دعم السيسي وإنشاء مصنع للتحصينات الأبرز.. رسائل رئيس أوغندا من قلب القاهرة    رئيس جامعة أسيوط يستقبل محافظ الإقليم لتهنئته باستمرار توليه مهام منصبه    نزع ملكية أراضي وعقارات لإنشاء محور دار السلام على النيل    160 شاحنة مساعدات تعبر معبر رفح إلى غزة    محافظ الجيزة ينعي وفاة الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية السابق    فرنسا توقف تأشيرات حراس أمن شركة العال الإسرائيلية    النيران تجتاح إسرائيل.. حرائق في غابات إشتاول بالقدس المحتلة    رابطة الأندية تعلن عقوبات الجولة الأولى من الدوري    إيزاك يواصل الضغط على نيوكاسل من أجل الرحيل    الذهب مصري.. الحسيني وهدان يكتب التاريخ بمنافسات الكونغ فو في دورة الألعاب العالمية    وسام أبو علي يستعد للسفر إلى أمريكا خلال أيام.. والأهلي يترقب تحويل الدُفعة الأولى    تأجيل استئناف قاتل مالك مقهى أسوان على حكم إعدامه ل13 أكتوبر المقبل    غدا.. المسرح يحتفي بعيد وفاء النيل في مكتبة القاهرة الكبرى والهناجر    جنات تتحدث عن تصدرها التريند ب "ألوم على مين"    حمزة نمرة يكشف مفاجآت لعمرو الليثي في واحد من الناس    هل الابتلاء بالفقر أو المرض دليل على كراهية الله لعبده؟.. رمضان عبد المعز يجيب    وكيل صحة الإسماعيلية تُفاجئ وحدة أبو صوير البلد لمتابعة إنتظام سير العمل وتحيل المقصرين للتحقيق    طريقة عمل البصارة على أصولها بخطوات سهلة وأرخص غداء    ضبط 53 ألف لتر سولار قبل وصولها للمنقبين عن الذهب    إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة 2025–2032    محافظ الفيوم يُكرّم السيدة «مبروكة» لحصولها على شهادة محو الأمية    وزير التعليم العالي يفتتح المجمع الطبي لمؤسسة «تعليم» بمحافظة بني سويف    تفاصيل حفل رامي صبري وروبي في الساحل الشمالي    قانونية مستقبل وطن: جرائم الاحتلال في غزة تستوجب المحاكمة الدولية    كريستيانو رونالدو يطلب الزواج من جورجينا رسميًا    إيران: مستعدون لمفاوضات مباشرة مع أمريكا إذا توفرت الظروف    قيادات الطب العلاجي يتابعون سير العمل بمستشفى نجع حمادي العام    أصحاب 5 أبراج الأفر حظًا هذا الأسبوع.. هل أنت منهم؟    «طبيعي يزعل ولكن».. شوبير يعلق على أنباء مفاوضات بيراميدز مع الشناوي    فتوح خارج تدريبات الزمالك الجماعية حتى إشعار آخر    غدًا.. قطع المياه عن مدينة أشمون في المنوفية 8 ساعات    «مصيلحي» و«المصيلحي».. قصة وزيرين جمعهما الاسم والمنصب وعام الموت    وزيرة التخطيط تشارك في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة 2025-2030    الطقس غدا.. موجة شديدة الحرارة وأمطار تصل لحد السيول والعظمى 41 درجة    حجز نظر استئناف المتهم بقتل مالك قهوة أسوان على حكم إعدامه للقرار    كريستال بالاس يهاجم يويفا بعد حرمانه من الدوري الأوروبي    وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يحيل المدير الإداري لمستشفى الجلدية والجذام للتحقيق    هاني تمام: "القرآن يأمرنا بالمعاشرة بالمعروف حتى في حالات الكراهية بين الزوجين"    كامل الوزير: عمل على مدار الساعة لتحقيق مستوى نظافة متميز بالقطارات والمحطات    رئيس «قومي المرأة» تبحث سبل التعاون مع نائب رئيس جامعة الأزهر    رسميًا.. باريس سان جيرمان يتعاقد مع مدافع بورنموث    اليوم.. إعلان نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ 2025    «تعليم كفر الشيخ» تعلن النزول بسن القبول برياض الأطفال ل3 سنوات ونصف    الجمعة.. فرقة واما تحيي حفلا غنائيا في رأس الحكمة بالساحل الشمالي    الجمعة.. قصور الثقافة تقيم فعاليات متنوعة للأطفال بنادي الري احتفالا بوفاء النيل    محافظ الجيزة يترأس اجتماع اللجنة التيسيرية لمشروع تطوير منطقة الكيت كات    12 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    وزير الصحة يبحث مع المرشحة لمنصب سفيرة مصر لدى السويد ولاتفيا التعاون الصحى    الدقهلية تبدأ مهرجان جمصة الصيفي الأول 2025 للترويج للسياحة وجذب الاستثمار    مصرع طفل غرقا في ترعة باروط ببني سويف    القبض على بلوجر شهير بتهمة رسم أوشام بصورة خادشة للحياء    الرئيس السيسي يستقبل اليوم نظيره الأوغندي لبحث تعزيز العلاقات الثنائية    وزير الصحة يبحث مع مدير الأكاديمية الوطنية للتدريب تعزيز البرامج التدريبية    هل يجب قضاء الصلوات الفائتة خلال الحيض؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    "زاد العزة" تواصل إدخال المساعدات المصرية إلى القطاع رغم العراقيل    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار خلف القضبان .. حقيقة ما جري في السجون المصرية ليلة 28يناير (فيديو)
نشر في محيط يوم 27 - 01 - 2013


