تحول سجن مزرعة طرة الي احتفالية كبيرة تعبيرا من السجناء المفرج عنهم الذين شملهم قرار العفو الجمهوري بمناسبة عيد الأضحي المبارك وعددهم 630 سجيناً. حيث عبروا عن فرحتهم بلقاء أقاربهم وذويهم في صباح اليوم الأول من عيد الأضحي المبارك وامتزجت دموع النزلاء بابتساماتهم وارتفعت أصوات الزغاريد لحظة رؤية الأباء والأمهات لأبنائهم من المفرج عنهم وكثرة الاحضان والقبلات التي اختلطت بدموع الفرح. التقت "المساء" عدداً من المفرج عنهم لحظة خروجهم من بوابة سجن طرة العمومية. أكد السجين أبو سريع سالم أن فرحته لا تقدر اليوم بثمن داعياً للرئيس مبارك بدوام الصحة والسعادة. وأن يحفظه الله لمصرنا الغالية.. ونحن نعترف بأن هذه الدموع التي تسيل من أعيننا هي دموع الفرح ودموع الندم. دموع الفرح حيث إننا خرجنا الي الحياة مرة أخري بعيداً عن أسوار السجن.. ودموع الندمد علي ما اقترفته أيدينا في حق أنفسنا وحق ذوينا. أما السجين محمد محمد الصيفي فقد أكد وهو يبكي أن هذه الدموع تعتبر دموع تصالح مع النفس ورغبة في العودة أن أكون مواطناً صالحاً نافعاً لمجتمعي. موجهاً الشكر الي حبيب العادلي وزير الداخلية علي اهتمامه الكبير بالسجناء وتوفير كل الرعاية الصحية والثقافية والاجتماعية والدينية والتعليمية والتأهيلية لكل السجناء. ناشدت الحاجة صباح أم أحد السجناء بصوت عالي الأباء والأمهات أن يحرصوا علي أبنائهم ووجهت نصيحة أن يراقبوا تصرفات الأبناء في كل لحظة وأن يأخذوا بأيديهم الي عالم الصلاح والعمل بعيداً عن الجريمة ورفاق السوء.. والأماكن المشبوهة. كما أكدت سيدة أحمد إحدي أمهات أحد السجناء أننا كنا في تعداد الأموات قبل أن نري فلذات أكبادنا في أحضاننا اليوم وقد خرجوا الي الحرية بعيداً عن أسوار السجن. أضافت أن الحياة عادت إليها عندما رأت ابنها مقبلاً نحوها من بوابة السجن العمومية وأخذته بالأحضان والدموع.. من جانبه أشاد الابن الذي رفض ذكر اسمه بالمعاملة الإنسانية والبعد الاجتماعي والإنساني والديني الذي لقيه داخل السجن هو وزملاؤه مشيراً إلي أن هذه المعاملة عادت به إنساناً نافعاً الي مجتمعه بعيداً عن حياة الجريمة. من جانبه أكد اللواء عاطف شريف مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون أن السجين فقد حريته ولكنه لم يفقد آدميته ونحن في قطاع السجون نضع برامج تأهيل للسجناء منذ اللحظة الأولي لدخولهم السجن ومن هذه البرامج الرعاية الصحية والاجتماعية والدينية والثقافية والتعليمية كل هذه البرامج تقدم لجميع السجناء داخل السجون المصرية. أضاف أن السجون كانت في الماضي تنكيلاً وعقاباً وعزلاً وأصبحت في الوقت الحالي رعاية وتأهيلاً حتي يخرج السجين الي مجتمعه مواطناً صالحاً مكتسباً للخبرات العملية وإحدي المهن المؤهلة للعيش الحلال بعد الخروج من السجن. أكد أن وزارة الداخلية لا تألو جهداً في توفير كافة الامكانات المادية والعينية والإنسانية لرعاية هؤلاء داخل السجون وإعادة تأهيلهم التأهيل السليم. مشيراً الي أن وزارة الداخلية سددت المبالغ المالية عن 47 حالة من الحالات المفرج عنها وذلك لعدم قدرتهم المادية.