الحب يصنع المعجزات.. فمن الممكن أن تفقد حاسة معينة أو تصاب بإعاقة ولكن يظل قلبك ينبض بالحب.. وهذا ما وجدناه في هذين الملاكين اللذين لا يسمعان بعضهما ولا يتحدثان إلا بلغة واحدة.. لغة القلوب ولغة المشاعر رغم اصابتهما بنفس الإعاقة فأعترفا لنفسيهما بذلك الحب.. وكانت خطبتهما وفي انتظار اتمام الزواج.. فقابلناهما وكان لنا معهما هذا الحوار: جلس والده ليشرح لنا الإشارات الخاصة به والتي تفيد بأن اسمه هشام محسن عبد العزيز من ذوي الاحتياجات الخاصة فئة الصم والبكم ومع ذلك لم يستسلم للإعاقة ولكنه استطاع أن يكمل مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي بكالوريوس في شعبة نظم المعلومات الإدارية وتخرج في معهد الألسن العالي ويتمني أن يحصل علي فرصة عمل تتناسب مع قدراته الذهنية والعقلية. هشام لم يقف مكتوف الأيدي خاصة بعد أن دق قلبه بالحب نحو الإنسانة التي أحبها وهي من نفس ظروفه ومن ذوي الاحتياجات الخاصة وأيضا فئة الصم والبكم. فلم يتردد لحظة في الارتباط بها وبادر بالتقدم لخطبتها ويعيشان حاليا أجمل أيام عمرهما. رغم ما يعانيه هشام إلا أنه لديه أمل كبير في تحقيق أحلامه بالزواج من حبيبته والالتحاق بعمل في مجال الكمبيوتر وإدخال البيانات. تقول هبه خطبية هشام ومن خلال لغة الإشارة ايضا من خلال والدتها إنها سعيدة جدا بالحياة معه وتتمني عقد قرانها عليه بعد عام من الآن لانها تري فيه فتي أحلامها الذي كانت تتمناه. هشام وهبه يناشدان غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي أن تساندهما في حياتهما لأنهم يعانيان حتي في أبسط حقوقهما وهي المواصلات العامة التي يعاملون فيها مثل الأصحاء تماما ولا يعترفان بإعاقتهما.. فهل من المنطق أن تتم معاملتهما بنفس طريقة الأصحاء؟ أضاف هشام الذي حاولنا فهمه بلغة الإشارة مع والده انه يستخدم سماعة للأذن تكلفت 12 ألف جنيه وهي سماعة دقيقة جدا. أما هبه فتتكلف سماعة بنفس القيمة أيضا ورغم وفاة والدها إلا أنها تمارس دروسها بكل جد ونشاط وفي إشارة لها قامت بتوجيه الشكر للمدرسين علي معاملتهم الطيبة معها وفي نفس الوقت ناشدت عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة لتوفير شقة لهما. وأخيرا ناشدت العائلتان المسئولين أن يقفوا بجوار اثنان من الملائكة ليس لهما طموح سوا العيش سويا واتمام الزواج والعمل بمهنة تعينهما علي متاعب الحياة لأنه ليس ذنبهما انهما معاقان.. فهل سيتعاطف معهما ويرحمهما من في الأرض.. نتمني ذلك.