بعد توقف دام عشرة أيام كاملة تعيد مسارح الدولة استئناف نشاطها الفني من جديد، وذلك ابتداء من اليوم الخميس، وقد قرر أشرف زكي رئيس قطاع الإنتاج الثقافي والمشرف علي إدارة البيت الفني للمسرح أن تكون جميع العروض مجانا للجمهور طوال الشهر، حيث يفتتح اليوم علي خشبة مسرح السلام عرض «يا ساكني مصر» للمخرج سمير العصفوري وبطولة محمود الحديني وأشرف عبد الغفور، ويفتتح غدا الجمعة عرض «الجبل» علي المسرح العائم الصغير بالمنيل أما علي مسرح الطليعة فيعرض «نلتقي بعد الفاصل» إخراج أحمد إبراهيم بقاعة صلاح عبد الصبور و«عجايب» إخراج سامح بسيوني بقاعة زكي طليمات وعلي مسرح العرائس يعاد أوبريت «الليلة الكبيرة» لصلاح جاهين إخراج صلاح السقا، أما مسرح الغد فيعرض علي خشبته مسرحية «الشطار» بطولة سامي مغاوري وإخراج محمود الألفي، إلي جانب ذلك ينظم البيت الفني مجموعة من السهرات الرمضانية المتنوعة حيث من المقرر أن تقدم هذه السهرات بالساحات الخارجية للمسارح ففي ساحة مسرح الطليعة والعرائس تقدم فرقة «الشرق للالآت الشعبية والإنشاد الديني» أيام 12و13 و14 رمضان وفرقة «الشارع» أيام 15 و16 و17 وفرقة «الورشة» تقدم السيرة الهلالية وحكيا شعبيا أيام 18 و19 و20 و21 وفرقة «بركة» الغنائية تقدم أيام 22 و23 و24 و25 ويتكرر نفس البرنامج لنفس الفرق بساحة المسرح العائم بالمنيل، أيضا تم إنتاج عرضين خصيصا لشهر رمضان هما عرض «شيخ العرب» للمخرج ياسر صادق والذي يبدأ عرضه علي خشبة مسرح ميامي وهو بطولة طارق الدسوقي وحنان شوقي وعرض «فتح الفتوح» تأليف وإخراج حمدي أبوالعلا ويعرض علي مسرح الطليعة . وعلي الرغم من هذا البرنامج الرمضاني الحافل بمسارح الدولة فإنه لايزال البعض يستبعد فكرة وجود عروض مسرحية بشهر رمضان، وهناك أيضا من يري أنه ليس من السهل علي المشاهد أن يترك التليفزيون بكل برامجه ومسلسلاته، ليشاهد عرضا مسرحيا حتي لو كان مجانا، لذلك توجهنا للمسرحيين وجاءت آراؤهم كالتالي حيث تقول الناقدة عبلة الرويني: لا يجب أن نستبعد وجود مسرح في رمضان لأن هذا أمر طبيعي لا بد أن يحدث، ففي رأيي أنه لا بد أن يفتح المسرح أبوابه طوال أيام السنة وهذا ما اعتدنا عليه طوال السنوات الماضية فدائما يكون هناك مسرح في رمضان لكن ما يدعو للدهشة هو التعجب من فكرة وجود المسرح خلال شهر رمضان لأنه شيء طبيعي ولا بد أن يكون كذلك، فلماذا يندهش الناس؟! وتضيف: وإذا كنا سنتحدث عن الدراما التليفزيونية فهي لم تسرق جمهور المسرح فقط في رمضان بل نجحت في سرقة جمهور ونجوم المسرح سواء في شهر رمضان أو في الأيام العادية، وأصبحنا نستسهل ونردد فكرة عدم وجود مسرح في رمضان، وهذا غير صحيح، لذلك لا بد ألا نستسلم لهذه الفكرة ولا بد أن يكون هناك نوع من المقاومة للاستمرار، والمسألة لا تتعلق بفكرة أن المسرح سيكون مجانا أو العكس بل تتعلق بالثقافة الاستهلاكية للتليفزيون التي أصبحت مسيطرة علي الجميع لذلك أري أن المسرح يجب أن يحافظ علي كيانه وحضوره في ظل هذه الفنون التي أصبحت تقاوم وجوده. أما الناقد عبد الغني داود فيقول: إذا كانت المسارح في الأساس تعاني دائما النقص الجماهيري في الأيام العادية فما بالنا بشهر رمضان الذي يشهد منافسة شرسة في البرامج والأعمال الدرامية؟ أعتقد أن الجمهور سيكون ضعيفا وسوف يقبل فقط علي السهرات الفنية المتنوعة والبسيطة وبخاصة أن معظم عروض المسرح الموجودة حاليا معادة وقدمت من قبل، إلي جانب ذلك كانت مفاجأة بالنسبة لي أن يقدم مسرح القطاع الخاص عملا خلال شهر رمضان وهو عرض «وطن الجنون» إخراج ناصر عبد المنعم. ويقول: أنا لست ضد أن يكون في رمضان مسرح بل علي العكس أتمني أن يظل المسرح فاتحا أبوابه علي مدار العام وأن يزدهر أيضا بالمحافظات لكن هناك عوامل أصبحت تعيق هذا الفن. أما مدير مسرح السلام هشام جمعة فكان له رأي آخر حيث يقول: أعتقد أننا لا نواجه أزمة في إقامة مسرح خلال شهر رمضان لأننا قمنا بهذه التجربة أكثر من مرة طوال السنوات الماضية وكان هناك إقبال جماهيري ملحوظ طوال الشهر مثلما حدث في عرض «السراج المنير» العام الماضي، فليست هناك مشكلة، إلي جانب أننا نقدم العروض مجانا لأن عروض شهر رمضان لا تسعي للربح بقدر سعيها لتقديم خدمة ثقافية وترفيهية للجمهور خلال هذا الشهر لذلك ستكون جميع عروض البيت الفني للمسرح طوال الشهر مجانا لأننا لا نسعي من ورائها لتحقيق إيرادات.