..دعا قائد "وحدات حماية الشعب" الغرب إلي حماية عفرين قائلاً: بعدما قاتلنا بالوكالة عن العالم ضد إرهاب داعش لا يحق لأوروبا أو الدول الغربية أن تقف كالمتفرج أمام الدولة التركية التي تتصرف بشكل وحشي. فيما قالت الأممالمتحدة إن معاناة المدنيين السوريين تفاقمت منذ أن دعت الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار قبل أسبوع في مبادرة إنسانية سرعان ما أعاقتها حملة قصف أشد كثافة. تضمن القتال غارات جوية علي الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق وهجوماً علي قوات المعارضة بمحافظة إداب في شمال غرب البلاد والهجوم التركي علي منطقة عفرين الخاضعة للأكراد. قال علي الزعتري الممثل المقيم لأنشطة الأممالمتحدة في سوريا ومنسق الشئون الإنسانية: للأسف فإن دعوتنا إلي الوقف الفوري للأعمال العدائية لنتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين بما في ذلك إجلاء الجرحي والمرضي ذوي الحالات الحرجة تبقي بلا مجيب. كما واجه الصراع خطر التصعيد علي جبهة أخري حين شنت إسرائيل أعنف ضرباتها الجوية حتي الآن ضد أهداف إيرانية في سوريا بعدما أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة إسرائيلية من طراز إف - 16 رغم انحسار التوتر الناجم عن الحادث منذ ذلك الحين. قال الزعتري في بيان إن هناك تقارير عن سقوط مئات الضحايات المدنيين بين قتيل وجريح ونزوح كبير للسكان وتدمير للبنية التحتية المدنية بما فيها المرافق الطبية. ووصف المسئول الدولي التطورات الأخيرة بأنها أحد أسوأ فترات القتال علي مدي سنين النزاع الذي يوشك علي دخول عامه الثامن وشهد مقتل مئات الآلاف من الناس ونزوح ملايين آخرين عن ديارهم.