"عيون جاهين" سهرة مسرحية قدمها مسرح الطليعة مشتركاً انتاجيا مع مسرح العرائس الذي شارك بعرض الليلة الكبيرة كاملا تم توزيعه داخل السهرة التي أخرجتها المخرجة الشابة "مني أبوسديره" عن إعداد متميز للناقد والكاتب أحمد خميس الذي انتقي أروع رباعيات وقصائد تتميز بقلة تناولها مسبقاً منها أغنية في الجنة وثوار وأكتوبر ووحوي يا وحوي والدرس انتهي وعلي اسم مصر وغيرها من القصائد التي نسجها المعد الواعي أحمد خميس في سيمفونية رائعة جذبت جمهوراً متميزاً لم يتوقف عند سن معين أو ثقافة معينة. لكن الصالة امتلأت بالجمهور الأسرة "الأطفال والشباب والكبار". طالما ان هناك جمهورا يسأل عنه. فهذا يؤكد أن العرض لم يسوّق جيداً ولم يصل إلي مستحقيه بشكل فعلي.. وهنا يفرض السؤال نفسه: لماذا لم يستمر العرض علي مسرح انتاجه الأصلي وهو الطليعة.. إذا كانت الحجة ان العرائس مرتبط بعرض جديد؟ ولماذا لم يعرض في مسرح تيسر وسائل الوصول إليه؟ هذا النوع من العروض يستحق التنوير عليه لأنه تنوير في حد ذاته.. هذا العرض المشيد بديكور متميز يشع بالمصرية والأصالة أبدعه محمد هاشم وأزياءه المتميزة بمتيفة العلم المصري الذي أثري الصورة وأبهجها للمهندسة جمالات عبده عرض عيون جاهين الذي اهتم بموسيقاه الحية التي عزفها ولحنها محمد عزت وفرقته التي أثرت العرض بحيوية وأضفت جوا مصريا أصيلا أعاد إلي أذهاننا تاريخ مصر بعبقه ورائحة أحيائنا القديمة التي صورها جاهين في أبدع صور نطقت بلسان حال ما تمر به مصر من أزمة تحتاج إلي تضافر الجهود ووحدة الصف وإعلاء الكلمة. أزمة تفرد جاهين وحده بالتعبير عنها. وهذا هو الواقع الذي جعل المخرجة مني أبوسديرة ان تناول هذا الموضوع وتتحول به من أمسية شعرية معتمدة علي إلغاء بعض القصائد إلي حالة مسرحية رغم أن الرابط الدرامي بسيط. كما صرحت بذلك. إلا ان الجمهور استحسن الحالة وطالب بانتاج مسرحي مماثل يدق علي واجب الانتماء والوحدة والكرامة والثورة من أجل الجميع والذوبان في الوطن.. والتعالي علي المصالح الشخصية من أجل الوصول إلي وطن قوي صامد نقي. ولأن العرض حقق هذا الهدف في أيامه القليلة جداً. خلال العشرة أيام الأخيرة من رمضان فإن الواجب ان يري هذا العرض النور وتتوفر له الظروف المناسبة لتسويقه! أجمل ما في العرض الأطفال الذين مثلوا شباب 25 يناير برجوعهم بالزمن للبحث عن جاهين.. هذا الرجل الذي فرض نفسه علي لسان أجيال تعبر بكلامه عن لسان حال وطن. لسان حال أمة متأزمة. بالإضافة إلي مجموعة الشباب المشاركين.