قبل أكثر من شهر علي انطلاق العام الدراسي الجديد انطلق العام الدراسي "الموازي" بمحافظة الغربية وفتحت مراكز الدروس الخصوصية أبوابها لآلاف الطلاب بمختلف المراحل التعليمية من الابتدائية وحتي الثانوية العامة ضاربة عرض الحائط بالتصريحات الموسمية حول إغلاق "السناتر" والقضاء علي مافيا الدروس الخصوصية. توافد آلاف الطلاب علي سناتر ومراكز الدروس الخصوصية المنتشرة في كل مكان علي أرض المحافظة سواء في المدن الكبري مثل طنطا والمحلة الكبري وكفر الزيات وسمنود وزفتي أو القري الريفية التي انتشرت بها مراكز الدروس الخصوصية أيضاً مثل المدن. كما شهدت جميع مراكز الدروس الخصوصية المعروفة والشهيرة خاصة لطلاب الثانوي العام زحاماً شديداً كالعادة خلال شهر مايو الماضي وقبل انطلاق امتحانات الثانوية العامة للعام الماضي من أجل حجز أماكن للدفعة الجديدة لطلاب الثانوية. كان الإقبال علي حجز الدروس الخصوصية هذا العام أكثر من الأعوام السابقة رغم كل ما تردد عن تطوير منظومة التعليم في مصر وخاصة نظام الثانوية العامة والتأكيد علي القضاء علي الدروس الخصوصية هذا العام إلا أن الطلاب وأولياء أمورهم وأصحاب السناتر لم يعبأوا ولم يلتفتوا لهذه التصريحات التي اعادوا عليها كل عام وواصلوا حجز أماكنهم داخل مراكز الدروس الخصوصية مثل كل عام والتي بدأت بالفعل مع بداية شهر أغسطس الجاري موسمها الدراسي الموازي قبل بدء الموسم الدراسي الحكومي والرسمي بأكثر من شهر ونصف الشهر علي الأقل وهو ما يشير إلي أن الاعتماد في العام الدراسي الجديد سيكون علي مراكز الدروس الخصوصية التي ستكون قد قاربت علي الانتهاء في أكثر من نصف المناهج علي الأقل قبل أن ينطلق ويبدأ العام الدراسي الرسمي الجديدكما تؤكد الشواهد والدلائل علي أن المدارس ستظل خالية من طلاب المرحلة الثانوية مثلما كان الحال في السنوات الماضية ولن يعتمد عليها الطلاب كالعادة لتظل خارج نطاق الخدمة. الظاهرة الثانية تركزت في الإقبال الشديد من الطلاب في مختلف المراحل التعليمية علي المكتبات لشراء الكتب الدراسية الخارجية الجديدة والتي تمت طباعتها وأصبحت متواجدة في جميع المكتبات وفي جميع المواد الدراسية المختلفة لجميع المراحل التعليمية حتي إن معظمها نفد من الأسواق والتي يعتمد عليها الطلاب والمعلمون في استذكار وشرح دروسهم بشكل أساسي مع تجاهل الكتب المدرسية الوزارية وعدم الاعتماد عليها رغم ما تكلفه طباعتها للدولة من ملايين الجنيهات وفي النهاية يكون مصيرها بالطبع عند محلات اللب والسوداني ومطاعم الفول والطعمية للف السندوتشات وعملها قراطيس للب والسوداني وخلافه. ومع انطلاق العام الدراسي الموازي والجديد استطلعت "المساء" آراء الطلاب وأولياء أمورهم الذين أعلنوا بالفعل الاستعداد للعام الدراسي الجديد من خلال العام الموازي وليس الحكومي التابع لوزارة التربية والتعليم. محمد فايز حمدان الطالب بالصف الثالث الثانوي قال إنه بدأ العام الدراسي الجديد بالفعل من خلال تلقي دروسه بأحد مراكز الدروس الخصوصية التي بدأت مع الأسبوع الأول لشهر أغسطس الجاري والذي سيعتمد عليه في تحصيل دروسه طوال العام وحتي موعد الامتحانات في نهاية العام الدراسي موضحاً أنه لن يكون هناك اعتماد علي المدرسة التي انعدم دورها منذ سنوات ولم يعد الطلاب يعتمدون عليها خاصة الذين يسعون للتفوق والحصول علي مجموع كبير يؤهلهم للالتحاق بكليات القمة. أضاف أنه قام بشراء