استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يحسم الخلافات بين مصر وكل من أثيوبيا والسودان حول سد النهضة.. وأعلن أنه لا توجد أزمة بين الدول الثلاث. قال لمواطني هذه الدول: كونوا مطمئنين تماماً لأننا نحن القادة الثلاثة السيسي وعمر البشير وهيلا ميريام ديسالين اتفقنا علي ألا يحدث أي ضرر علي بلادنا وأن مصلحتنا واحدة ولا توجد أزمة بيننا. في رأيي أن نجاح الرئيس السيسي في احتواء الخلاف بين الدول الثلاث يعتبر أول خطوة عملية في برنامج حملته الرئاسية للحفاظ علي حق مصر في حصتها من مياه النيل وأنه لا مساس باستخداماتها المائية. سيقوم المكتب الاستشاري الفرنسي "بي آر إل" بمعاونة المكتب الاستشاري "أرتيليا" خلال شهر فبراير القادم بإنهاء الاتفاق حول التقرير الاستهلاكي والدفع بالبدء في الدراسات الفنية.. الخاصة بعمليات الملء والتشغيل. تحددت خلال مباحثات القمة الثلاثية مهلة مدة شهر واحد فقط لتخطي العقبات الفنية مع التأكيد بأن المطالب المصرية التي كانت محوراً لمعارضة الطرفين الأثيوبي والسوداني خلال اجتماع وزراء المياه بالدول الثلاث الأخيرة بالقاهرة بالاتفاق علي عدم المساس بالمصالح المصرية والمحددة في الاستخدامات الحالية لمصر من مياه النيل. ولا يعني الاتفاق بين الزعماء الثلاث تراجع القاهرة عن مقترحها الخاص بإدخال البنك الدولي كطرف محايد لحل الخلافات الفنية لأن هذا الاقتراح مازال قائماً. ولكن مهلة الشهر تعطي فرصة أمام الخبراء الوطنيين أعضاء اللجنة الثلاثية لمراجعة المقترحات المصرية. لكن سامح شكري وزير الخارجية عقب علي لقاء القمة الثلاثي بين مصر والسودان وأثيوبيا رداً علي سؤال حول وجود طرف وسيط في مفاوضات سد النهضة قائلاً: "لا يوجد طرف وسيط". وهذا يعني أن القادة الثلاث اتفقوا علي حل المشاكل الخلافية فيما بينهم بدون تدخل طرف آخر.. وهذا يستدعي سؤالاً آخر: هل يعني ذلك عدم اللجوء للبنك الدولي؟! أم أن طرح البنك مازال قائماً؟! وأكد سامح شكري أنه تم خلال القمة الثلاثية الاتفاق علي حل جميع القضايا الفنية لسد النهضة خلال شهر. هكذا تدار الحوارات بين الأشقاء في الخلاف حول أي موضوع من خلال التفاهم والوصول إلي حل يرضي الجميع ويحافظ كل طرف علي حقه.. واستطاع الرئيس السيسي في القمة الثلاثية أن يؤكد حق مصر في حصتها من مياه النيل وهذا ما وافق عليه الطرفان الآخران أثيوبيا والسودان.. وأنه لا مساس بحصة مصر في المياه. وهذه دعوة للإعلام في البلدان الثلاثة أن يكون علي قدر المسئولية وأن تكون رسالته رسالة إيجابية تجمع الشعوب علي مصالحها المتبادلة ولا تفرقها لأي سبب من الأسباب. بالإيجابية.. والعمل السياسي.. نحل مشاكلنا ونضع حداً لخلافاتنا في جو من الحب والألفة.