رغم التصريحات النارية لقيادات وزارة التربية والتعليم التي تضمنت تهديدات صريحة ومباشرة كالعادة كل عام لأصحاب مراكز وسناتر الدروس الخصوصية إلا أن هذه التصريحات والتهديدات لم تكن سوي مجرد دخان في الهواء كالمعتاد حيث نجح أصحاب المراكز والسناتر الخاصة بالدروس الخصوصية والمنتشرة في كل مكان في أرجاء جميع محافظات مصر في أن تكسب الجولة مثل كل عام في مثل هذا التوقيت الذي يسبق العام الدراسي الجديد وبعد أن أعلنت التحدي لوزارة التربية والتعليم. ففي محافظة الغربية علي سبيل المثال فقد أصبحت جميع سناتر ومراكز الدروس الخصوصية كاملة العدد في جميع المراحل التعليمية منذ بداية شهر أغسطس الماضي حتي أنها قطعت شوطاً كبيراً في الانتهاء من اجزاء كبيرة بالمناهج الدراسية في الوقت الذي سينطلق فيه العام الدراسي الرسمي والحكومي بالمدارس الأسبوع القادم وهو ما سوف يؤدي إلي عدم الاهتمام بالحضور للمدارس كالعادة والمثير للدهشة والاستغراب أن اللافتات التي تتضمن الإعلانات عن أماكن مراكز وسناتر الدروس الخصوصية كانت تملأ الشوارع وعلي جدران الطرق بشكل لافت للأنظار دون أن يحرك ساكناً لأصحاب التهديدات والتصريحات النارية وانتظم الطلاب في تلقي دروسهم علي مرأي ومسمع من الجميع. ارتفاع الأسعار هذا العام رغم ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية هذا العام عن العام الماضي إلا أن ذلك لم يكن له تأثير علي الاقبال الشديد الماضي إلا أن ذلك لم يكن له تأثير علي الاقبال الشديد علي هذه المراكز باعتبارها تمثل أهمية ويعتمد عليها جميع الطلاب في شرح المناهج التعليمية لهم عن المدارس التي ستظل خارج الخدمة كالعادة وهو ما يحمل أولياء الأمور أعباء مالية إضافية ولكنه أصبح بالنسبة لهم أمراً لا مفر منه لتحقيق رغبات وطموحات أبنائهم من الطلبة والطالبات. وكانت معظم المراكز والسناتر الخاصة بالمرحلة الثانية يحصلون في بداية الحجز علي مقدمات تبدأ من 500 جنيه بخلاف ما يحصلون عليه شهرياً والذي يتراوح ما بين مائة. ومائة وعشرين جنيهاً من كل طالب شهرياً بالإضافة لتحصيل مبالغ اضافية أخري قيمة المذكرات التي يتم طبعها وتوزيعها علي الطلاب. مسئولية الوزارة وقد حمل أولياء الأمور وزارة التربية والتعليم مسئولية انتشار الدروس الخصوصية وتخلي المدارس عن أداء دورها المعروف في انتظام العملية التعليمية في المدارس الحكومية. ويقول ياسر عبدالمنعم ابراهيم أحد أولياء الأمور إن فشل وزارة التربية والتعليم وعدم قدرتها علي تطوير المنظومة التعليمية من خلال إعادة المدارس للخدمة وذلك لن يكون إلا بتزويد هذه المدارس بمعلمين أصحاب كفاءة وأكثر خبرة للتعامل مع الطلاب بشكل ايجابي في كيفية شرح المناهج بأسلوب مبسط وتوصيل المعلومة للطلاب بشكل سهل وميسر كما يحدث حالياً في مراكز وسناتر الدروس الخصوصية ولكن للأسف الشديد فإن المدارس تضم معلمين أقل كفاءة ومعدومي الخبرة وهو ما يضطر الطلاب لهجرة المدارس واللجوء للدروس الخصوصية. بينما أكد محمود عبدالعال ولي أمر طالب أصبحت هناك قناعة ويقين كامل عند الطلاب وأولياء أمورهم بأن الدروس الخصوصية هي الطريق الوحيد والأسلوب الأمثل الذي سيصل بهم ويساعدهم في تحقيق طموحاتهم