حين كتبت عن اعتزام اسرائيل اسدال الستار علي القضية الفلسطينية. بحيث يصبح حل الدولتين من الماضي. كنت أعرب عن رؤيتي لتطورات الاوضاع الاخيرة في الوطن العربي. ما حدث. ويحدث فيما تبقي من الارض الفلسطينية. لا شأن له برئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة. فالخطوات- منذ عشرات السنين- تمضي في اتجاهها الصحيح بالنسبة للكيان الصهيوني. وفي اتجاه النية الحسنة بالنسبة للسلطة الفلسطينية. وجدت المزاعم الصهيونية دعماً لها من الحكومة البريطانية. أكدت ذلك الدعم بوعد بلفور في بدايات القرن العشرين. وبعد ان تبدل المشهد السياسي في أعقاب الحرب العالمية الثانية حول تقديم قادة الكيان ولاءهم إلي الولاياتالمتحدة ورغم الوثائق التي أشار إليها الاستاذ هيكل عن رفض الرئيس الامريكي الاسبق ترومان قيام دولة اسرائيل. فإنه تخلي- بضغوط اللوبي اليهودي- عن الرفض. بل وتحول إلي دعم الكيان الصهيوني بشراء أصوات الدول الفقيرة في قرار التقسيم. واعترافه بالدولة العبرية بعد خمس دقائق من إعلان بن جوريون قيامها. واستمرار الدعم الامريكي للكيان الصهيوني. بما لم تحصل عليه ولايات أمريكية. وكان آخر مظاهر الدعم الامريكي أحدث طائرة مقاتلة وافقت واشنطن علي تصديرها إلي الكيان الصهيوني. ووجد فيها رئيس الوزراء نتنياهو أداة جديدة لضرب أية قوة معادية في العالم. النهج الاسرائيلي لم يتبدل منذ مؤتمر بازل في نهايات القرن التاسع عشر. المعالم واضحة في نتائج ما بعد سايكس بيكو. والقضاء علي الانتفاضة الفلسطينية في 1936. وقرار التقسيم في 1947. وحرب 1948 وما تخللها من خرق للهدنة. وتواصل الصراع الفلسطيني العربي من ناحية. والاسرائيلي الغربي من ناحية ثانية ثم كانت معاهدة أوسلو بداية حل الدولتين في التصور الفلسطيني واقترب النهاية في المخطط الاسرائيلي. وعلي حد تعبير موجيريني مسئولة المفوضية الاوروبية. فإن الاجراءات الاسرائيلية الجديدة تضع حل الدولتين في إطار المستحيل القيادة الفلسطينية تحرص علي مبدأ التفاوض تجد فيه سبيلا وحيداً لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. أما الحكومة الاسرائيلية فهي لاتعد بغير التفاوض رفضت كل القرارات الدولية الداعية إلي حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. بدعوي ان التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي هو السبيل لممارسة الفلسطينيين حق السيادة علي ما تبقي من الوطن المحتل. وأكدت- مؤخراً- صدق توجهها بفرض حصار علي مستوطنة عمونا العشوائية. وأبعدت منها 42 اسرة قوامها 200 شخص. وان وعدت بنقلهم إلي مستوطنه أحسن حالاً. إلي جانب إنشاء ثلاثة آلاف مستوطنة جديدة! تصور إمكانية تبديل السياسة الامريكية. باختلافها من رئيس إلي اخر. مجرد حلم يقظة تلغيه الوقائع المتواصلة بالتأييد المطلق للكيان الصهيوني حتي في الجرائم التي تدفع بقياداته إلي المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جرائم حرب. وقرار الرئيس الامريكي الحالي ترامب بنقل السفارة الامريكية في اسرائيل إلي القدس. يضيف حلقة إلي سلسلة المواقف الامريكية الداعمة لاسرائيل. منذ صارات واشنطن في أعقاب الحرب العالمية الثانية- حاضنة للجرائم الصهيونية داخل فلسطينالمحتلة وخارجها وظل الفيتو الامريكي حاجزاً يحول دون حصول الشعب الفلسطيني علي حقوقه المشروعة. التصدي للدعم الامريكي المعلم لا يتحقق بالرفض والشجب والادانة وخطب البلاغة ولا حتي بالاستكانة الغريبة للسلطة الفلسطينية في حرصها علي التفاوض. النهج السياسي يجب ان يتبدل إلي استراتيجية لها ثوابتها ومتغيراتها فتفيد من كل الطاقات والامكانات لصالح قضايانا العربية. وفي مقدمتها- بالطبع- حق الشعب الفلسطيني في تحقيق حلم الدولة المستقلة.