*رواية شهود العيان علي ما حدث أثناء الثورة وبعدها
*أخر من خرج من النطرون السجناء الساسيين
*الخطة وضعت لإشاعة الرعب والخوف في صدور المصريين من الثورة
*السجناء الجنائيين قتل منتهم المئات في سبقة تعد الأولي من نوعها في مصر
*عبود وطارق الزمر رفضوا الهروب لعدم تحميلهم فتح السجون
*فتح النطرون كان عن طريق العرب المجاورين لسجن
*دمنهور الأمن تركه لسجناء وأنصرف

كتب عمرو عبد المنعم

لم يكن يتخيل سجين في مصر علي وجه الإطلاق انه سيأتي عليه يوم تفتح عليه أبواب الزنازين ويقال له أخرج بدون قرار إفراج او عفو في المواسم والأعياد ، حالة السجون المصرية قديما وحديثا تشهد بالانضباط بل والاستقرار وسمعه كثير منها سيئة للغاية وهذا ليس في عصر مبارك فقط بل منذ عصر عبد الناصر مروراً بالسادات .

تاريخ السجون المصرية معروف لقاصي والداني وخاصة بعض السجون المصرية مثل السجن الحربي أيام عبد الناصر وسجن القلعة أيام السادات وسجن العقرب وأبو زعبل أيام مبارك .

حقيقة السجون وما جري فيها بعد ثورة 25يناير ما زال سر من الأسرار الذي لم يقترب منه أحد، لأن طرفي الحقيقة إما الأمن أو السجناء ويبدو أن الأمن لا يري إظهار الحقائق وتوضيحها لرأي العام بشكل جدي لذلك تعمد إخفاء وطمس الكثير منها ، أما الطرف الثاني فهم السجناء سواء السياسيين او الجنائيين أو الاثنين معا ، وإظهار الحقيقة يفتح عليهم كثير من الأضرار لان معظمهم محكوم عليهم بأحكام طويلة وظهورهم قد يعرضهم للعودة من جديد إلي السجون لاستكمال أحكامهم الطويلة ، لذلك فإن البحث في هذا الموضوع كالسير علي الألغام تماماً.

لذلك قمنا بتحري الحقيقة من خلال شهود عيان حضروا فتح السجون والمعتقلات وتعرضوا لكثير من المتاعب ، فكانت رحلة البحث عن الحرية شاقة وعسيرة لهم حتي استرد بعضهم حريته بالفعل من الناحية القانونية ، ومازل بعضهم هارب يحاول أن يوفق وضعه من الناحية القانونية .