جميع الكتب الخارجية من المكتبة في جميع المواد والتي يعتمد عليها في استذكار دروسه مشيراً إلي أن الكتب المدرسية التي تطبعها الوزارة ويتسلمها من المدرسة لا يعتمد عليها الطلاب والكتب الخارجية أفضل بكثير في عرض وشرح الدروس بالإضافة إلي أنها تتضمن نماذج للأسئلة التي دائماً ما تشملها امتحانات نهاية العام. سمير سعد العدل موظف وولي أمر قال إنه حجز لنجله الطالب بالصف الثالث الإعدادي بأحد مراكز الدروس الخصوصية الشهيرة لأنه يعلم جيداً أنها تكون أفضل حالاً من المدارس الحكومية وتتعامل مع الطلاب بجدية وتركيز بعكس المدارس التي تحولت لمكان لإضاعة وقت الطلاب ولم يعد لها دوراً إيجابياً في العملية التعليمية نتيجة الفوضي والعشوائية التي أصبحت عليها معظم المدارس الحكومية ولذلك يفضل الطلاب وأولياء أمورهم الاتجاه لمراكز الدروس الخصوصية لضمان تفوق أولادهم لتحقيق طموحاتهم. كما أن الاعتماد أصبح بشكل رئيسي علي الكتب الخارجية التي تنزل إلي الأسواق مبكراً وتتضمن عرض وشرح الدروس بشكل واف وملخص بعكس الكتب المدرسية التي تطبعها وزارة التربية والتعليم ولا يفتحها الطلاب طوال العام لاعتمادهم علي الكتب الخارجية التي اشتراها الطلاب بالفعل وبدأوا في استذكار دروسهم منها دون انتظار لتسلمهم كتب الوزارة من المدرسة والتي لن يكون لها أي دور مع الطلاب وينتهي بها المطاف في نهاية العام الدراسي عند بائعي اللب والسوداني ومطاعم الفول والطعمية وهو ما أصبح يتطلب من الدولة ووزارة التربية والتعليم إعادة النظر في هذا الأمر الذي أصبح بمثابة إهدار للمال العام بالملايين دون فائدة. أكد أحد المدرسين وهو صاحب سنتر للدروس الخصوصية أنه رغم تصريحات قيادات وزارة التربية والتعليم عن إصلاح المنظومة التعليمية والتهديد بغلق مراكز الدروس الخصوصية وهي التصريحات التي أصبحت تتردد قبل بداية كل عام دراسي ولم يعد يلتفت إليها أحد من الطلاب أو أولياء أمورهم لأنهم يعلمون جيداً أن تطوير المنظومة التعليمية سوف يحتاج لسنوات طويلة وإمكانيات مادية كبيرة غير متوافرة في الوقت الحالي خاصة عودة المدارس لأداء دورها الإيجابي وهو أمر صعب بعد أن غاب هذا الدور منذ سنوات طويلة وهو ما جعل الطالب وولي أمره لا يعتمدان علي المدارس التي تكون مجرد مكان يؤدي فيه الطلاب امتحاناتهم نهاية العام الدراسي بينما أصبح اعتمادهم بشكل أساسي ومباشر علي تلقي دروسهم بمراكز وسناتر الدروس الخصوصية التي أصبحت تضم أفضل المعلمين في جميع المواد الدراسية وأكثرهم خبرة وكفاءة وهو ما يساعد الطلاب علي استيعاب دروسهم بشكل أفضل وأكثر تركيزاً يمكنهم من التفوق لتحقيق طموحاتهم بالالتحاق بكليات القمة التي يرغبونها هم وأولياء أمورهم وهذه حقيقة علي أرض الواقع. أضاف أن الطلاب أيضاً أصبحوا يعتمدون علي الكتب الخارجية في مختلف المواد الدراسية وجميع المراحل التعليمية لاستذكار دروسهم ولم يعد كتاب الوزارة يمثل لهم أي أهمية بل أن معظم الطلاب لا يفتحون كتب الوزارة حتي لو مجرد الاطلاع عليها فقط وخير دليل علي ذلك أن معظم الكتب الخارجية لمختلف المواد الدراسية تنفذ من الأسواق عقب نزولها مباشرة بسبب الإقبال الشديد عليها من آلاف الطلاب ويتم طباعتها أكثر من مرة أمام الإقبال الشديد علي شرائها واسألوا أصحاب المكتبات التي يقوم بتوزيع الكتب الخارجية في كل مكان ونفذت منها جميع النسخ رغم أن العام الدراسي الجديد والرسمي لم يبدأ بعد.