استسلموا لارادة الله ورضوا بقضائه وراحوا يحاولون التكيف مع إعاقتهم التي سترافقهم مدي الحياة تتراجع امالهم وتنحسر طموحاتهم في التحرر من سجن العجز ومغادرة فراشهم ولو علي كرسي متحرك ولكن حتي هذا الأمل البسيط عجزوا عن تحقيقه بسبب ظروفهم القاسية بعثوا الينا يطلبون العون وتحقق املهم في الشهر الكريم ووراء كل منهم رحلة كبيرة ومضنية بدأت بأمل كبير في الشفاء وانتهت بالاستسلام وقبول الأمر الواقع. "هبة عبدالوهاب" كانت علي موعد مع القدر عندما سقطت من شرفة منزلها لتصاب بكسور بعدد من فقرات العمود الفقري اسلمتها إلي شلل رباعي. أجرت عدة عمليات جراحية وقطعت شوطاً طويلاً من العلاج الطبيعي حتي تحسنت حالة الذراعين بينما لم يحدث أدني تحسن بالساقين حيث اكد لها الاطباء انه لا أمل في استعادتهما للحركة بهما. كانت صدمة كبيرة عليها ولكن لم يكن أمامها سوي تقبلها وبدأت تسعي للحصول علي كرسي متحرك بمواصفات خاصة تناسب حالتها ولكنها اكتشفت انه باهظ الثمن في الوقت الذي تحملت وزوجها الموظف البسيط مالا يطيقون من النفقات والديون علي علاجها. بعثت الينا بمساعدة فاعلة خير من مصر الجديدة اشترت الكرسي الذي يناسبها لتتمكن من رعاية أطفالها الصغار. رمضان يواصل علاجه أما رمضان جمعة محمد فكان في أمس الحاجة للكرسي للتردد علي المستشفي للعلاج من مضاعفات التليف بالكبد التي قضت علي ما تبقي من صحته حيث كان يعاني منذ سنوات من شلل نصفي بالساقين وكان ينتقل داخل بيته بمساعدة أفراد أسرته وفي الفترة الأخيرة اصيب بفيروس "C" بالكبد واستسقاء فضلا عن دوالي بالمريء مما جعله يتردد بصفة مستمرة علي المستشفيات لسحب المياه من منطقة البطن وعمل حقن للدوالي مما جعله في معاناة مستمرة لم يخففها سوي الكرسي المتحرك الذي تبرع بثمنه فاعل خير من وسط المدينة. أم سماح تستريح من حملها سماح جمال أبو بكر طفلة في الثالثة عشرة كانت تعيش طبيعية حتي ثلاث سنوات مضت عندما أصيبت بارتفاع مفاجيء في درجة الحرارة انتهت بجلطة بالمخ ثم شلل نصفي. تخلي عنها والدها وتحملت الأم مسئوليتها كاملة هي وشقيقتها ومازالت تعيش علي العلاج الطبيعي والدوائي. وبمرور الوقت كبرت سماح وزاد وزنها ولم تعد الأم تقدر علي حملها ولم تتمكن من شراء كرسي متحرك لها لأن كل ما تكسبه من عملها المتقطع يضيع علي العلاج فبعثت الينا وبمجرد نشر همستها تبرع لها فاعل خير من الغربية بالكرسي المتحرك.