الصحافة الأمريكية. ووسائل الإعلام هناك عموماً. تعيش حالة رعب بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة. وتتوقع معركة طويلة معه. خصوصاً بعد أن يدخل البيت الأبيض رسمياً ويؤدي اليمين الرئاسية في 20 يناير القادم. فلم تعرف أمريكا طوال تاريخها السياسي الممتد عبر 227 سنة مرشحاً رئاسياً هاجم "الميديا" الصحافة. ووسائل الإعلام. بهذا القدر من الضراوة والعداء الذي هاجمها به "ترامب". فطوال حملته الانتخابية. كان الهجوم علي وسائل الإعلام فقرة رئيسية في برنامج كل جولة انتخابية. وجزءاً من كل خطاب انتخابي. لدرجة وصلت إلي تحريض أنصاره ضد الصحفيين والإعلاميين الذين يتابعون جولاته. ويغطون أخباره. لأنه كان يعتقد أنهم مدسوسون عليه. ومكلفون بتشويه صورته وسمعته. وقد قالها ترامب صراحة في إحدي خطبه الانتخابية: إن "الميديا" الأمريكية جزء من مؤامرة عالمية لمنع انتخابه. وقال إنه سيسعي عند فوزه لتعديل القانون. بما يسمح له بمقاضاة أي صحفي وأي وسيلة إعلامية تخطئ في حقه. والحصول منها علي تعويضات مالية. وقال إنه معجب بالنظام القانوني في بريطانيا في هذا الشأن. لأنه يتيح لك أن تقاضي أي شخص يخطئ في حقك. ولا يعطي للصحفي أو الإعلامي حصانة خاصة في ذلك. وبعد فوزه. كتب "ترامب" علي "تويتر". يدين التغطية المتحيزة ضده من وجهة نظره من صحيفة "نيويورك تايمز" لوقائع انتخابات الرئاسة. ويقولون إن "ترامب" حتي قبل حملته الانتخابية. لم يكن أبداً منحازاً إلي حرية الصحافة والإعلام. ولا مهتماً بحياة الصحفيين والإعلاميين. وأنه حين سُئل في حوار تليفزيوني عام 2015 عن رأيه في قتل الصحفيين في روسيا. وهل يدين ذلك؟!.. قال إننا في أمريكا أيضاً نمارس القتل كثيراً. ويقولون إن الإعلام الأمريكي خسر حليفاً كبيراً بانتهاء رئاسة أوباما. فلم يهاجم الصحفيين والإعلاميين أبداً طوال سنوات رئاسته. ورغم أن حرية الرأي والتعبير محمية بالتعديل الأول للدستور الأمريكي الذي تم عام 1798. وبحكم للمحكمة الفيدرالية العليا عام 1964. فإن ذلك لا يطمئن الصحفيين والإعلاميين علي مستقبلهم. ومستقبل مهنتهم مع "ترامب". فإلي جانب إعراب ترامب عن نيته تعديل القوانين. فإنه قد أعلن صراحة منذ أيام عن نيته أيضاً. في تعيين قُضاة جُدد بالمحكمة العليا يتبنون أفكاره. وهو ما يهدد حرية الصحافة والإعلام. "الميديا" الأمريكية تقف علي أطراف أصابع قدميها توجساً وخفية. وتأهباً لمعركة تطول أو تقصر مع الرئيس الجديد. الذي قد يضيق عليها الخناق. ويلاحقها بالدعاوي القضائية. والمؤكد أن لدي الميديا. كما لدي الرئيس أسلحتها التي يمكن استخدامها في هذه المعركة.