أمر المحامي العام لنيابات الإسكندرية باجراء تحليل "d.n.a" علي ثلاثة جثامين مجهولة لم يتم التعرف عليها حتي الآن من شهداء الكنيسة المرقسية وكذلك علي الاشلاء التي تم العثور عليها بمنطقة الحادث فيما واصل خبراء الأدلة الجنائية لليوم الثاني علي التوالي جمع المزيد من الأدلة من موقع الحادث خاصة بعد العثور علي مخ آدمي ملقاة أعلي سطح أحد العقارات المواجهة للكنيسة فيما انتقل فريق من النيابة العامة الي مستشفي الشرطة والأميري الجامعي لسؤال المصابين الذين لايزالون يتلقون العلاج واستدعاء من خرجوا لسؤالهم حول الواقعة. من ناحية أخري أكد الدكتور طارق خليفة مدير مستشفي الأميري الجامعي أن المستشفي كان قد استقبل 28 مصاباً تم اجراء الجراحات والعلاج اللازم للحالات المصابة فور وصولها وتم التصريح ل 20 حالة منهم بالخروج إلا لتحسن حالته الصحية أو لطلبه العلاج في مستشفي أخري بينما تم نقل اثنين من المصابين الي مستشفي ناريمان واثنين الي مستشفي التعليمي الجامعي بالأجر بينما لايزال يرقد اثنان بالعناية المركزة يتبعان المخ والأعصاب والعظام بينما لايزال هناك حالتان تحت الملاحظة حتي ال 24 ساعة القادمة بخلاف الحالات التي تعالج بمستشفي مصطفي كامل وحالات ضباط وجنود الشرطة التي تتلقي العلاج بمستشفي الشرطة. علي الجانب الآخر رصدت "المساء" الحالات الإنسانية لمصابي الشرطة والكنيسة المرقسية حيث يرقد الأمين إبراهيم أحمد جمعة بمستشفي الشرطة المصاب بحروق من الدرجة الأولي وتهتك بأوتار القدم اليمني ويعد الأمين إبراهيم من أقدم الأمناء بقسم العطارين حيث يعمل علي تأمين الكنيسة المرقسية منذ 10 سنوات وهو ما جعله معروفاً للأقباط والمسلمين علي حد سواء وأصحاب المحال التجارية وكان يجلس بجوار باب الكنيسة من الداخل حينما حدث التفجير وتعود مأساة عم إبراهيم الي كون زوجته كفيفة وهو الذي يقوم برعايتها ومعها أطفاله الثلاثة فمع سقوطه نتيجة للحادث الأليم أصبحت أسرته بلا عائل خاصة مع حالة زوجته "الكفيفة". وبالعناية المركزة بنفس المستشفي يرقد الرائد أحمد ناير المنتدب من شرطة الموانئ لتأمين الكنيسة والعميد شريف الحسيني الذي خضع لعمليتين جراحيتين والعميد شريف كان قد فقد زوجته وابنته الطالبة بالثانوية العامة منذ بضع سنوات وتزوج حديثاً حيث لديه طفل في مرحلة "الكي جي" وتم نقله مؤخراً من مكتبة الإسكندرية الي التحقيقات والشكاوي حيث انتدب لتأمين الكنيسة ليصاب في الحادث الغاشم. أما الشهيد الأمين عصام الديب فهو في حد ذاته مأساة تبكي القلوب حيث إنه يرعي والدته وشقيقاته لكونه الذكر الوحيد كما أن لديه ثلاثة أطفال ورزق قبل الحادث بيوم واحد بطفل جديد وتقدم بطلب إجازة إلا أنه تم رفضه نظراً لوقف الإجازات خلال احتفالات عيد السعف وتمت الموافقة له علي العمل لمدة نصف يوم ليعود ويحتفل مع زوجته بالطفل الجديد وقبل انتهاء ساعات عمله في تأمين الكنيسة وقع الانفجار ليلقي مصرعه علي الفور تاركاً أبناءه وأمه بلا عائل يرعاهم. أما مجدي يسري زكي المصاب بكسر في القدم اليمني وشظايا في البطن والخصية والركبة فحالته سيئة فيقول شقيقه ماهر إن مأساة مجدي تكمن في إصابته بمفرده ولكن في إصابة طفليه أيضالً مينا وأنجلينا 13 وستة سنوات لتصبح ويلتنا ويلتين حيث إن مينا في حالة غيبوبة بعد اصابته بشظايا بالظهر وقطع بالأوردة وشرايين اليدين ونزيف داخلي وبالرغم من أنه تم اجراء ثلاثة عمليات له بالمستشفي الأميري الجامعي إلا أن حالته لاتزال في غيبوبة لصعوبة حالته بينما تمكنا من نقل شقيقي ونجلته أنجلينا المصابة بارتجاج في المخ ونزيف داخلي الي مستشفي كنيسة القديسين بسيدي بشر. مضيفاً أنني كنت أنا وشقيقي وزوجته في قداس السعف وسبقته بالخروج لشراء بعض احتياجاتي بينما تأخرت زوجته داخل الكنيسة فيما خرج هو وأولاده خارج الكنيسة حيث حدث الانفجار ليصاب هو وأبناؤه بينما اهتزت المنطقة بأكملها فعدت علي الفور لاكتشف اصابته موضحاً أننا وأسرته مقسمين ما بين المستشفيين علي أمل أن ينجوا أطفاله من الموت. أما نعيم غطاس فقد أخذ يروي ل"المساء" وهو في حالة انهيار تام مأساة شقيقه وزوجته اللذين يصارعان الموت بمستشفي مصطفي كامل فقال: كنت في عملي كحارس بمدرسة الجبرتي وتلقيت اتصالاً تليفونياً من أصدقائي يبلغني بحدوث انفجار في الكنيسة وأصبت بحالة من الذعر لكوني أعلم أن شقيقي كريم 40 سنة محاسب وزوجته ماري إدوارد داخل الكنيسة للمشاركة في القداس مع البابا فسارعت بالتوجه للكنيسة لافاجأ بهول ما رأيت فالجثث والاشلاء في كل مكان ولم أعثر علي شقيقي فبحثت عنه في المستشفيات الي أن علمت بنقله لمستشفي مصطفي كامل فوجدته مصاباً بكسر في الجمجمة. وارتجاج في المخ وحالته في غاية الخطورة ويصارع الموت بينما زوجته الحامل في الشهور الأخيرة تلقت شظايا بالبطن ولا نعلم إن كانت ستنجو هي والجنين من عدمه لسوء حالتهما.