في مثل هذه الأيام من كل عام يتوافد الملايين من ضيوف الرحمن إلي أم القري قاصدين البيت العتيق. تحملوا المشاق وبذلوا الجهد والمال في سبيل أداء هذه الفريضة باعتبارها الركن الخامس من الفرائض التي أوجبها الله علي عباده... يقول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم: "بُني الإسلام علي خمس. شهادة أن لا إله إلا الله. وأن محمداً رسول الله. وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا" .ومن قبل حديث سيد الخلق أوجب رب العالمين علي من استطاع من المسلمين أداء هذه الفريضة "ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا..". هؤلاء الحجيج جاءوا من كل أنحاء الدنيا تنفيذا لأوامر الرحمن سبحانه واستجابة لنداء أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه حين توجه إلي باريء السماوات والأرض قائلاً بعد أن ترك فلذة كبده إسماعيل مع أمه في هذه المنطقة الصحراوية عند بيت الله الحرام: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادي غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفي علي الله من شيء في الأرض ولا في السماء" 37. 38 إبراهيم منتهي التضرع إلي الله وبكل التواضع والانكسار طلب من رب العالمين أن يتوافد البشر بتعليمات من الحق سبحانه إلي هذا المكان الطاهر من أجل أداء فريضة الحج. وقد شاء رب العالمين فرض هذه الشعائر علي كل مسلم. "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق" 27 29 الحج. يقول أهل العلم إن من أراد الله له أداء هذه الفريضة استجاب لنداء أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه وهو في ظهر أبيه في عالم الأرحام.. انها قدرة الحق تبارك وتعالي التي يعجز العقل البشري عن ادراك هذه الحقائق العلمية. فهؤلاء الملايين من الحجيج تركوا الأهل والديار واتجهوا إلي هذه الديار المباركة قاصدين أداء الفريضة وبكل اخلاص يتطلعون إلي رب العباد أن يتقبل منهم هذا البذل وذلك العطاء ولسان حالهم يردد: ربنا جئنا إليك بكل اخلاص فامنن علينا برحماتك وتقبل منا إنك أنت السميع العليم. حقيقة ليت كل حاج أو حاجة أن يتجه إلي الاحاطة بكل أركان هذه الفريضة قبل أن يخرج من داره وإذا لم يستطع فعليه أن يلجأ لأهل العلم وسوف يجد المعلومات التي تجعله يحيط بهذه الفريضة وكيفية أدائها وأول شيء يجب أن يدركه هو أركان هذه الفريضة والوقوف علي كيفية الأداء. كما يتعين علي ضيوف الرحمن أن يعلموا ان مكةالمكرمة ليست كسائر البلدان. انما هذه البلدة التي حرمها الله دون سائر بلدان العالم فقد جعل لها حرماً وحدوداً لا يجب أن يتجاوزها أي حاج دون الالتزام بضوابط معينة. وبعبارة أكثر وضوحاً ان للحج مواقيت زمانية ومكانية. فالميقات الزماني يبدأ مع إشراقة العشرة أيام الأولي من شهر ذي الحجة. وكذلك هناك ميقات مكاني لكي يحرم منه أي حاج جاء لأداء الفريضة وقد تم تحديد هذه الأماكن وفقاً لكل بلاد العالم فمثلا الميقات المكاني لأهل مصر رابغ وهي في منطقة تقع في البحر الأحمر. يذكر بها القائمون علي رحلات الطيران أو البواخر. والقادمين من نجد منطقة بالطائف وهناك أماكن ميقاتية لأهل العراق وكذلك لسكان المدينةالمنورة وهي منطقة تسمي "أبيار علي" وكلها معلومات وحقائق يجب أن يعرفها الحاج قبل أن يخرج من بلده. وليت الجميع يدرك ان المعرفة تضع الحاج أمام أمور يجب أن يحيط بها حتي يتمكن من أداء الحج علي الوجه الأكمل. كما يجب أن يعرف الحاج ان أداء الحج يتطلب معرفة كيفية الأداء وتتمثل في 3 طرق هي التمتع. والقران والإفراد التمتع يتطلب أن يحرم الحاج من الميقات بمعني أن يتطهر كغسل يوم الجمعة ثم يرتدي ملابس الإحرام وهي عبارة عن قطعتين إحداهما للمنطقة العلوية من الجسد والثانية للنصف الأسفل. أما الحريم فتتطهر المرأة كالرجل بينما تظل علي ملابسها دون التقيد بزي معين الأهم أن يكون زياً محتشما وبحجاب المرأة المسلمة والنية للمتمتع: هي أن يقول: لبيك اللهم لبيك عمرة متمتعاً بها إلي الحج. ثم طواف القدوم وهي: سبعة أشواط حول الكعبة ثم السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط مبتدئاً بالصفا. ثم تقصير أو حلق شعر الرأس الحلق للرجال والتقصير للحريم. ثم التحلل من الإحرام والانتظار حتي يوم الثامن من ذي الحجة وهو المسمي بيوم التروية حيث يقوم الحاج بارتداء ملابس الإحرام. ثم يتجه إلي الركن الأهم وهو الوقوف بعرفات. الإفراد: الإحرام من الميقات قائلاً: لبيك اللهم حجاً يحرم من الميقات. الطواف حول الكعبة ثم السعي بين الصفا والمروة ويظل الحاج علي إحرامه حتي يوم النحر أما القرآن فيكون. بالإحرام من الميقات قائلا: لبيك اللهم عمرة وحجاً طواف القدوم سبعة أشواط حول الكعبة ثم السعي ويبقي علي إحرامه حتي يوم النحر. هذه معلومات لا غني لأي حاج أو حاجة ونسأل الله أن يتقبل من الجميع. ولابد للحاج أو الحاجة من معرفة هذه المعلومات قبل الخروج من بيته وإذا تعسر عليه ذلك فليتجه إلي العلماء سواء في أثناء الرحلة أو في الأرض المقدسة وسوف نتابع في هذه المساحة المزيد من هذه المعلومات خدمة لضيوف الرحمن. ودعوات للحق تبارك وتعالي أن يحفظ الحجاج في رحلتهم ونسأله أن يعيدهم إلي ديارهم سالمين غانمين بحوله وقوته.