وهنا نوضح أننا في هذا التحقيق لسنا معنيين بالسجون التي لم تفتح ولم يخرج منها سجناء رغم ما بها من قتلي وشهداء ، ولكننا نلقي الضوء علي السجون التي تم فتحها بالفعل وخرج منها سجناء سياسيين وجنائيين علي طريقة الخروج المنظمة وهذا ما سوف نقصة في السطور القادمة .

أوضاع السجون المصرية قبل ثورة يناير

وفي البداية يجب ان نعرف بعض الحقائق عن السجون المصرية لكي نفهم ما حدث بالضبط ، فعدد السجون في مصر بحسب لجنة تقصي الحقائق عن فتح السجون وكذلك ما رواه لنا السجين السياسي عبد الشكور حسن أن عدد السجون 41سجن موزعة على عدة مناطق فى أنحاء متفرقة من البلاد وهى (منطقة طره .. منطقة أبو زعبل ..منطقة وادي النطرون...المرج..الفيوم..قنا..منطقة القناطر..القطا..باب الخلق .. الاستئناف ..الوادي الجديد..زين بمركز بدر ..سجون أخرى.....(وإذا نظرنا إلى هذه السجون نجد الآتى :

السجون موزعة كالتالى (سجون أبو زعبل 4..سجون وادى النطرون 4.. يالإضافة إلي سجون المرج والفيوم وقنا)

ويستكمل عبد الشكور" السجون التى لم يهرب منها أحد وهى :سجون منطقة طرة وباب الخلق والأستئناف والقناطر الخيرية والقطا ) وهذه السجون التى لم يهرب منها أحد هى سجون القاهرة تحديدا أوالأقرب لبؤرة أحداث الثورة " .

ويحلل عبد الشكور دلالة ذلك بأن :

1 أن سجون القاهرة والمحافظات القريبة من القاهرة كانت تحت السيطرة الكاملة من قوات مصلحة السجون والجيش مما يعنى أن أى محاولة هروب هى بمثابة محاولة انتحار مؤكد لأى سجين سواء كان سياسي أو جنائي.

2 نلاحظ أن كل السجناء السياسيين من المعتقلين والمحكومين والمحكوم عليهم بالإعدام من الجماعات الإسلامية كانوا موجودون فى سجون منطقة طره أي فى المنطقة الآمنة ، وهؤلاء لم يهرب منهم أى مسجون على الإطلاق .

3 معظم الذين هربوا من السجون بل كلهم سجناء جنائيين من القتلة وتجار المخدرات والمرتشين والمزورين ، وليس للجماعات الإسلامية أى فائدة أو مغنم سياسي فى خروجهم أو هروبهم ، فمن الذي قام بتهريبهم اذا ؟ومن صاحب المصلحة والمستفيد من هروبهم ؟

ويؤكد عبد الشكور بأن الجواب معروف اذا ، انه النظام الفاسد الذي حاول بث الرعب والهلع فى قلوب الناس إعلاميا بفتح السجون .

وضرب عبد الشكور عدة أمثلة للتدليل علي رأيه بقولة : سجن العقرب على سبيل المثال هو موجود فى منطقة طرة يعد من اشد السجون أحكاما وتأمينا ، هل يمكن أن تتخيل أنه لكى تصل الى زنزانتك وأنت داخل من البوابة الرئيسية يجب أن تمر على 16 بوابة محكمة الإغلاق ,هذا السجن صمم على النظام الفرنسى يوجد به أربعة عنابر منها أثنان تحت الأرض وهما عنبر (1 و 2( بكل عنبر أربعة أجنحة يسمى الجناح (ونج) يتكون الونج من عشرين زنزانة وتأديب وزنزانة خاصة لذوى الاحتياجات الخاصة ، كنا نمكث فى الزنزانة بالشهور فى حبس انفرادي لا نخرج منها الا مرة أو مرتين فى السنة .

ويستكمل حديثه عن سجن العقرب فيقول : للسجن سورين أحدهما حديدي تم توصيلة بالتيار الكهربائي والآخر يبلغ طوله حوالي عشرون مترا تقريبا عليه حوالي 16 برجا على كل برج عسكري مسلح بالإضافة لكاميرات التصوير الموجودة على السور .

