* يسأل عطية محمود من الجيزة: عزمت علي السفر إلي بلد أوروبي. فكيف أقدم للغرب صورة الإسلام الحقيقية؟ ** إن صورة الإسلام بتعاليمه السمحة واضحة تماماً للغرب. لأنهم اتصلوا قديماً بالحضارة الإسلامية اتصالاً مباشراً عن طريق الأندلس. وعرفوه من خلال الاتصال بأهله في بلاد الشرق والغرب. لكن الصورة التي يصورون الإسلام بها هي صورة مغلوطة. وأن واجبنا في هذا المقام الأول يتلخص في النقاط التالية: تصحيح المفاهيم من خلال سلوكنا اليومي قبل كل شيء. أن نكون كتاباً مقروءاً ومثالاً يمشي علي قدمين. التعريف بتعاليم الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة. وألا يتكلم المسلم في الدين إلا إذا كان ملماً بمصادره وأحكامه حتي لا نسيء للدين ونحن علي جهل من أمرنا. فلنتذكر دائماً بأن الإنسان الغربي البسيط أمانة في أعناقنا وأن مواجهته بمنطلق الإدانة قد تفضي إلي البوار وقطع الصلة. الإنسان الغربي يعاني في زمن الحداثة من فراغ روحي. وأن البديل الحتمي هو ضرورة الامتلاء الروحي بالسماحة والتعاون ونشر المودة والحب والسلام. لما رواه عبدالله ابن عمرو رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم : أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام. وتقرأ السلام علي من عرفت ومن لم تعرف". وفي رواية أخري. يقول النبي صلي الله عليه وسلم : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" أخرجه البخاري ومسلم. وفي معني الحديث يقول الإمام الشافعي: "إذا أراد أن يتكلم فليفكر. فإن ظهر له أنه لا ضرر عليه تكلم. وإن ظهر له فيه ضرر أوشك فيه أمسك" والله من وراء القصد وهو الهادي إلي سواء السببيل. * تسأل ماجدة محمد من القاهرة: أوصي والدي بجزء من تركته لبناء مسجد علماً بأنه لم يخرج زكاة ماله. فما الواجب علي أولاً؟ تنفيذ وصية أبي أم إخراج زكاة ماله؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: الزكاة ركن من أركان الدين.. وحق شرعي من الحقوق التي لا يمكن التفريط فيها بحال. والإنسان مطالب بها متي توافرت شروطها وإلا بقت في ذمته إلي يوم القيامة. وبناء علي هذا ذهب جمهور الفقهاء إلي أن من مات وعليه زكاة فإنها تجب في ماله لأنها دين. والدين يقدم علي الوصية. ويري الحنفية: أن من مات وعليه زكاة فلا يجب علي ورثته إخراجها إلا إذا تبرع الورثة بإخراجها عن المورث إبراء لذمته. والذي تطمئن إليه النفس هو ما ذهب إليه الجمهور. لأن الزكاة مثلها مثل الدين. بل هي دين الله الأحق بالقضاء لحديث أن رجلاً جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ فقال له صلي الله عليه وسلم : لو كان علي أمك دين أكنت قاضيه عنها؟ قال: نعم. قال: فدين الله أحق أن يقضي. ومن هنا نفيد السائلة بأنه يجب عليها وعلي باقي الورثة إخراج الزكاة من التركة قبل تنفيذ الوصية. لأن دين الله أحق أن يقضي. * يسأل محمد أحمد عبدالحليم من أخميم بسوهاج: ما الحكمة من تحريم أكل الهدهد؟ وهل العلة في تحريم أكله أنه كان مع نبي الله سليمان عليه السلام؟ ** يجيب إن حرمة أكل الهدهد ليست محل اتفاق بين أهل العلم. فالهدهد مباح أكله عند السادة المالكية. ومختلف فيه عند السادة الحنابلة. جاء في المغني: واختلف عن أحمد في الهدهد والصرد وهو عصفور كبير يأكل الطير فعنه أنهما حلال. لأنهما ليسا من ذوات المخلب. ولا يستخبثان. وعنه تحريمهما لأن النبي صلي الله عليه وسلم نهي عن قتل الهدهد والصرد. والنملة والنحلة. وكل ما كان لا يصيد بمخلبه. ولا يأكل الجيف. ولا يستخبث فهو حلال. وجاء في التاج والإكليل وهو من كتب المالكية: لم يكره مالك أكل شيء من الطير كله. الرخام والعقبان والنسور والأحدية والغربان وجميع سباع الطير وغير سباعها. ما أكل الجيف منها وما لم يأكلها. ولا بأس بأكل الهدهد.. والذين يحرمونه وهم جمهور أهل العلم رأوا أن النهي عن قتله دليل علي تحريمه. فقد ثبت بإسناد صحيح في مسند أحمد وسنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما لفظ: أن النبي صلي الله عليه وسلم نهي عن قتل أربع من الدواب: النملة والنحلة والهدهد والصرد. وأما الهدهد فلتحريم لحمه. لأن الحيوان إذا نهي عن قتله ولم يكن ذلك لاحترامه. أو لضرر فيه كان لتحريم لحمه. ولا علاقة لموضوع التحريم بقصة الهدهد الذي كان مع النبي سليمان عليه السلام. وإنما التحريم للنهي الوارد عن قتله. ولا شك أنه مانهي عنه إلا لحكمة بالغة. ولكن أهل العلم قد لا يطلعون عليها.