أشرقت مواسم الخير مع قدوم هلال شهر ذي القعدة. هكذا كل عام حيث يتطلع كل مسلم في شوق وحنين لاداء. مناسك فريضة الحج التي فرضها الله عز وجل علي كل مسلم قادر "ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين" 97 آل عمران وكذلك أمر الحق تبارك وتعالي أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم صلي الله عليه وسلم بنداء الناس لاداء الحج "واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق. ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير. ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق. ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه واحلت لكم الانعام إلا ما يتلي عليكم فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور "27-30 الحج. وقد حرصت علي ذكر هذه الايات البينات التي تذكر مدي أهمية هذه الفريضة لدي كل مسلم في ارجاء المعمورة. من الحقائق الثابتة لدي كل مسلم قدر احاطته بالمعلومات حول أهمية الذهاب لهذه الاراضي المقدسة تنفيذا لأوامر الله سبحانه وقدر اليسر الذي منحه الله علي العبد ان يبادر لتنفيذ هذه الأوامر مدركا ان الخالق جل وعلا يعلم كل ما حاول العبد اخفاءه. تلك الاماكن المقدسة اذن الله لسيدنا ابراهيم وولده سيدنا اسماعيل بتطهير هذا البيت الحرام للطائفين والعاكفين والركع السجود المسلم الحق تكمن هذه المعاني الكريمة في قلبه وتمتلك كل وجدانه للاقدام علي أداء هذا النسك. ومن يتأمل مسيرة ابناء الأمة الاسلامية يجد الكثير من المفاجآت والوقائع التي تذكر مدي الحب الذي غرسه الحق في قلوب عباده أيا كان فقدهم. ومن يتأمل الطائفين حول البيت العتيق أطهر بقعة في الارض يدرك مدي حقيقة الايمان حينما يتمكن من القلوب الطواف حول الكعبة المشرفة لاينقطع ليلا أو نهارا في الحرارة الشديدة وكذلك أيام الشتاء القارصة. لا تهم أي معاناة المسلم يستعذب كل هذه المتاعب والمشاق في سبيل تحقيق هذه الامنية التي تمتلك كل المشاعر ولايهدأ بال أي مسلم أو مسلمة حتي يؤدي مناسك تلك الفريضة. لكن توالي الايام وتقدم وسائل الانتقام وتطور الظروف اصبحت هذه الفريضة تتكلف مبالغ طائلة. وبالتالي فإن القائمين علي وسائل النقل والمواصلات ومن ينظمون هذه الرحلات المقدسة يجب عليهم التخلي عن كل مطامح التجارة والجشع لكسب الاموال. وبذل اقصي الجهد لتيسير اداء هذه الفريصة خاصة للبسطاء من المسلمين في كل انحاء الارض. ولاشك ان اصحاب القلوب الرحيمة سوف تتضافر جهودهم والعمل قدر الطاقة للتيسير علي هؤلاء الراغبين في اداء الفريضة. المنافع متعددة الجوانب في مقدمتها السعي بقدر المستطاع لاكتساب رضا رب العالمين وتحقيق هذا النداء الذي اطلقه ابوالأنبياء سيدنا ابراهيم "رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الاخر" وقول ربنا علي لسان سيدنا ابراهيم "ربنا أني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" ولن نتوقف عن مطالبة منظمي هذه الرحلات بضرورة التخلي عن الطمع أو الكسب بالمغالاة لأن رب العباد يطلع علي القلوب.. وبقدر التيسير وبذل الجهد للتيسير علي البسطاء يكون الجزاء من رب العباد ومن أحسن من الله تقديرا لكل عمل طيب. ونختتم بقول الله تعالي ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات انا لانضيع أجر من أحسن عملا.