أعتقد أن سجونا بهذا الوصف لا يمكن أن يهرب منها أى أحد على الإطلاق مهما كانت براعته أو ذكائه الخارق وعمليات الهروب من السجون لا نراها الا فى الأفلام فقط.

فتح سجن الفيوم

كانت البداية عندما قتل رئيس مباحث مصلحة السجون اللواء محمد البطران برصاص مجهول في سجن الفيوم العمومي وهو يقوم بإجهاض أحداث الشغب والتمرد التي وقعت هناك وقد روي لنا أحد شهود العيان ويدعي محمد شعبان ان اللواء البطران منذ اللحظة الأولي وهو يأخذ كل التدابير لتحصين السجن دون العودة لقيادات الداخلية التي كان لها في الغالب رأي أخر .

واضاف شعبان انه من المتعارف علية ان السجن أي سجن تحكمة ثلاثة قوي رئيسية قوة مصلحة السجون ، وقوة مباحث مصلحة السجون، وقوة أمن الدولة وفي الغالب يأتي القرار بتفاق الجميع أما بنسبة لسجناء السياسي فيأتي القرار بأمر من جهاز مباحث أمن الدولة ليطبقه المأمور المتمثل في قوى التنفيذية من السجون و المباحث.

لكن في حالة البطران وهو ذو شخصية مستقلة وعنيدة جدا وكان يأخذ في كثير من الأحوال قرارات منفردة بعيدة عن التنسيق مع معظم ضباط الداخلية ، في تقديري ، ورغم انني كنت معتقلا وقد تعرضت لإذاء أكثر من مرة من البطران، أثناء التفتيشات ، إلا ان البطران حاول تنفيذ اللوائح والقانون بضبط الأمن في داخل ، وهذا ما كان يخالف خطة قيادات الداخلية وهي إحداث إنفلات أمني متعمد ، كالذي نراه اليوم في بعض الأحداث الرئيسية الآن .

وعن كيفية قتل البطران قال شعبان : كان اللواء البطران في مواجهة العنابر عند المدخل الشمالي لسجن الفيوم وكان يقف بجانبة رئيس المباحث عصام البصراتي ، وكان أمامهم ضابط العنبر سيد جلال ، وفي اقل من لحظات بعد إشارة عصام البصراتي للإبراج بإطلاق النار علي المساجين سقط البطران واصيب سيد جلال بطلق ناري في القدم .

وأكد شعبان أن الطلقات التي أصابت البطران يستحيل عمليا ان تأتي من السجناء فجمميع السجناء كانوا منهكين جدا من قنابل الغاز والرصاص الحي الذي اصاب بعضهم في مقتل والبعض الأخر جلس ليضمد جراح الأخرين من زملائه السجناء .

وإختتم المعتقل السياسي شعبان قوله في تقديري الشخصي ان العملية كان مدبر لها وجميع من شارك فيها لم يكن يعلم تفصيلها لانها لو سارت بهذه الطريقة سوف تأدي لتشويش الأمور ، فالكل يعرف ان تمرد في السجون وإنسجاب القوي الثابتة التي ذكرناها وخلو الطريق من الأمن يسهل عملية الخروج للسجناء وهذا بالضبط ما حدثفي سجن الفيوم العمومي .

فتح منطقة سجون وادي النطرون

اما قصة فتح منطقة سجون وادي النطرون فيرويها لنا السجين السياسي عبد الناصر ابو الفتوح والذي قام بتهريب د محمد مرسي من سجن 2 ، عشية يوم 29، و30يناير .

حيث يروي انه بعد غلق السجن بعد يومي 25 و26يناير وإنقطاع المعلومات عنهم بدءنا نستشعر حالة من الخوف وعدم الطمئنية وخاصة وانه ترددت اقوال انه عندما تتخلص قوات أمن السجن من الذخيرة التي في حووزتها سوف تنسحب .

وللذي لا يعرف منطقة وادي النطرون فهي تطل علي مساحات صحراوية كبيرة ويسكنها العرب والبدو المتمرسين في التعامل مع جغرافية المكان من جميع مداخله ، بالإضافة إلا أن فراغ إنسحاب المنطقة من الأمن يجعلها عرضة لسيطرة مثل هذه العناصر .

