ساعات قليلة ونودع عاماً هو من أصعب أعوام حياتنا ونبدأ عاماً جديداً من عمر ثورة 30 يونيو المباركة.. تلك الثورة التي حفظت لمصر أمنها وللشعب استقراره وأسقطت أكبر مؤامرة عالمية لتقسيم الدولة ومن ثم الوطن العربي كله بالتبعية.. ثورة زلزلت دولاً ما كانت لتزلزلها كل القنابل النووية المعلنة والمخفية.. ثورة تحدت المستحيل نفسه وهزمته شر هزيمة.. ثورة رغم مرور 4 سنوات علي اندلاعها مازال العالم يضرب كفاً بكف ويتساءل في حيرة وانبهار: كيف فعلها المصريون ونجحوا فيها..؟؟ من المؤكد أنهم معذورون في تساؤلهم وحيرتهم وانبهارهم.. فقد كانت مؤامرة شيطانية تم الإعداد لها وتنفيذها بحرفية عالية.. مصر وشعبها وجيشها في مواجهة أعتي الأعداء وأقذر الأشقاء وأوقح أبناء جلدتنا بالداخل والخارج.. كانت مؤامرة قذرة وحرباً شاملة أقذر وعلي كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من مجالات الحياة.. ومع ذلك اجهضناها بحرفية أكثر وانتصرنا نصراً مؤزراً. نعم.. هم معذورون: * نفذوا مؤامرة "الربيع العبري" وفازوا بأربع جولات منها دفعة واحدة: اقتحموا السجون وهربوا رجالهم وأطلقوا سراح 23 ألف سجين جنائي عاثوا في الأرض فساداً كما اقتحموا مباني أمن الدولة ونهبوها وأحرقوا الأقسام والمحاكم والمولات فسقطت الشرطة. قتلوا المتظاهرين السلميين في الميادين من فوق الأسطح. أسقطوا نظام مبارك. استولي عملاؤهم الإخوان علي الحكم بعد التهديد بحرق مصر كما هو مخطط ومن ثم استحوذوا علي مفاصل الدولة.. وكانوا يخططون لإسقاط الجيش وتفكيكه مثلما حدث بالعراق بل وحاولوا اقتحام وزارة الدفاع ذاتها لكنهم فشلوا وسعوا لإلغاء الشرطة المدنية وإحلال حرس ثوري مكانها علي الطريقة الإيرانية. * أهانوا مؤسسات الدولة لإسقاط هيبتها في نفوس الشعب: الجيش بشعار "يسقط حكم العسكر". والشرطة بشعار "الداخلية بلطجية". والقضاء بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا وكل المحاكم لإرهاب القضاة.. هل نسيتم حضور قتلة السادات في ستاد القاهرة خلال الاحتفال بنصر أكتوبر عام 2012 وذكري استشهاد السادات؟؟.. كانت مسخرة. * أطلقوا كلابهم في الشوارع لخطف النساء وتثبيت الناس حتي يؤثر المواطنون السلامة ويغلقوا أبوابهم عليهم وفي نفس الوقت يمارسون القتل المتعمد والتنكيل بالخصوم والمختلفين معهم دينياً أو مذهبياً.. هل نسيتم أنكم كنتم تحرسون بيوتكم بأنفسكم ليلاً ونهاراً؟؟.. هل مصر هنا كانت دولة؟؟.. وهل نسيتم أنهم اغتالوا 14 ضابطاً ومجنداً صائمين ساعة الإفطار في مذبحة رفح الأولي. واغتالوا 25 مجنداً آخرين غدراً وغيلة في مذبحة رفح الثانية. ثم خطفوا مجموعة من الجنود ويومها خرج "رئيس جماعتهم" يطالب الشرطة والجيش بالحفاظ علي حياة الخاطفين والمخطوفين.. أيام سودا ومسخرة أخري. * دمروا الاقتصاد ومرافق الدولة: ولعل أكبر الشواهد أن الاحتياطي الاستراتيجي الذي وصل في يناير 2011 إلي 36 مليار دولار اتخسف به الأرض وبلغ في شهور معدودة 10 مليارات دولار وأقل. توقف التصدير وزاد الاستيراد من تركيا علي وجه الخصوص. أوقفوا مشروعات صيانة محطات الكهرباء حتي يمدوا "غزة الحمساوية الإخوانية" بالغاز والبترول فأصبح انقطاع النور شبه دائم ويومياً حتي عن غرف العمليات وحضانات الأطفال فتوالت الوفيات وتوقفت السيارات أمام محطات البنزين في طوابير بالساعات علي امتداد كيلو متر وأكثر. خططوا لإهداء قناة السويسلتركيا والآثار لقطر.. وقس علي هذا باقي المجالات. إن مصر منذ 25 يناير 2011 وحتي 30 يونيو 2013 لم تكن دولة بل مستعمرة إخوانية.. الجهة الوحيدة التي ظلت متماسكة هي القوات المسلحة تليها الشرطة في الشهور التي سبقت الثورة بعد أن تعافت رويداً رويداً واستمدت شجاعتها من الجيش. لقد حدث كل هذا بتخطيط صهيوني وبدعم أمريكي هائل وبغطاء إعلامي ومالي من قطر القذرة