"مصر وطن يعيش فينا"، حروف خرجت كالسهام فى قلب كل مصرى وطني شريف فخشعت لها الأبدان عندما نطق بها البابا شنودة. وودت أن أبدأ بتلك الكلمة التى ستظل خالدهفى وجدان كل مصرى حتى يعى كل مصرى معناها العظيم. معناها الذى نسيه بعض المصريين فى غمرة ولادة الثورة الأولى التى بدأت من يوم 25يناير وحتى فوجئنا بطوفانتحت مسمى الناشط والناشطة السياسية والذى كان المسمى غريب على جموع كثيرة من الشعب فامتلئت القنوات الفضائية بهؤلاء حتى خيل إلينا أنهم يصطحبون معهم مناماتهم منكثرة ظهورهم فى جميع القنوات وفى كل الأوقات و كأنهم قادة الثورة بالرغم من إنكار الذات فى أنهم مفجرين تلك الثورة كذلك ظهور حركات جديدة لها أجندات هدامة للدولة . إلاأن الشعب إصتنت إليهم وأزارهم وصدق على شعارتهم حالمين بغد أفضل لهم ولأولادهم. كانوا يهتفون من أعماقهم (الشعب يريد إسقاط النظام) بعد أن فاح فساده. ولكن كان هناكمن بين جموع هذا الشعب العظيم من له مأرب أخرى لا تقتصر فقط على إسقاط النظام بل على إسقاط الدولة ككل.. كانت تلك الدعوات تدغدغ قلوب الشعب البكر الوطنى عندمايسمعها .عندما يسمع من يريد هدم الدولة وبناءها من جديد من يريد ألا دولة. ثم رويدا تحولت الشعارات بعد إسقاط النظام إلى محو الشرطة من الوجود ومعادتها ومحاربتها قد يكونلجموع كثيرة من الشعب أن تنساق وراء (شعار الداخلية بلطجية )نتيجة الممارسات الخاطئة التى إنتهجتها الأجهزة الشرطية طوال عقود ضد الشعب المصرى الذى أضاع كرامتهالإنسانية . وبعد سقوط الشرطة وإنزوائها من المشهد خرج الشعار الثالث ألا وهو(يسقط يسقط حكم العسكر)جموع الشعب كانت تنظر لهذا الشعار فى ذلك الوقت أن المقصود به هوالقائمين فى ذلك الوقت بعد خلع مبارك هو المجلس الحاكم لمصر نتيجة أخطاءه فى إدارة شئون مصر فى المرحلة الإنتقالية الأولى . ولكن كان هناك الأخر الذى يقصد بسقوطالعسكر سقوط الجيش كله وليس المجلس العسكرى .. تتوالى أحداث الثورة فى مرحلتها الإنتقالية الأولى ليكشف لنا من شرفاء الوطن حقيقة هؤلاء النشطاء الذى لا يدرى الشعبماهى حقيقتهم وأهدافهم… ليتنبه الشعب على تمويلات لهؤلاء النشطاء من الخارج وتدريبات إسقاط أنظمة لخدمة الأهداف الغربية وكذلك لخدمة الفأر الذى خرج من الجحر لتوةفباعوا وطنهم من أجل المال.. فحقيقة معظمهم حياتهم قبل الثورة لا تنم على ما أصبحوا فيه أثناء الثورة وكأن الثورة قامت من أجل أن يسفيد منها كل خائن وانتهازى تاركا الشعبيناضل ويقتل من أجل أن يحيا حياة كريمة تحت الشعارات الرنانة (عيش حرية عدالة إجتماعية كرامة إنسانية)لا يقصدون أنفسهم بتلك الشعارات لأنهم عبروا تلك المرحلة.. ولكنلإيهام الشعب حتى أصبح يحلم بها. فلم يصبر الشعب بل لم يقم بزرع الثورة بداخله فى العمل وزيادة الإنتاج حتى يحقق أهداف الثورة لأن العمل هو الضامن لتحقيق تلك الاهداف .بل قامت الإعتصامات الفئوية.. تقريبا جميع عمال مصر قاموا بتلك الإعتصامات والإضرابات ممسكين بيد مصر الجريحة حتى ترتفع مرتباتهم دون أن يكلفوا أنفسهم بالعمل وزيادةالإنتاج بروح الثورة. ولكن العامل المصرى والموظف المصرى ماهو إلا مرتب أخر الشهر وليس هناك مانع من وجود السبوبة الدائمة من جراء تخليص مصالح المواطنين ..هذامصرى اليوم… لا يملا عينه غير التراب .وفى المقابل هناك من لا يستطيع ان يجد قوت يومه نتيجة تأثر كثير من الأعمال جراء قيام الثورة وغياب الأمن والأمان داخل ربوعالوطن. رويدا رويدا تسير الثورة لمجهول مرسوم عندما عاند الشعب نفسه دون تفكير وعاندت الأحزاب الهشة بعضها البعض وخيل لهم أن مصر هى العاهرة التى يريد الكل أنيمتطيها قبل الأخر . فخرج علينا من يقول إن لم أمتطى مصر فسأحرقها.. هنا صمت الجميع . خشية أن لايدركوا منها شيئا وأعلنوا رضاهم للأقوى الذى ما إن خطفها حتى بدأ منيداهن وهناك من يريد النهش فيها . وتوارى معظم هؤلاء النشطاء عن الأعين إلا الشرفاء منهم الذين لم يعجبهم حالها.. حال مصرالتى قد أوشكت على الرحيل نتيجة إنهاكها فى ظلالنظام الحاكم الجديد الذى سرعان ما إنكشف للشعب أنه باع جزء منه أخذه المشترى منهم ليعرضه فى سوق النخاسة. ولكن كيف لحر ان يباع فى سوق النخاسة؟ ليهب الشعب مرةاخرى يوم ال30من يونيو فى ثورة جديدة لم يرى التاريخ مثيل لها فى الوجود ليسترد ما باعه بعد أن إكتشف أن المشترى غير أمين عليها … ليصحوا الشعب على مفاجئة أن سوقالنخاسة مليئ بالنخاسين من أولاد مصر الذين تخلوا عن انتمائهم ووطنيتهم لها وأن مصر بالنسبة لهم مجرد وطن يعيشون فيه من أجل المال والسلطة وأحلامهم فقط. إن الشعبالمصرى الوطنى الحر والسلطة الجديدة يحاكمون هؤلاء الأن على ما إقترفوه فى حق مصر غير مبالين بالموت . فالامنتمى لا وطن له فإما أن يحاكم أو يخرج منها مصحوبابلعنات المعذبين فى الأرض والمقهورين تحت سياط الفقر الذى أذاقوه للشعب بعد ان خيل لهم أن السعادة بعد العلقم الذى شربوه أتية ولكن ؟ مازال العلقم فى الحلقوم يتجرع مرارتهكلما شاهد من إستغله كلما شاهد من سرقه كلما شاهد من يريد أن يبع وطنه. ويبقى الشريف مع مرارة العلقم محافظا على وطنه….