ويضيف عبد الناصر بعد التخلص من جميع الذخيرة في العنابروإطلاقها علي الزنازين ، تم فتح السجن حيث أستولي المسير "وهو قائد الجنائيين " علي مفاتيح العنابر ، ومن المعروف ان مسيري العنابر علي علاقة بالأمن ومباحث السجن ، ولايستطيعون أخذ مفاتيح الزنازين إلا بعد ان تعطي لهم بشكل ودي وهذا ما حدث .

وبخصوص مفاتيح السايسي فقد كانت الزنازين مفتوحة من الداخل ، العنابر فقط من الخارج فكانت مغلقة ، فكانت مشكلتهم الرئيسية هي خروجهم من العنابر ، وهذا ما قامت به الأهالي او البدو الموجودين بجوار السجن ، الذين وجدناهم داخل طرقات السجن يحملون معهم كل غالي وثمين من أدوات السجن وحمولة المخازن والتي كان بها الطعام والمهمات الخاصة بالسجن .

عبد الناصر اشار إلي ان بعد سماعهم مقتل اللواء البطران شعر "الشاويشية "السجانين بحالة من خيبة الأمل والشعور بالضعف ، وأنه قد يكون مصيرهم كذلك ، حيث صدرت لهم الأوامر بعدم الإختلاط بسجناء علي الإطلاق إلا عند الضرورة القصوي ويدخلون العنابر جماعة ويكونوا مسلحين حتي لا يهاجمهم السجناء ويحاولون السيطرة عليهم او قتلهم .

واضاف عبد الناصر ان فتح سجن النطرون كان متعمدا بفعل حالة التردي العام في البلاد وسريان أوامر خفية بترك السجناء لمصيرهم سواء الموت في الداخل او الهروب لخارج ، لإستغلال هذه الحالة لضرب المتظاهرين معنويا بأن هناك إنفلات أمني وعمليات إجرام تقوم بها هذه العناصر ، فيلتفت إليهم الأهالي ويتركون الميادين العامة ويذهبون إلي منازلهم الخاصة .

وعندما سألنه هل هناك عناصر من حماس أو حزب الله كانت معكم او شاركت في عملية فتح السجون أكد ان هذه المعلومات غير صحيحة وكلها عارية تماما من الصحة ، وأضاف ابو الفتوح ان السجناء السياسيين كانوا أخر من خرج من السجن وأخر من خرج من السياسيين مجموعة ال 17 التي كان منهم د محمد مرسي ، وانطلقت كل محافظة تتلقي ابنائها بعد عمل الإتصالات الهاتفية مع أبنائهم وذويهم الذين حضروا علي طريق مصر الإسكندرية الصجراوي ليأخذوهم وهذا ما حدث معي شخصيا .

وعن سؤاله هل تصدي لهم الجيش او أحد قي الطريق قال لا لم يحدث ان تصدي احد لنا وعندما كانت القوات المسلحة تعرف اننا معتقلين سياسيين تقوم بفتح الطريق لنا بعد أخذ الأسماء والعناوين وتتأكد من هويتنا جميعا .

فتح سجن دمنهور العمومي

لا تختلف قصة فتح سجن دمنهور العمومي كثيرا عن القصة التي رواها لنا محمد شعبان عن سجن الفيوم اوعبد الناصر عن ودي النطرون حيث قص علينا نبيل سعد المتهم في إحدي محاولات إغتيال الرئيس السابق حسني مبارك وتلك القضية المعروفة إعلاميا تنظيم البحرية بالإسكندرية ، والذي كان مسؤول عن تسيير الحركة في العنابر السياسية بسجن دمنهور العمومي إبان ثورة 25 يناير.

يقول سعد : سجن دمنهور به 12 عنبر ، كان به ثلاثة عنابر من السياسيين وكانوا ما يقرب من 35 شخصا على رأسهم عبود وطارق الزمر القياديان في الجماعة الإسلامية واثناء الثورة انقطعت كل خطوط الاتصال بالخارج حتى الزيارة تم منعها رغم أنها قبل هذه الأيام كانت مفتوحة علينا وكنا نزور الأهل والأقارب ، كما نحب ونريد .