وبمؤازرة تركية علي أمل إحياء الخلافة العثمانية وبتنفيذ إخواني ومعهم بعض أبناء جلدتنا الذين تدربوا في صربيا والدوحة ولندن وهم أنفسهم الذين اقتحموا مباني أمن الدولة وحرقوا الأقسام وقبضوا الثمن وقبوا علي "وش الدنيا" فسكنوا أبراج مصر الجديدة وارتدوا أفخم الثياب بماركات عالمية وأغلي المجوهرات وركبوا أفخر السيارات وصيفوا في باريس وأصبحوا يتنقلون بين أوروبا وأمريكا بعد كانوا يعيشون في عشش صفيح ويرتدون ملابس رثة وجيبات من وكالة البلح وشباشب وينجزون مشاويرهم "كعابي" وأقصي أمانيهم في الفسح أن يتنزهوا علي الكورنيش ويتناولوا الذرة المشوي والترمس.. الله يرحم أيامك يا "سوكه"..!!! كانت المؤامرة تسير نحو هدفها النهائي حيث أعدوا الضربة القاضية وحددوا موعد تنفيذها.. وكما أعلنت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أوباما في مذكراتها من أنها جيشت 120 دولة للاعتراف بالدولة الإسلامية في سيناء فور إعلانها في 5 يوليو 2013 وفتح الحدود الغربية مع ليبيا وضم حلايب وشلاتين للسودان.. خططوا لهذا دون أن يدروا أن الشعب كان قد اتخذ قراره وأن الجيش يسانده كما ساند انتفاضة يناير قبل أن يركبها الإخوان.. ولذا كانت ثورة 30 يونيو ثم عزل الخائن مرسي في 3 يوليو ضربة ساحقة ماحقة وفي توقيت لم يخطر علي بالهم قبل خط النهاية بيومين.. ويقيني أن هذا جعل أوباما يفقد الوعي ويتخبط كالمجانين وهيلاري تشد في شعرها وتلطم وتولول "مش معقول.. قلبوا علينا الترابيزة.. كل شيء راح".. نعم لقد انقلب السحر علي الساحر وسقطوا هم بالقاضية في الجولة الحاسمة. وإذا كنا قد عشنا عاماً دموياً صعباً بعد 30 يونيو 2013 كله قتل وحرق ونسف في كافة أنحاء البلاد خاصة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة الإرهابيين.. فإن قواتنا المسلحة التي مازالوا يستهدفونها قتلاً وتشويهاً وكذلك شرطتنا الصامدة وبمساندة وتأييد جارفين من الشعب استطاعت تقويض هذا البلاء وتحجيمه في ركن صغير من شمال سيناء إلا ما ندر من أحداث متفرقة هنا وهناك.. صحيح أنها أوجعتنا لأنها خلفت شهداء ومصابين من الجيش والشرطة والمدنيين لكنها لم ولن تكسرنا أبداً. لقد تحدينا كما قلت المستحيل نفسه وهزمناه وأسقطنا مؤامرة الربيع العبري.. ربطنا الأحزمة ومازلنا بإرادتنا وعن قناعة. ونواجه الإرهاب الأسود بصدور مفتوحة وفي شجاعة. ونبني بلدنا من جديد بسواعد فتية.. نعم الثمن فادح ولكن الإصلاح الاقتصادي كان ضرورياً بعد أن تأخر 40 سنة وكان للابد أن يبدأ فوراً وإلا فإن الثمن سيكون أفدح.. هذا الإصلاح من أجل المستقبل.. أولادنا وأحفادنا.. وها هي البشائر تطل علينا: جيشنا من أقوي 10 جيوش في العالم وأقوي جيش بالمنطقة. مشروعات قومية تولد كل يوم في الزراعة والإسكان والمرافق نقلت العشوائيات إلي حياة آدمية وحضرية خرافية كان من الصعب حتي أن يراها أصحابها في أحلامهم. محاور وطرق ومطارات وموانئ راقية جداً هي عماد أي استثمار. قناة سويس جديدة بأموال المصريين أنفسهم. تعمير حقيقي لسيناء. حرب ضروس علي الفساد والمفسدين والمحتكرين الذين تغلغلوا علي مدي عقود في كل "شق" بالدولة. نحن الآن نعيش في أمان.. شاهدوا احتفالات الشعب بعيد الفطر المبارك في كل أنحاء البلاد حتي في رفح والعريش وأنتم تدركون النعمة التي أصبحنا نحيا فيها. ان شعبنا يستحق عن جدارة جائزة نوبل في الوطنية والتضحية وقوة التحمل والصبر علي الشدائد.. ولدينا قيادة وطنية مخلصة وقوية ونثق فيها. قيادة وضعت رأسها فوق كفيها في 30 يونيو من أجل هذا البلد وشعبه. نعلم جيداً أن الحرب مازالت مستمرة علينا وتتلون بأشكال جديدة كالحرباء.. لكننا واعون لها وقادرون علي مواجهتها ودحرها.. فنحن أصحاب حق وأعداؤنا من كل جنس ولون أصحاب باطل.. وأن الباطل كان زهوقاً. كل عيد ثورة وأنتم طيبون.. تأكدوا أن الغد أفضل.