* سأل أحمد عبده صالح موظف بشركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية ومقيم بمدينة السلام: أقرأ القرآن قدر استطاعتي ولا أجد من يعلمني أحكام التلاوة فهل استمر في التلاوة أم اتوقف عن التلاوة لعدم معرفتي بأحكامها وهل علي وزر في ذلك؟ ** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر الشريف: ان قراءة القرآن بغير تجويد ولا معرفة أحكام التلاوة صحيحة للعذر طالما الكلمات تنطق نطقا صحيحا ولا تجد من يعلمك الأحكام غير ان التلاوة عندما تكون مشتملة علي أحكام التجويد تكون أدق وأفضل وقد قيل من لم يجود القرآن آثم هذا عند استطاعته ولم يجد من يعلمه فإنه الذي يقرأ القرآن بترتيل تحضره الملائكة والذي يعاني في مشقة القراءة له اجران فقد روي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران قيل أجر علي قراءته وأجر علي تعتعته. ولقد كانت تلاوة الرسول صلي الله عليه وسلم مدا أي يمد في الحروف فعن انس قال: سئل كيف كانت قراءة النبي صلي الله عليه وسلم فقال: كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم بمد بسم الله ومد الرحمن ومد الرحيم وبعد فإن الذي يقرأ القرآن ويرتل مع الحفظة الكرام البررة ومع هذا فلا مانع يمنع السائل ان يستمر في القراءة مع البحث عمن يعلمه التجويد وهذا أفضل. * يسأل مصطفي محمد عبدالحليم - طالب ببولاق الدكرور: هل يجوز لي ان لا اذهب يوم الجمعة إلي المسجد الا بعد انتهاء الخطيب من خطبة الجمعة لأن الخطيب في مسجدنا غير مؤهل وموضوعات خطبه مكررة ولا تعالج القضايا الهامة أفيدونا؟ ** يجيب الشيخ عمرو حسن عفيفي من علماء الأوقاف: يقول الله سبحانه وتعالي "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون" وتفسير قوله تعالي: ذكر الله. أي الصلاة وقيل الخطبة والمواعظ والصحيح انه واجب في الجميع وأوله الخطبة وبه قال علماؤنا إلا عبدالملك بن الماجشون فإنه رآها سنة والدليل علي وجوبها انها تحرم البيع ولولا وجوبها ما حرمته لأن المستحب لا يحرم المباح وإذا قلنا: ان المراد بالذكر الصلاة فالخطبة من الصلاة والعبد يكون ذاكرا لله بفعله كما يكون مسبحا لله بفعله. وقد قال جمهور الفقهاء: ان خطبة الجمعة شرط لصحة صلاة الجمعة فلابد من خطبة تسبق صلاة الجمعة وبه قال أبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد وجملة ذلك ان الخطبة شرط في الجمعة لا تصح بدونها "فاسعوا إلي ذكر الله" والذكر هو الخطبة ولأن النبي صلي الله عليه وسلم ما ترك الخطبة للجمعة في حال وقد قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي" وعن عمر رضي الله عنه انه قال: قصرت الصلاة لأجل الخطبة وقول عائشة نحو من هذا. إذا تقرر هذا فإن خطبة الجمعة لها شأن عظيم عند الله عز وجل فهي ذكر لله كما سماها الله في كتابه الكريم وهي شعيرة من شعائر الدين وقد صح في الحديث ان الملائكة تشهدها وإذا كان لخطبة الجمعة هذه المكانة فإن كثيرا ممن يصعدون المنابر اليوم ما هم بخطباء علي الحقيقة فليس كل من صعد المنبر يسمي خطيبا ان كثيرا ممن يصعدون المنابر اليوم لا يقدرون قيمة هذا المنبر ولا يعطونه الأهمية التي يستحقها لأن مواصفات الخطيب الناجح بعيدة عنهم كل البعد ان واجب الخطيب الناجح ان يبعث الأمل في نفوس المصلين ويغرس الثقة بالله عز وجل في نفوس الناس. قال علي رضي الله عنه: "ألا انبئكم بالفقيه كل الفقيه؟ قالوا: بلي. قال: من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم من مكر الله ولا يدع القرآن رغبة عنه إلي ما سواه. ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه ولا علم ليس فيه تفهم ولا قراءة ليس فيها تدبر" ولا شك ان الأمة الاسلامية تمر في ظروف عصيبة ولكن هذا الظرف لا يدفعنا إلي القنوط واليأس فالأمة تحتاج إلي خطيب يبعث الأمل ويشحذ الهمم ويمسح مرارة الاحداث ولا شك ان الأمة المسلمة تسير إلي خير وتمكين. وخلاصة الأمر ان خطبة الجمعة فريضة وانه لا يجوز لأحد ان يترك حضور خطبة الجمعة عمدا لأن خطيب الجمعة لا يعجبه أو ان خطيب الجمعة يطرح أمورا بعيدة عن واقع الأمة فالأمة تذبح من الوريد إلي الوريد وهو يتحدث عن خطأ يقع فيه أحد المصلين فلكل مقام مقال ولابد من الاهتمام بخطبة الجمعة وان يعاد تأهيل من يصعدون المنابر تأهيلا علميا صحيحا.