بالتفوق في امتحانات نهاية العام والحصول علي مجموع كبير يمكنهم من الالتحاق بكليات القمة التي يحلمون بها مع أولياء أمورهم. أشار بلال محمود اسماعيل مدرس بالتربية والتعليم إلي حقيقة هامة عندما أوضح أن الدروس الخصوصية لم تعد قاصرة علي الشهادات العامة فقط كما كان يحدث في الماضي ولكنها أصبحت تشمل جميع المراحل والصفوف الدراسية حتي في مراحل النقل. كما أشار إلي أن نظام الامتحانات الحالي يعتبر السبب الأساسي والرئيسي وراء انتشار الدروس الخصوصية. كما أن فصول التقوية التي تنظمها بعض المدارس لتكون بديلة للدروس الخصوصية تفشل في أداء مهمتها ولا تستطيع جذب الطلاب لأنها تعتمد علي نفس المعلمين الذين يعملون بالمدرسة ويرفضهم الطلاب وحيث تكون مجموعات التقوية صورة بالكربون من المدرسة وهذا سر فشلها الذريع ولفظها من الطلاب وأولياء أمورهم. كما لفت أحد المدرسين العاملين بالتربية والتعليم حالياً طلب عدم ذكر اسمه الأنظار إلي حقيقة هامة عندما أكد أن الدروس الخصوصية ستظل هي الأقوي طوال استمرار تدهور المنظومة التعليمية بالمدارس وعدم قدرة المعلمين بالمدارس علي شرح الدروس وايصال المعلومة بالأسلوب الأسهل والبسيط نظراً لقلة خبرتهم وعدم كفاءتهم بعكس المعلمين الذين ينجحون بامتياز في ذلك بمراكز الدروس الخصوصية حيث إن معظمهم من أصحاب الخبرة والكفاءة. كما أن المناهج الدراسية تكون أكبر من المدة المحددة للعام الدراسي ولا يستطيع المعلمون بالمدارس من الانتهاء من شرح جميع المناهج في جميع المواد الدراسية المختلفة قبل انتهاء العام الدراسي بعكس مراكز وسناتر الدروس الخصوصية التي تبدأ موسمها الدراسي قبل بداية العام الدراسي الرسمي والحكومي بالمدارس بحوالي شهر ونصف علي الأقل وربما أكثر من ذلك مما يمنحهم الفرصة من الانتهاء من شرح المناهج كاملة. ومن جانبه أكد الشناوي عايد وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية أنه يحمل أولياء أمور الطلاب الجزء الأكبر من مسئولية تشجيع استمرار ظاهرة الدروس الخصوصية حيث يتسابقون عقب انتهاء العام الدراسي مباشرة للحجز لأبنائهم بمراكز وسناتر الدروس الخصوصية التي أصبحت منتشرة في معظم مراكز المحافظة المختلفة حيث كان يتمني أن يكون لهم دور في المشاركة الايجابية لمساعدة الوزارة في التصدي لظاهرة الدروس الخصوصية بدلاً من تحمل كل أسرة أعباءً مالية اضافية حيث تلتهم الدروس الخصوصية نسبة كبيرة من ميزانية ودخل لكل أسرة. أضاف أن مديرية التربية والتعليم كانت لها تجربة ناجحة وعملية في مواجهة الدروس الخصوصية العام الماضي باقامة وتنظيم مجموعات التقوية بالمدارس وبالمجان علي مستوي الإدارات التعليمية العشر بالمحافظة حيث كانت المديرية تمنح الطالب حرية اختيار المعلم الذي يدرس له في فصول مجموعات التقوية وكان الاقبال ممتازاً وتراوحت أعداد التلاميذ والطلاب ما بين 450 و500 في كل إدارة. صرح وكيل الوزارة بأن المديرية بالتنسيق مع الجهات المختصة سوف تقوم بحملات مكثفة علي مراكز الدروس الخصوصية لاتخاذ الاجراءات القانونية ضدها وغلقها كما أكد أنه سيكرر تجربة العام الماضي بتنظيم مجموعات للتقوية بالمدارس وبعض مراكز الشباب بالمجان لمحاربة الدروس الخصوصية.