رغم ارتفاع أسعار الأسمدة المدعمة بنسبة 50% ليبلغ سعر الجوال رسميا 150 جنيها بعد أن كان 100 جنيه في العام الماضي إلا أنها اختفت تماما في 4 مراكز بمحافظة قنا لتسود حالة من الغضب بين مزارعي المحاصيل الشتوية سواء القمح أو الخضراوات خاصة وان الأسمدة لم تختف فقط من الجمعيات الزراعية ولكنها اختفت أيضا من السوق السوداء وبدأت المخاوف في تضاعف الأزمة مع بداية تسميد قصب السكر خلال شهر مارس القادم. يقول أحمد أبو الوفا نقيب الفلاحين بالمحافظة ان المزارعين لم يفيقوا أصلا من صدمة ارتفاع أسعار السماد اليوريا والنترات بنسبة 50% ليصدموا مرة ثانية باختفاء الأسمدة من جميع الجمعيات ولم تزد نسبة ما حصلت عليه أي جمعية زراعية علي 10% من مستحقاتها في ذروة فترة تسميد ما يزيد عن 122 ألف فدان مزروعة بالقمح بالاضافة الي مساحات شاسعة من زراعات الفواكه والخضراوات والبرسيم وهو ما سيؤثر بالطبع علي انتاجية جميع هذه الزراعات اذا استمر التأخير في صرف الأسمدة وهو ما سيؤدي أيضا الي ارتفاع أسعار الفواكه والخضراوات وعلف المواشي وأضاف محمود عبدالجبار من كبار مزارعي مركز قفط ان الأكثر صعوبة علي المزارعين هو اختفاء الأسمدة ليس فقط من الجمعيات الزراعية ولكنها أيضا اختفت من السوق السوداء ورغم محاولة بعض المزارعين شراءها بأي سعر لانقاذ زراعاتهم قبل فوات الاوان الا انهم فشلوا في ذلك نظرا لاحجام تجار السوق السوداء عن البيع بعد ارتفاع السعر الرسمي الي 150 جنيها للجوال ويريدون تعطيش السوق أكثر للحصول علي أكبر ربح. وأضاف انه خلال اسبوعين ستتفاقم المشكلة حيث سيبدأ المزارعون في تسميد مساحات الأرض المزروعة بالقصب والتي تم الانتهاء من كسرها وكان من المفترض توزيع 50% من احتياجات القصب خلال شهري يناير وفبراير ولكنه حتي الآن لم يتم توريد أي كمية لمزارعي القصب. وأضاف عبدالوهاب الكلالسي "مزارع من قوص" انه في كل موسم شتوي أو صيفي تحدث أزمة بسبب التلاعب في توزيع الأسمدة ووصولها للسوق السوداء ويجب اتخاذ عدة اجراءات لوقف تسرب كميات الأسمدة للسوق السوداء وتشمل صرف الأسمدة بعد اجراء حصر ومعاينات فعلية للأراضي من خلال لجنة مشتركة من ادارة الأملاك ومديرية الزراعة حتي يتم الصرف علي أساس المساحات المزروعة فعليا وليس المساحات المربوطة أو المسجلة في الحيازات الزراعية وهي وسيلة تلاعب معروفة للحصول علي الأسمدة بدون وجود زراعات فعلية. مشيرا الي قيام بعض المشرفين الزراعيين بالاتفاق مع المزارعين بحصر مساحات من الأراضي الصحراوية وتسجيلها علي أنها مزروعة بالموز علي غير الواقع ليتم صرف 25 شيكارة أسمدة مدعمة لكل فدان بسعر 150 جنيها للجوال ثم بيعها في السوق السوداء بسعر 250 جنيها. وقال حمام علي عمر من كبار المزارعين بمركز الوقف ان قيام الحكومة باصدار قرار برفع القيمة الايجارية علي الأراضي الصحراوية التي تم استصلاحها من 50 جنيها الي 1200 جنيه سنويا أدي الي عدم قدرة المزارعين علي الكميات المخصصة لها من الأسمدة حيث يشترط سداد كامل القيمة الايجارية للحصول علي الأسمدة المدعمة. وأكد المهندس أشرف عبدالرازق وكيل وزارة الزراعة بقنا انه بالفعل شهدت مراكز قنا ونقادة وقفط ودشنا انخفاضا في كميات الوارد بسبب تأخر وصول الأسمدة من المصانع الا انه تم خلال الأيام الثلاثة الماضية وصول 20 ألفاً و247 طناً من الأسمدة سواء