مشكلة التخلص الآمن من النفايات الطبية أحد التحديات الهامة التي تواجه مديرية الشئون الصحية بالدقهلية نتيجة وجود 10 محارق لايعمل منها سوي ثلاث فقط نتيجة اعتراض المواطنين المقيمين بجوار المستشفيات وبالتالي لا يتم حرق سوي 5و1 فقط يوميا من اجمالي 9 أطنان يوميا والناتجة عن 30 مستشفي عاماً ومركزياً ما نتج عنه تراكم "230" طن من النفايات ما أدي إلي التخلص من بعضها بطرق بدائية وقيام مافيا تدويرها برشوة بعض الموظفين بإدارة التخلص الآمن من النفايات للحصول علي كميات لتدويرها وفي نفس الوقت المساهمة في تعطيل المحارق. خلال الفترة الماضية نجحت مديرية الصحة في التعاقد مع ثلاث محافظات للتخلص من الكميات المتراكمة وتطهير الإدارة من المواظفين المرتشين كما تبدأ المحافظة حالياً في إنشاء مجمع للمحارق بمنطقة قلابشو وزيان إلا ان المشكلة أصبحت تتمثل في كيفية السيطرة علي المنشآت الصحية الخاصة وبخاصة بعد اكتشاف كمية من النفايات الطبية بشارع قناة السويس احداهم شوارع المنصورة. ** الدكتور سعد مكي وكيل وزارة الصحة بالدقهلية أشار إلي ان النفايات الطبية والتخلص الآمن منها كانت إحدي التحديات الكبري التي كانت تواجهنا وخاصة بعد تراكم أكثر من مائتي طن تضعف القدرة الاستيعابية للمحارق حيث يوجد لدينا عشر محارق لا يعمل منهم سوي ثلاث محارق فقط ولدينا "30" مستشفي علي مستوي المحافظة تضم "3500" سرير ينتج عنها "9" أطنان يوميا ولا تتمكن المحارق الثلاثة إلا من حرق حوالي عنها "5.1" طن فقط والباقي يظل متراكما في المخازن بشكل مقلق وعندئذ ظهرت مافيا لتدوير هذه النفايات بالشكل الذي يؤثر علي صحة الانسان من حيث اعادة استخدام السرنجات وتدوير المخلفات الأخري ومن خلال تفاهمهم مع الموظفين بإدارة التخلص الآمن من النفايات كانوا يحصلون علي كميات كبيرة مقابل دفع رشاوي ومبالغ مالية لهم والأغرب من ذلك انهم كانوا يشاركون في المساهمة والعمل علي تعطيل المحارق ليحصلوا علي كميات كبيرة ولم يتوقف الأمر علي مديرية الصحة بل امتد العبث حتي مستشفيات الجامعة ايضاً وبعد التأكد من ذلك تم رفع الأمر إلي المحافظ والذي قرر إقالة مدير الإدارة وجميع العاملين معه وتحويل الموضوع بالكامل إلي النيابة العامة من ناحية أخري اكتشفنا جناحاً آخر أكثر خطورة للمسألة وهو تخلص بعض المستشفيات من هذه النفايات علي جسور الترع والمصارف فقرر المحافظ السابق عقد اجتماعا لجميع الجهات المعنية واكتشفنا بأن الجامعة متعاقدة مع المديرية ايضاً للتخلص من النفايات بسعر 3 جنيهات للكيلو الواحد مقابل النقل والحرق بناء علي قرار وزير الصحة وعليه فقد خاطبنا الوزارة بابلاغنا بقائمة الشركات المعتمدة التي تعمل في هذا المجال بيئياً وصحياً نظرا لأن القدرة الاستيعابية لعدد أسرة المرضي في الجامعة "3500" سرير مثل الصحة تماماً فابلغنا الجامعة بذلك بعد ان أصبح لدينا "230" طناً وقد طالبني المحافظ بسرعة التخلص من هذه الكمية وبالفعل خلال أربعة أسابيع حققنا ذلك بالتعاون مع محافظاتالبحيرة وكفر الشيخ والجيزة والشركات المتخصصة في ذلك ولان هذه الحلول تعتبر مسكنة وغير عملية فبدأنا نفكر في إنشاء مجمع للمحارق وانتهينا خلال هذه الأيام في تخصيص مساحة فدان بمنطقة زيان بالقرب من جمصة وسيتم نقل جميع المحارق محل اعتراض الأهالي وعددهم خمس محارق الموجودة حالياً بمستشفيات بلقاس وطلخا والمنصورة الدولي وصدر بهوت صدر المنصورة وسيلحق بهم بعد ذلك محرقة مستشفي تمي الأمديد وعندئذ سيكون بمجمع المحارق دور في القضاء علي مشكلة النفايات نهائياً بالدقهلية وتحقيق ايرادات