وأضاف كان يوم الجمعة المعروف إعلاميا "بجمعة الغضب" ، حيث تم غلق الزنازين والعنابر ، ورفعت حالة الطواريء القصوى بالسجن، وعلمنا في هذا اليوم بمقتل اللواء البطران ؛ حيث تردد في السجن أنه برصاصات الأمن .

وعندما خرجت لكي أحضر التعيين ( طعام) السجن، وجدت مجموعة من الجنائيين المرتبطين بإدارة السجن والمعروفين بعلاقتهم بالأمن يتفقون على عمل شغب وحرائق بالسجن لتسهيل هروبهم منه .

وعلى الفور توجهت للشيخ عبود الزمر لإبلاغه بالأمر ؛ حيث قال لي : أبلغ الجنائيين ألا يفعلوا ذلك ، لان الأمن سوف يضربهم ويقتلهم إن أقدموا علي ذلك .

ويضيف سعد : في مثل هذا اليوم، وعلى غير العادة وجدت ما يقرب من 2000 جندي مدجج بالسلاح يدخلون السجن، وعندما قلنا لهم ماذا تريدون ، قالوا سوف نقوم بإطفاء بعض الحرائق بالزنازين التي قام الجنائيين بإشعالها، وكانت حالة غريبة لأن عنابر الجنائي يستطيع السيطرة عليها بإقل من هذا العدد بكثير .

ولم تمر دقائق إلا وسمعنا جميع هؤلاء الجنود يطلقون جميع أنواع الذخيرة التي لديهم، الطلقات الحية وقنابل الغاز والرصاص المطاطي ، كانوا يطلقون هذه الأعيرة داخل العنابر بل داخل الزنازين ، واستغربنا من الأمر وفي نفس الوقت قاموا بإدخال الشاويش ( السجان) إلى العنابر ليعطي السجناء الجنائيين التعيين ( الطعام) وفي مثل هذه الحالات يقوم الجنائي بفعل الضغط عليه بخطف الشاويش"السجان " وأخذ المفتاح وفتح الغرف وكأنها خطة يريدون للجنائيين الوقوع فيها ، وبالفعل خطف الجنائيون الشاويش وسيطروا على المفاتيح وتم فتح بعض العنابر .

وأكد السجين السايسي نبيل سعد : لقد حاولت أكثر من مرة استطلاع الأمر من قيادات السجن سواء من خالد شلبي أو خالد شفيق أو حتى من مأمور السجن العميد طاهرالرحماني ؛ حيث أكد لي المأمور أن هذه المحاولات لسنا المقصودين بها أي السياسي ، ولكنها محاولة للسيطرة، وسمعته يتحدث مع قيادات الداخلية ويقول : تمام يا فندم .. الذخيرة انتهت ، وهنا قلت له : لا تخبر الجنائي ، فرفع البندقية الآلية أمامي وقال : لقد فرغت الذخيرة بالفعل،و أنا أقول لك ذلك وليس للجنائي.

وفي النهاية أكد سعد بعد إستمرار الوضع لعدة ساعات وجدنا جميع أبواب السجن مفتحة على غير العادة ولا يوجد أي من القوات الرئيسية أو الفرعية فانطلقنا إلى الأبواب ورفعنا أيدينا أمام قوات الجيش التي تمركزت أمام بوابة السجن وقلنا لهم : نحن المعتقلين السياسيين ، فخفض جنود القوات المسلحة أسلحتهم واصطحبونا للخارج .

وهنا أحب أن أشير إلى أننا بعد خروجنا من السجن وجدت قوة من الداخلية تقف لتسأل زميل لنا ويدعى "عمر الصلبوني" : أين عبود وطارق لماذا لم يخرجا ؟ فأكدنا لهم أنهما رفضا الخروج ، فانزعجوا انزعاجا شديدا وكأنهم كانوا يريدونهما بالاسم ليتخلصوا منهما ، ويوهموا الرأي العام بأنهما الذين قاما بتهريب السجناء وفتح سجن دمنهور .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.