دخلت العملية العسكرية "غصن الزيتون" يومها الثالث، عقب إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا بدأت عمليا تنفيذ عملية عسكرية برية ضد المقاتلين الأكراد في مدينة عفرين بشمال سوريا، الأمر الذي يثير قلق واشنطن. وقال أردوغان فى خطاب تلفزيوني، إن عملية عفرين بدأت عمليا على الأرض، ومنبج ستكون التالية، في إشارة إلى بلدة سورية أخرى يسيطر عليها الأكراد. وأضاف "سنقوم لاحقا بالتدريج بتنظيف بلدنا حتى الحدود العراقية من هذه القذارة الإرهابية التي تحاول محاصرتنا". وأكد مسؤول تركي رفيع، قصف الطائرات التركية وحدات حماية الشعب الكردية السورية، مشيرا إلى أن "الجيش السوري الحر"، المدعوم من أنقرة، بدأ أيضا إسناد العملية العسكرية في عفرين. وأعلنت الأركان التركية أن "عملية غصن الزيتون" تستهدف حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطي وتنظيم "داعش" في عفرين. واستدعت وزارة الخارجية التركية، ممثلي البعثات الدبلوماسية الأمريكية والإيرانية والروسية لديها، وتطلعهم على التطورات في عفرين، وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها إزاء بدء القوات التركية العملية العسكرية في عفرين مؤكدة على وحدة الأراضي السورية. ونفى المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، حدوث أي اشتباكات مع الجيش التركي حتى الآن، مؤكدا أن المواجهات تقتصر على "المناوشات" على أطراف عفرين. واعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن العملية العسكرية التركية ضد الأكراد في عفرين، جاءت نتيجة للاستفزازات الأمريكية. وأبلغت وزارة الخارجية التركية دمشق رسميا بإطلاق العملية العسكرية في عفرين. وقصفت المقاتلات التركية مطار منّغ العسكري الخاضع لسيطرة المقاتلين الأكراد، لتتحدث مصادر عسكرية عن قصف الجيش التركي ل108 أهداف عسكرية للوحدات الكردية في عفرين. ونفت وزارة الخارجية السورية، السبت الماضي، أن تكون تركيا أبلغتها بالعملية العسكرية في عفرين، وأدانت "بشدة العدوان التركي الغاشم"، لتعلن الوحدات الكردية مقتل 6 مدنيين و3 من مقاتليها جراء القصف التركي على عفرين. وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن قوات بلاده البرية ستنفذ مهامها داخل سوريا، وفقا للتطورات على الأرض. وتواصل المدفعية التركية المتمركزة في بلدات الريحانية وقريق هان وهصا في ولاية هطاي جنوبي البلاد، قصفها لمواقع القوات الكردية في عفرين. وأكد رئيس القيادة المركزية في الجيش الأمريكي الجنرال جوزيف فوتيل، أن تركيا أطلعت بلاده على عمليتها العسكرية في عفرين، مشيرا إلى أن المدينة لا تقع في نطاق العمليات العسكرية لأمريكا. وقال القيادي الكردي آلدار خليل: "طلبت روسيا منا أمس تسليم مناطقنا ل"النظام السوري"، ونحن لم نقبل، ولن نسلم أراضينا، مؤكدا سوف ندافع عن جميع مناطقنا. وذكرت وحدات حماية الشعب الكردية أن الجيش التركي يسعى من خلال القصف الجوي إلى إخلاء عفرين وإجبار المدنيين على النزوح، ومن ثم حشد مرتزقته في المنطقة. وأدان المجلس الوطني الكردي في سوريا، التدخل التركي في عفرين، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في وضع حد للتصعيد الحاصل ونزع فتيل الأزمة وحماية المناطق الكردية. وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم، إن قوات الجيش التركي دخلت منطقة عفرين السورية، وهو ما نفته الوحدات الكردية، مشيرة إلى تمكنها من صد الهجوم التركي. ودعت وزارة الدفاع الأمريكية إلى عدم تصعيد التوتر، مشيرة إلى تفهمها مخاوف تركيا الأمنية في المنطقة. ورفضت وزارة الخارجية المصرية العمليات العسكرية التركية في عفرين، معتبرة إياها "انتهاكا جديدا للسيادة السورية". وجدد أردوغان تحذيره لوحدات الكردية من التعويل على الدعم الأمريكي لهزيمة تركيا، معلنا أن عملية "غصن الزيتون" في عفرين ستحقق أهدافها في أقرب وقت. وأعربت طهران عن قلقها إزاء عملية الجيش التركي العسكرية في مدينة عفرين شمالي سوريا، ودعت أنقرة إلى إنهاء عملية "غصن الزيتون" شمالي سوريا بشكل عاجل. ووصل 11 مصابا من مسلحي"الجيش السوري الحر" إلى مستشفى على الحدود التركية، وأكد القيادي العسكري في "فيلق الشام"، ياسر عبد الرحيم، أن نحو 25 ألف مسلح من "الجيش السوري الحر" يشاركون في العملية العسكرية التركية في عفرين. ومن جتهته أكد أما رئيس بلدة الريحانية الحدودية في تركيا، مقتل وإصابة عدد من المواطنين بسقوط قذيفة أطلقت من جهة سوريا. واعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أن كل من يعارض العملية التركية في عفرين شمالي سوريا "يأخذ جانب الإرهابيين ويجب أن يعامل على هذا الأساس". ومن جانبه أجرى رئيس أركان الجيش التركي، خلوصي أكار، اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني محمد باقري، لمناقشة الأوضاع شمالي سوريا، ودعت الخارجية الأمريكيةتركيا إلى "ضبط النفس" في عملياتها العسكرية بعفرين. أما وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، فأكد أن الإجراءات الأحادية الجانب المتخذة من قبل واشنطن في سوريا هي سبب "غضب تركيا"، ليعلن بعدها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع الإثنين لعقد مباحثات بشأن الوضع في سوريا. وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، إن الحكومة التركية أبلغت واشنطن بضرباتها الجوية على مدينة عفرين شمالي سوريا قبل شنها.