يقولون دائماً إن العمل الجيد يفرض نفسه.. وأن الإنسان المخلص دائماً مطلوب.. ومرغوب.. مهما بلغ من العمر ومهما فرض الزمن آثاره عليه.. مثلنا في ذلك اليوم واحد من أبطال حرب أكتوبر 73 هو قائد لواء الصواريخ وقائد فرقة الدفاع الجوي في منطقة جنوب مصر بعد النصر.. رشح محافظاً وعمل مستشارا بوزارة الإعلام وكان مديراً الإدارة النوادي بالقوات المسلحة سنوات طويلة. بطلنا عشق كرة القدم وتفرغ من خلالها لمجال التحكيم أدار مباريات كثيرة حبه للوطن وسفره إلي الخارج ليكون أحد أفراد أول فوج لصواريخ سام ثلاثة حرمه من لقب التحكيم الدولي إلي أن اعتزل ولكنه لم يترك اللعبة ومجال التحكيم كان عضواً في لجنة الحكام الرئيسية أكثر من مرة.. ثم تولي رئاسة لجنة حكام القاهرة.. وخرج عليه نجوم في التحكيم وصلوا للمرتبة الدولية. بعد أن قرر اتحاد الكرة دمج مناطق التحكيم في الجيزة والقليوبية لتكون منطقة واحدة هي القاهرة الكبري لم يجد اتحاد الكرة ولجنة الحكام الرئيسية غير اللواء محمود السيد الحكم السابق ليرأس اللجنة بتشكيلها الجديد الذي ضم معه خليل حامد والعميد توفيق صبح والعميد علي حشيش وطارق متولي وجابر مرسي وأحمد أبو رحاب وبشير بشير. جاء اختيار محمود السيد ثقة من اتحاد الكرة في نزاهة هذا الرجل وجرأته وحياده التام.. والذي يعلن دائماً أن حكام مصر بخير وأفضل حكام في المنطقة العربية والأفريقية وكل المطلوب لهم ومنهم الثقة والعدالة المطلقة وأن يكون اختياره في المباراة المناسبة والتي يكون أهلاً لها.. بعد توديع حكاية الدور التي تسير بها اللجنة حالياً. يؤمن اللواء محمود السيد دائماً بأن الحفظ النظري وحده لا يكفي في خلق حكم جيد في حين أن الشخصية والمظهر واللياقة البدنية والملعب هي الأساس. أما عن تخطيطه للمرحلة القادمة بعد دمج المناطق الثلاث فهو الاعتماد الأول علي زيادة جرعات الثقافة بزيادة المحاضرات والتي يتولاها رواد ورموز التحكيم في مصر أمثال محمد حسام الدين وجمال الغندور وعصام عبدالفتاح وحسين فهمي وغيرهم. نصيحة حكمنا المخضرم والقائد العسكري للجنة الحكام الرئيسية أن تتمسك باستقلالها دون تدخل من أي طرف أو عنصر آخر في اتحاد الكرة حتي يظل التحكيم المصري ممثلاً للقضاء الرياضي وحتي يعود لهذا العنصر قدسيته. وهكذا جاء اختيار اللواء محمود السيد بقيادة أكبر مناطق التحكيم في مصر في محله تماماً حيث جاء في المكان المناسب لأنه هو الرجل المناسب.