شهد اليوم، الجمعة، فى أولى أيام عيد الأضحى المبارك، تنفيذ قرار العفو الرئاسى على نزلاء السجون، ممن ينطبق عليهم شروط العفو، وذلك بمناسبة العيد حيث قام اللواء عاطف شريف عبد السلام، مساعد وزير الداخلية، واللواء سامى الروبى، مدير مباحث القطاع، بالمرور على السجون، لتنفيذ قرار العفو، وتهنئة أسر المسجونين، والاطمئنان على خروج جميع النزلاء الذين شملهم القرار الرئاسى بالعفو والإفراج عنهم. جاء ذلك عقب موافقة اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، على الإفراج عن عدد 721 من نزلاء السجون، وذلك بعد انطباق قرار العفو الرئاسى عنهم، وذلك فى ضوء مواكبة الفكر الحديث للتنفيذ العقابى، من خلال منظور شامل وبعد واع يتخذ من التأهيل والرعاية سبيلا والإصلاح والتقويم هدفا. وبمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك لهذا العام قام قطاع السجون بتشكيل اللجان على مستوى جميع السجون لفحص ملفات النزلاء، وتحديد مستحق الإفراج بالعفو عن باقى مدة العقوبة، مما ينطبق عليه شروط العفو من قضاء نصف المدة، وحسن السير والسلوك، وسداد الالتزامات المالية المحكوم بها عليه، طبقا للأحكام التى صدرت بشأن العفو عن باقى مدة العقوبة المحكوم بها عليه. وأسفرت أعمال اللجان المحلية عن العرض لعدد" 913" نزيلا تم فحصهم باللجنة الفنية والقانونية المركزية بالقطاع، وقد انتهت أعمال اللجان إلى انطباق القرار على عدد "721" نزيلا ممن يستحقون الإفراج عنهم بحلول هذه المناسبة التى روعى فيها المقتضيات الأمنية وسوف يتم الإفراج عن "210 " حالات من بوابات سجون طره التى أشرف على تنفيذها العميد حاتم أبو زيد، مدير إدارة الإعلام والعلاقات، بينما تم الإفراج عن "511" حالة من خلال مديريات الأمن. ومن الفحص تبين توقف الإفراج عن عدد "45" حالة لمسجون ومسجونة ممن ينطبق عليهم جميع الشروط السابقة للعفو بنصف المدة لعدم سدادهم الالتزامات المقررة عليهم قانونا من غرامات مالية ومصروفات، وذلك لتعسرهم فى سدادها، وعدم وجود من ينوب عنهم فى إنهاء هذه الإجراءات. وقد قرر وزير الداخلية شمول جميع النزلاء فى قرار العفو الرئاسى، وتكليف قطاع السجون بسداد كافة هذه الغرامات المالية والمصروفات، وذلك لعدم اتهامهم فى قضايا مخلة بالشرف، ولتعسرهم المالى، وحسن سيرهم وسلوكهم داخل السجون، خلال فترة تنفيذهم العقوبات المحكوم بها عليهم، مساهمة واستمرارا من وزارة الداخلية فى الاهتمام بالرعاية الاجتماعية للسجناء وأسرهم التى تعد أحد أهم أوجه الرعاية المقدمة للنزلاء. وقد سادت حالة من الفرح والسعادة أسر المساجين الذين احتشدوا أمام بوابات السجن بعد صلاة العيد مباشرة، فى انتظار خروج ذويهم. ومن داخل أسوار السجن استعد المفرج عنهم لقرار العفو بعد أن أبلغتهم وزارة الداخلية وإدارة السجن بصدور القرار الجمهورى بالعفو عنهم، وقاموا بجمع متعلقاتهم وتوديع أصدقائهم وزملائهم ووعدوهم بزيارتهم، داعين الله لهم بالخروج واللحاق بهم، بينما حملوهم بالرسائل لتوصيلها إلى ذويهم. واهتمت الوزارة هذا العام بجعل المساجين يعيشون الجو الاحتفالى للعيد، حيث حضرت فرقة موسيقية عسكرية، وقامت بعزف الأناشيد الوطنية لحظة خروج المساجين وعدد من فرقة الخيالة التى رقصت خيولهم على تلك الأناشيد، وخرج المساجين، وقام المفرج عنهم بالسجود لله شكرا على خروجهم فى هذا العفو، وارتفعت صوت الزغاريد لحظة رؤية الأهالى لأبنائهم وذويهم يخرجون من أبواب السجن، وكثرت الأحضان والقبلات ودموع الفرحة. بينما وقف شاب فى العشرين من عمره يدعى عمرو محمود يقبل والدته وشقيقته اللذين حضرا منذ الصباح الباكر، استعدادا لخروجه من السجن بعد قضائه 5 سنوات داخل السجن لاتهامه بالاتجار فى المواد المخدرة، حيث أكدت والدته أنه كان خاطبا، وفى طريقه للزواج إلا أنه اتهم ظلما – على حد قولها- وقضى فترة عقوبته داخل أسوار السجن، بينما أكد "عمرو أنه بالرغم من قضائه تلك الفترة داخل السجن، إلا أنه تعلم مهنة جديدة تساعده فى حياته وإعالة أسرته المكونة من والدته وشقيقتيه بعد وفاة والده. وانشغل عماد عبد اللطيف بالوقوف مع أصدقائه الذين التفوا حوله وقاموا بتهنئته بالخروج بعد تلك المدة الطويلة، حيث قضى داخل السجن 3 سنوات بعد أن اتهم بالتعدى بالضرب على أحد الأشخاص فى شجار نشب بينهم، وأكد عمان أنه يحمد الله ويشكره كل يوم على خروقه، وأنه يعيش الآن فرحتين، هما فرحة خروجه من السجن وقضاؤه العيد مع أهله وأصدقائه. ثم بدأ الطفطف الأصفر اللون فى تحميل المساجين وحقائبهم وأقاربهم، لنقلهم إلى خارج الأسوار الخارجية للسجن، وأخذ مسئولو قطاع مصلحة السجون والعساكر والمكلفين بالحراسة يهنئونهم بالإفراج، وردد المفرج عنهم الأغانى والهتافات التى تعبر عن فرحتهم وسعادتهم بالخروج من السجن، وعلى الجانبين الخيول الشرفية لقطاع السجون وقادوهم حتى البوابة الرئيسية، ودعوا الحراس ولوحوا بأيديهم لأصدقائهم وزملائهم داخل السجن وارتفعت أصوات الزغاريد والهتافات، بعد أن قاموا بالجرى إلى خارج البوابة الرئيسية ليحصلوا على حريتهم.