النترات أو اليوريا وهو ما يمثل 60% من احتياجات المحاصيل الشتوية. وأضاف انه تم الوضع في الحسبان البدء في تسميد محصول القصب خلال شهر مارس ووضع خطة لتوريد الأسمدة ووصولها في المواعيد المحددة حتي لا تحدث أزمة جديدة مؤكدا أنه خلال الأسبوع القادم سيحصل المزارعون علي كل احتياجاتهم من الأسمدة للمحاصيل الشتوية. سوهاج- محمد حامد: مازالت أزمة نقص الأسمدة تضرب محافظة سوهاج بقوة ومازالت معاناة المزارعين مستمرة شكاوي عديدة ومريرة من تعرض محاصيلهم الزراعية للتلف وضعف المحصول وبات الحصول علي ما يكفيهم من الأسمدة حلماً بعيد المنال في ظل تكرار الأزمة مع تغير الفصول وفي كل عام وعبر عدد من المزارعين بمدن وقري المحافظة المختلفة من استيائهم وغضبهم الشديد من النقص الحاد في الأسمدة. أكد رمضان عبدالجابر مزارع بالديابات أن هناك أزمة في الأسمدة الزراعية وأن ما يشغل المزارعين حاليا هو الحصول علي الكميات الكافية من الأسمدة حتي لا تتعرض المحاصيل الزراعية للتلف. مشيرا إلي أن تلك الأزمة تتكرر مع بداية كل فصل منذ سنوات ولم تجد طريقا للحل حتي الآن. أضاف عبدالصبور عبدالموجود "مزارع" أن معاناة المزارعين مستمرة بالمحافظة نتيجة نقص الأسمدة. فكميات الأسمدة التي تقوم بصرفها الجمعيات الزراعية للمزارع لا تكفي. مشيرا إلي أن البعض يضطر إلي شراء باقي الكميات من السوق السوداء بسعر يقارب 250 جنيهاً للشيكارة. اشتكي عدد من المزارعين بمركزي جرجا والبلينا من عدم وجود أسمدة في الجمعيات الزراعية بالمركزين. وبالتالي لا توجد أسمدة لأرضهم الزراعية. محذرين من تعرضها للتلف وقلة الانتاج.. والغريب والمثير للدهشة أن الأسمدة تتوافر بالسوق السوداء وبأسعار تزيد من أعباء المزارعين. ووصل سعر الأسمدة بالسوق الحر إلي 250 جنيهاً للكيس ال 50 كيلو- علي حد قولهم. قال حسني حسنين "مزارع" إن أزمة نقص الأسمدة بسوهاج صنعت سوقاً سوداء تلتهم ما في جيوب المزارعين من أموال.. مشيرا إلي أن الكميات التي تصرف لهم من الجمعيات الزراعية لا تكفي لتسميد أرضهم الزراعية. أكد ابراهيم أبوالسعود "مزارع" من البلينا أن الجمعيات الزراعية خاوية من الأسمدة. الأمر الذي يتسبب في ضعف انتاجية المحاصيل الزراعية. وطالب الحكومة بالعمل علي توفير الأسمدة بالجمعيات الزراعية وعدم ترك مافيا السوق السوداء تتحكم في المزارعين. قال روماني وصفي "مزارع" من أخميم إن الأسمدة التي يتم صرفها من الجمعيات الزراعية للمزارعين لا تكفي. فمحصول مثل القمح يحتاج كميات كبيرة من الأسمدة التي تمثل العمود الفقري لإنتاج المحصول ومشكلة نقص السماد تؤثر علي المحصول. من جهته اعترف مراد حسين -وكيل وزارة الزراعة بسوهاج- بوجود أزمة في نقص الأسمدة بالمحافظة.. لكنها بدأت في الانحسار مع بدأ عملية توريد الأسمدة للمحافظة مطلع الأسبوع الحالي وتدخل د.أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج وموافقة مجلس الوزراء علي زيادة أسعار الأسمدة الموردة إلي وزارة الزراعة واستئناف الشركات توريد المقررات السمادية الشهرية للموسم الشتوي. مشيرا إلي أن حصة المحافظة حوالي 35 ألف طن أي أن نصف الكمية من الأسمدة لم تصل للمحافظة. مطالبا الجهات المعنية بمد فترة الموسم الذي ينتهي أو آخر فبراير الجاري حتي يتمكن المزارعون من الحصول علي أكبر قدر من مقرراتهم الشتوية بالنسبة للأسمدة.