اضافية من خلال الصندوق الذي سيخصص لذلك. من ناحية أحري تقرر انشاء وحدة للتعزم والتعقيم بمستشفي نبروة بطريقة حديثة وآمنة وصديقة للبيئة وتعمل بكفاءة محرقتين وقد تكفل المجتمع المدني بتقديم التسهيلات اللازمة لبناء الموقع تمهيداً لعملية التركيب كما وقع الاختيار علي محافظة الدقهلية لتكون إحدي المحافظتين التي وقع الاختيار عليها لتقديم منحة سويسرية قمتها 80 فرنك لانشاء مكانتن للفرم والتعقيم صديقتين للبيئة بقرية ديسط ومدينة ميت غمر بقوة 300كجم/ ساعة وسيتم توليد طاقة كهربائية نتيجة الحرق يتم استخدامها في تشغيل بعض قطاعات المستشفي. ** الدكتور عادل الوهيدي استاذ الصحة العامة بكلية الطب يشير إلي ان هناك برنامجاً للسلامة والصحة المهنية يجب تفعيله في جميع المستشفيات لانه يهتم بسلامة كل شيء داخل المنشأة الطبية بداية من سلامة المبني وما بداخله نهاية بالحرص علي سلامة المترددين وبالنسبة لإدارة النفايات الطبية في كل مركز صحي ومستشفي تكون مسئولة عن التخلص الآمن منها من خلال عملية الفرز في مكان تواجد النفايات بحيث يتم وضع النفايات الطبية داخل كيس أحمر. أضاف إلي ان المحارق العادية أصبحت موضة قديمة غير عصرية نتيجة لزحف المساكن من كل الاتجاهات واعتراض الأهالي علي تشغيل المحارق نتيجة تصاعد الأدخنة المنبعثة منها والشيء الأكثر علمياً وعملياً هو ماكينات الفرم والتقطيع والتي تبلغ قيمتها ما بين 5.1-2 مليون جنيه ويوجد منها عدد من المفارم بالمراكز الطبية الجامعية نظراً لان المنتج النهائي لهذه المفارم يتحول في النهاية إلي نفايات عادية بعد إجراء الاختبارات عليها. ** طالب المهندس توكل الشال مدير البيئة بمحافظة الدقهلية بضرورة التفتيش علي كافة المستشفيات بدقة للتأكد من التخلص الآمن من النفايات من خلال سجل حركة النفايات اضافة إلي قياس نسبة الانبعاثات الناتجة عن أعمال الحرق نظراً لأن النصف ساعة الأولي تكون شديدة وتتحسن تدريجياً أما بالنسبة للنفايات التي يتم العثور عليها بالشوارع فنحن نتقصي عن أقرب المنشآت الطبية المتسببة في ذلك ليتم تحرير محضر ضدها وقال بأن هناك 20-25 طن نفايات يومياً علي مستوي المحافظة وان اتجاه المحافظة حالياً هو عدم انشاء مستشفي أو مركز طبي والتصريح بممارسة النشاط إلا بعد إنشاء وحدة فرم وتعقيم كشرط أساسي لذلك كما طالب المهندس الشال بضرورة محاربة ظاهرة خلط النفايات الطبية بالنفايات العادية للسرنجة تمهيداً لبيعها لإنتاج دباديب الأطفال من القطن والعبوات البلاستيك وتطهير جراكن الغسيبل الكلوي وتعقيمها قبل التصرف فيها وأكد علي ضرورة معالجة الصرف الخاص بمعامل كليات الطب والصيدلة والأسنان من خلال وحدات معالجة لما تحمله من مواد خطرة قبل وصولها إلي المجاري. ** الدكتورة زينب ربيع مدير عام إدارة التخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة ان الإدارة تقوم بدور هام في هذا المجال من حيث توعية العاملين وكيفية التعامل مع النفايات والعمل علي وضع خطط للتخلص منها أولاً بأول حتي لا تتكدس عن طريق الاتفاق مع إحدي الشركات المتخصصة في هذا المجال وكذا تفعيل خطة الطوارئ والتعامل مع المحافظات المجاورة واشارت إلي ان اعتراض الأهالي المقيمين بجوار المستشفيات علي عمل المحارق من أهم المشاكل التي تواجهنا علي الرغم من ان هناك قياسات دائمة للانبعاثات الناتجة عن الحرق واضافت بان هناك "11" سيارة لنقل النفايات تخدم 35 مستشفي عام ومركزي و500 وحدة صحية موزعة علي 18 إدارة صحية حيث تقوم السيارة بالمرور علي 25 منشأة صحية يومياً لتحقيق المستهدف علي مدار الأسبوع.