تحولت احتفالات أقباط الإسكندرية بعيد السعف إلي مشهد جنائزي, عقب التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية, وأسفر عن استشهاد18 وإصابة35 آخرين, عقب دقائق من مغادرة البابا تواضروس, بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, للكنيسة لمتابعة تفجير كنيسة مار جرجس في طنطا بمحافظة الغربية. ورصدت الأهرام المسائي لحظات الألم والانتظار بين أروقة المستشفي الرئيسي الجامعي الأميري وأمام مشرحة كوم الدكة بمنطقة محطة مصر وسط الإسكندرية. وفي أحد أروقة المستشفي الأميري, سقطت سيدة في العقد السادس من العمر مغشيا عليها بعد رحلة استمرت قرابة الساعة للبحث عن حفيدها الذي لم تجده بين المصابين ولا الشهداء ولا تردد سوي عبارة انت فين يا مينا.. يارب أرحم, مضيفة أن حفيدها كان معها في الكنيسة وأخبرها أنه سيخرج للوقوف مع أصدقائه وبعدها بلحظات سمعت صوت إنفجار. وأوضحت, أنها ظلت تبحث عن حفيدها,18 عاما, ولم تجده, ليخبرها المواطنون المتجمهرون أن سيارات الإسعاف نقلت المصابين إلي مستشفي الأميري, وبعد معانأة تمكنت من دخول المستشفي وظلت تبحث عنه حتي علمت أن حالته خطيرة وتم وضعه في العناية المركزة. وكشف محمد إبراهيم, عامل بورشة حياكة في عقار مواجه للكاتدرائية, اللحظات الأولي للتفجير, موضحا أن المنطقة كانت تشهد إجراءات أمنية مشددة منذ صباح أمس لتأمين احتفالات الأقباط كما قام أفراد الأمن بغلق الطرق المؤدية إليها من الجانبين وتفتيش المارة وقاطني العقارات المجاورة لها, وهي الإجراءات المتبعة في الأعياد والمناسبات التي تقام بالكاتدرائية. وأضاف إبراهيم إنه قرابة الساعة الواحدة ظهرا سمع دوي انفجار قوي هز المنطقة وتسبب في تحطم واجهات المحال التجارية وزجاج النوافذ والشرفات, حينها ركضت إلي الشرفة لمتابعة الحادث حيث شاهد تصاعد كثيف للأدخنة وسقوط جثث وأشلاء أمام الكاتدرائية. فيما قال أحمد مصطفي, صاحب محل ملابس مواجه للكاتدرائية, إنه فوجئ بصوت انفجار كبير يهز أرجاء المنطقة بالكامل وتسبب في تحطيم واجهات المحلات بالكامل, مشيرا إلي أحد العاملين أصيب بكسر في قدمه, وتم نقله بواسطة سيارة إسعاف إلي المستشفي لتلقي العلاج. وأنهي النائب العام المستشار نبيل صادق, معاينة موقع الحادث, بمساعدة الفرق الجنائية والتي حرصت فور وقوع الحادث علي التواجد وجمع الأدلة, فيما فرضت الأجهزة الأمنية سياجا أمنيا مشددا لمنع دخول أي أشخاص في نطاق الكاتدرائية, قبل وصول النائب العام للمعاينة ومباشرة التحقيقات. وتفقد كل من الدكتور هشام الشريف, وزير التنمية المحلية, والدكتور أحمد عماد, وزير الصحة, والدكتور محمد سلطان, محافظ الإسكندرية, مصابي الحادث في الأميري ومستشفي القوات المسلحة, للاطمئنان علي الخدمات الطبية المقدمة إليهم, فيما تواجدت الفرق الطبية اللازمة لمتابعة حالاتهم الصحية. وتشيع اليوم جنازات الشهداء بعد استخراج تصاريح الدفن من قبل النيابة العامة وأنتظر أهالي الشهداء جثامين ذويهم طوال ساعات الليل انتظارا لقرار النيابة والإفراج عن الجثامين, فيما تعرف أهالي أمنية رشدي, عريف الشرطة في قسم مصلحة السجون بالإسكندرية, علي جثمانها في مشرحة كوم الدكة, بعد استشهادها وتبعثر أشلائها وعدم تعرف زملائها وقوات الأمن علي شخصيتها. ووقع إنفجار كبير هز أرجاء المكان أثناء خروج ودخول الأقباط من البوابة الرئيسية للكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية للمشاركة في الإحتفالات, وتسبب في وقوع أعداد من القتلي والمصابين وتحطم واجهات المباني والمحلات التجارية المجاورة, فيما تناثرت الدماء وأشلاء القتلي وأجساد المصابين أمام البوابة. وسادت حالة من الفزع وتعالت أصوات البكاء والعويل من قبل المتواجدين بحثا عن ذويهم, وتظاهر العشرات من شباب الأقباط لإدانة الحادث والمطالبة بالقصاص للقتلي موجهين إتهامات إلي جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بالوقوف خلف التفجير, ثم خرجوا في مسيرة رافعين الصليب في أيديهم. وعلي الفور هرعت قوات الأمن لمحاصرة موقع الانفجار وسيارات الإسعاف لنقل المتوفين إلي مشرحة كوم الدكة والمصابين إلي مستشفي الأميري الجامعي ومستشفي القوات المسلحة بمصطفي كامل, وقامت بتفريق المواطنين المتجمهرين وفرضت كردونا أمنيا وأغلقت الطرق المؤدية إلي الكاتدرائية. وقال مصدر بمديرية أمن الإسكندرية, إن عدد الشهداء وصل إلي18 بينهم7 ضباط وأفراد شرطة من قوة التأمين, و المصابين إلي35 شخصا, مضيفا أن أفراد الأمن علي بوابة الكاتدرائية تمكنوا من منع محاولة تسلل أحد العناصر الإرهابية للكنيسة وتفجيرها بواسطة حزام ناسف, الأمر الذي دفعه إلي الضغط علي زر الحزام الناسف.