عندما يهرب سجناء ارهابيون تابعون لأنجاس بيت المقدس من سجن "المستقبل" بالاسماعيلية فإنها كارثة .. والكارثة الأكبر ان تكون وراء هروبهم أو تهريبهم خيانة من داخل السجن ..!! نعم .. هذا حدث فعلاً .. وبالأمس تكشفت الخيوط القذرة .. حيث ادلي السجين الهارب عوض الله موسي علي الذي تم ضبطه عقب هروبه باعترافات تفصيلية امام النيابة عن كيفية الحصول علي الأسلحة .. قال انهم اتفقوا مع مخبر سري تابع لادارة الترحيلات بالسجن قبل ايام من الهروب علي ادخال 3 بنادق آلية وذخيرة الي العنبر المقيمين به وان المخبر نجح فعلاً في ادخال السلاح وانه حصل علي الذخيرة من اقارب المتهمين خارج السجن واخفاها في سيارة الترحيلات ثم ادخلها العنبر ايضاً وذلك مقابل 100 الف جنيه .. اضاف السجين ان المخبر سهل لهم كذلك الخروج من السجن بعد ان اطلقوا وابلاً من الرصاص علي البوابات وافراد التأمين حتي تمكنوا من الخروج والتوجه الي منطقة نائية قريبة من السجن . تصوروا .. هذا حدث في سجن عمومي مما يعني ان اي سجن معرض لنفس المصير .. وما قاله السجين يعني ايضاً ان هذا المخبر لم يسهل لهم الهروب وامدهم بالأسلحة والذخيرة فقط بل انه مشارك لهم في اصابة ضابط شرطة وقتل مواطن عمداً .. ومع هذا فان القصة لم تكتمل فصولها بعد ويبدو انها تحتوي علي مهازل كثيرة وستطيح برءوس كبيرة اينعت وحان قطافها .. وحتي تكتمل الفصول أو لا تكتمل .. فعلينا ان نفكر خارج الصندوق لمنع تكرار ماحدث . يجب ان يعلم الكافة ان ماحدث في سجن المستقبل هو بروفة لما يمكن ان يحدث أو مخطط له في "11/11" باستنساخ جمعة حرق مصر في 28 يناير 2011 التي تم فيها وفي توقيت واحد حرق 99 قسم شرطة واقتحام ثلاثة سجون وتهريب الاخوان منها ومعهم 23 الف سجين جنائي اضافة الي اضرام النيران في بعض المحاكم والمولات ونهبها وعدد من مؤسسات الدولة . لذلك .. لا يجب ابداً حبس اي ارهابي في سجن عام ولو كان شديد الحراسة .. المفروض عزل الارهابيين في سجن منفصل تماماً وان يكون حبسهم بداخله انفرادياً ولا يتمتعون فيه بأي حقوق انسان أو حتي حيوان بما في ذلك الزيارات الأسرية وان تكون الحراسة عليهم مزدوجة من الجيش والشرطة معاً تحت قيادة عسكرية وان يتم التفتيش الدقيق علي كل من يدخل هذا السجن بما في ذلك افراد التأمين .. واذا كان هذا الاجراء يحتاج الي تعديل تشريعي فيجب انجازه فوراً .. لكن ان يُحبس ارهابيون وسط الجنائيين ويتم "علفهم" بالسم الهاري من قوت اولادنا حتي اصبح "النطع" منهم كالخرتيت ثم يتفقون مع خائن لتهريبهم فان ذلك لا يرضي الله ورسوله . هذا السجن الذي اقترحه يجب ان يتوافر فيه الآتي : * اولاً .. ان يكون مثل معتقل جوانتانامو الأمريكي من حيث الاجراءات التي ذكرتها آنفاً .. والا نخشي بعد ذلك انتقادات من الحقوقيين أو السياسيين أو غيرهم بالداخل أو الخارج .. فأمريكا لا تهتم بأي انتقادات لها علي معتقلي جوانتانامو رغم حبسهم ظلماً وعدواناً تحت زعم احداث 11 سبتمبر المطبوخة في "سي . آي . ايه" . واردوغان يعتقل كل يوم الآلاف ويلقي بهم في سجون خاصة بحجة تورطهم في محاولة انقلاب مزعومة ولا يعير منتقديه اي اهتمام . * ثانياً .. يجب نقل المحاكمات الطبيعية التي تجري الآن الي هذا السجن والا يحضر الجلسات احد من اسر السجناء أو حتي الاعلاميون .. اما قضايا الارهاب الجديدة فيجب عقدها امام محاكم عسكرية بذات السجن ايضاً .. واذا كان هذا يحتاج الي تعديل تشريعي فيجب انجازه فوراً . * ثالثاً .. من يقترب من سجن "جوانتانامو المصري" لابد من تصفيته فوراً ودون انذار أو مطالبته بتسليم نفسه .. الأمر لا يتحمل "الطبطبة" أو اتباع اجراءات قانونية يمكن تطبيقها في الحالات والأوقات العادية وليس مع الارهاب . قبل كل ماسبق .. يجب اجراء تعديل تشريعي عاجل يقلص مراحل التقاضي ومدتها لتحقيق العدالة الناجزة بحيث تكون 3 مراحل فقط "جنايات - نقض - نقض" بدلاً من 5 مراحل الآن .. والا تتعدي مدة كل مرحلة 4 شهور بحيث تنتهي القضية خلال عام واحد .. لأن ما يجري الآن من محاكمات بدأت قبل 5 سنوات ولم تنته كارثة .. فالعدالة البطيئة هي قمة الظلم . حفظ الله مصر وشعبها . عاش بطلاً .. ومات شهيداً .. لم اتوقع ان افتح عيني امس علي هذه الفاجعة .. استشهاد الصديق الخلوق العميد عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة مدرعات امام منزله عندما تربص له ارهابيون خونة واطلقوا عليه وابلاً من النيران ليسقط شهيداً ويصاب سائقه وحارسه الخاص . عادل كان مثالاً لدماثة الخلق والاحترام والجدعنة والرجولة والوطنية .. عاش بطلاً اذاق الارهابيين في سيناء المر والحنضل وسطر بطولات لا حصر لها .. والآن هو في الجنة شهيداً . لقد كانت جنازته العسكرية حفل زفاف له الي الجنة .. حضرها كل احبابه واصدقائه وزملائه في الكفاح والوطنية وقادته الكبار .. وزير الدفاع ووزير الانتاج الحربي وقائد القوات الجوية .. وعدد من رجال الدولة منهم فضيلة المفتي ومستشار الرئيس للشئون الدينية . في جنة الخلد يا عادل .. سنفتقدك كثيراً حتي نلقاك .. وخالص العزاء لزوجته سامية زين العابدين رئيس القسم العسكري بالمساء ولكل اسرته الكريمة وزملائه واصدقائه .. واعزي نفسي فيه بدمع لا يجف .