أكد مصطفي عثمان طه مستشار الرئيس السوداني عمر البشير أنه سيتم قريباً افتتاح أول طريق دولي يربط مصر بالسودان وافريقيا قال في حواره ل "المساء الأسبوعية" ان اسرائيل تحاول الوقيعة واحداث الفتنة بين الدول العربية والافريقية حتي تظل في حالة خلاف وتناحر. طالب بالحفاظ علي جنوب السودان والتعاون معه قبل أن تستغل تل ابيب وأمريكا الفرصة. * كيف تنظر للعلاقات الآن بين مصر والسودان في ظل المتغيرات الجديدة؟ ** العلاقات بين مصر والسودان رغم تغيير الحكومات ثورية بعمقها الشعبي لذلك لا نستطيع ان ننكرها فقد كانت هناك علاقات قبل الثورة ولكن الثورة أتاحت فرصة واسعة لأنه قبل الثورة كانت اللقاءات الشعبية مرتبطة مثلا بالحزب الوطني واللقاءات الرسمية مثلا مرتبطة بالرسميين لكن الانفتاح الذ حدث الان مثلا انا قمت بزيارة حزبية وبدعوة من حزب الوفد واستطعت لقاء كل أطياف السياسية في مصر سواء كانوا حزب اليسار حزب التجمع والتيار اليساري مثل التيار القومي أو التيار الاسلامي أو التيار الليبرالي أو شباب الثورة في كل هذه التيارات اتيحت لنا الفرصة ان نلتقي بهم وان نتشاور معهم وان نتنافس حول قضايا العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا التي تهمنا في المنطقة ولذلك في تقديري ان الثورة بحكم انها ثورة كانت للديمقراطية وثورة للحرية وثورة لاحياء التضامن العربي والوحدة العربية وفتحت المجال الواسع بيننا لتوثيق العلاقات بين البلدين. في لقائنا مع رئيس الوزراء ومع رئيس المجلس العسكري وكذلك القوي السياسية واحنا ان شاء الله في خلال الشهرين القادمين لأول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين سيكون هناك شارع اسفلت يربط مصر والسودان ولذلك لآن طلبنا ترتيب القنوات والمنافذ التي يمكن ان تحدث بين البلدين حتي يمكن ان نتحرك من الاسكندرية وتنتهي بكيب تاون وليس الخرطوم انه يربط بين مصر والسودان لم يتبق فيه سوي 29 كيلو متراً فقط بدأنا اكمال ال 29 كيلو الباقية في أول يوليو الماضي وبعد شهرين هينتهي الشارع وبالتالي السيارات ممكن تتحرك بالاسكندرية حتي تفرغ في الخرطوم ممكن تفرغ في أديس اباب وتضم كينيا حتي تصل قلين تاون وترجع وتشحن من هناك وتعود نفس الشافي إلي الإسكندرية. * ماذا سيطلق علي هذا الشارع مصر والسودان أو لم يتم اختيار الاسم حتي الآن؟ ** حتي الآن لم يتم اختيار الاسم لأن الشارع سيكون قارياً "دولياً" يصل الإسكندرية بكيب تاون مرورا بالخرطوم يعني شارع دولي بمعني الكلمة وعدم الاهتمام به حصل هناك فتورا رغم العلاقات القوية بيننا. * سيادة المستشار كيف تنظر لقضية شريان الحياة النيل ومياه النيل لمصر والسودان ماذا تمثل هذه القضية في الوقت الراهن ونحن نعرف ان هناك مخاطر شديدة كان تحاك ضد مصر والسودان من أجل مش عاوز أقول الانتقاص من حقهما في مياه النيل؟ ** النيل بالنسبة لمصر شريان الحياة مصر هبة النيل وبالتالي مصر في حاجة لمياه النيل والسودان يحتاج لمياه النيل ولكن أقل حاجة واعتمادا مما هو موجود في مصر وباقي دول المنبع هي أكثر قلة من السودان حتي التي عندها أمطار ولا تحتاج لمياه النيل وقد تحتاج لبعض المشروعات الزراعية هنا وهناك ولهذا لابد من معالجة ذلك في اطار من التفاهم والسودان لا خيار له سوي ان يقف مع مصر في هذه المعركة ولذلك منذ البداية حسمنا موققنا ان النيل بالنسبة لمصر حياة أو موت وفي مثل هذه القضية الاستراتيجية السودان عليه الا يتأخر في ان يقف مع مصر بصرف النظر علي انه بحاجة إلي مياه النيل بقدر ما تحتاجه مصر .. المسألة مسألة استراتيجية لمصر وشعب مصر ولذلك طبيعي جدا ان ينحاز السودان الي هذا الجانب وان يقف مع مصر وذلك التوجه السياسي واضح جدا لوزارة الري ولوزير الري لأن الموقف السوداني لابد ان يكون الداعم للموقف الرسمي وهو ما يجري الآن ورغم ذلك نحن نري انه لابد من تفاهم دول المنبع ودول المصب وهذا التفاهم لابد ان يضع في الاعتبار هذا الحديث الذي قلته ان مصر هي أكثر الدول التي تحتاج لمياه النيل وبالتالي ان نضع الاتفاقيات السابقة في الاعتبار.. صحيح اننا لا ننكر ان دول المنبع لابد ان تستفيد من مياه النيل لكن هذه الاستفادة لابد ان تكون عن طريق الاتفاق التفاهم بين دول المنبع والمصب ولا تضع دول المنبع اتفاقيات تفرضها علي دول المصب فهذا لا يمكن ان يكون. * الا تشعر ان هناك من هو وراء هذه الأزمة لدول المنبع مثل اسرائيل ونقولها بصراحة هي التي تحرك هذه الدول لعرقلة وتضييق الخناق علي مصر؟ ** اليس لدي شك في ذلك فإسرائيل لها استراتيجية خلق فجوة وفتنة ما بين الدول العربية والدول الافريقية وتستغل مياه النيل في هذا الجانب ولذلك كان التواجد الاسرائيلي في دول المنبع هو يثير الشك والتساؤل بالنسبة الينا هل هذا التواجد من أجل اقامة علاقات ثنائية ومصالح مشتركة وان هذا التواجد موجه من أجل الفتن والمؤامرات بين دول المصب ودول المنبع .. أنا يقيني ان هذه الاستراتيجية هي استراتيجية اسرائيل وهي لم تذهب الي دول المنبع فقط للعلاقات الدبلوماسية والمصالح المشتركة ولكن من أجل خلق هذه الفتنة واثارة أزمة بين دول المنبع ودول المصب. * هناك العديد من المشروعات الزراعية بين مصر والسودان كانت قبل وبعد الثورة فما هو مصير هذه المشروعات؟ ** أنا حاليا المسئول عن الاستثمار في السودان وآخر تقرير وصلني ان عدد العمالة غير السودانية في السودان العمالة المصرية التي تشكل النسبة الأكبر والأولي وهذه أول مرة تحدث ان تصل نسبة 37% من العمالة غير السودانية من المصريين وهذا شئ طيب واذا كان في نهاية العام ستفتح شارع الأسفلت لتصبح حركة المواطنين شمالا وجنوبا أسهل بكثير وقد اتفقنا في هذه الزيارة للقاهرة وفي الأيام القليلة القادمة سيعقد اجتماع يضم الفنيين من ادارات الجوازات والجمارك والمواصفات المختلفة من أجل تحديد نقاط تمركزهم وفي نفس الوقت وضع السياسة المطلوبة حتي تستطيع الشاحنات ان تتحرك بسهولة بين البلدين. ولا تأتي الشاحنة للمنفذ ويتم تفريغها وتحميل شاحنة أخري سودانية أو مصرية وإنما الشاخنة تدخل وتخرج الترتيبات معينة كل هذا سيتم في الأيام القادمة ونحن من جانبنا اتخذنا قراراً بتخصيص اكثر من مليون فدان في الولاية الشمالية للاستثمار المصري السوداني في مجال الزراعة وطلبنا من الوالي ان تزيد هذه المساحة ليس من الضرورة ان تكون مليونا ممكن اكثر 2 مليون أو 3 أو 4 ملايين واتفقنا في خلال هذه الزيارة علي اقامة مؤتمر للاستثمار والتبادل التجاري بين مصر والسودان وسيقام المؤتمر هنا في مصر وسيشارك فيه رجال الأعمال من البلدين بالاضافة إلي شركات القطاع العام والخاص بالاضافة إلي الوزارات الاقتصادية المعنية ووزارة المالية والتعاون الدولي والزراعة بالاضافة إلي المصارف والبنوك التي توفر هذا التمويل لهذه الشركات ونحن نعد ثلاثة مشروعات منها مشروعات زراعية ومشروعات ثروات حيوانية ومشروعات في التعديل ومشروعات في مجال البترول ومشروعات في مجال السياحة ومشروعات في مجال الآثار كل هذه المشروعات نحن لدينا حزمة من المشروعات سنأتي ونعرضها في هذا المؤتمر وبالتالي يكون الطريق جاهزاً اتذكر حينما كنت وزيرا للخارجية في عام 2004 طرحت موضوع حرية الأربعة وأذكر عندما حصل الاجتماع هنا في القاهرة فإن رئيس الوفد السوداني اشار إلي أن الاخوان في مصر غير جاهزين وبالتالي سنؤجل توقيع الاتفاقية فأنا قررت التوقيع والتنفيذ أما الاخوان في مصر عندما يكونون جاهزين تنفذ ومنذ 2004 المصريون يتوجهون إلي السودان بدون أي تأشيرة ومطلوب من الجانب المصري ان يتقارب حتي تسهل حركة المواطنين السودانيين حتي تتم الحرية الاربعة وهي حرية الحركة وحرية النقل وحرية التملك وحرية العمل والمشروعات جاهزة والأرض وفرناها ونحن جاهزون أهل الشأن من القطاع العام والخاص وعملنا مؤتمراً تحدث في المؤتمر بشراكات تبدأ العمل والتنفيذ فورا والاجواء مناسبة جدا لاحداث نقلة في العلاقات الاقتصادية والعلاقات التجارية بين البلدين. * قلنا ان مصر والسودان شريان واحد كيان واحد جسد واحد ولكن كيف ننظر إلي جنوب السودان هل هو خلق كياناً ثالثاً أم هو مازال يعتبر امتداداً للكيان الأم وهو السودان الكبير؟ ** أولا وواقعيا ان جنوب السودان دولة مستقلة لكن التحدي الذي أمامنا هل يمكن ان يشكل ثلاثي مصر وشمال السودان وجنوب السودان ويحدث من خلال الثلاثي الكامل في المجالات الاقتصادية والمجالات المائية في المجالات الأمنية وفي مجال توفير الأمن الغذائي هذه الدول الثلاث يمكن لها ان تتكامل بعضها البعض ويمكن ان تنتقل عند اذن في اطار التكامل إلي المستقبل ويمكن ان تتطور لكونفيدرالية والمطلوب الآن الا نترك جنوب السودان يبحث عن الموالاه من خارج المنطقة وبالتالي إذا كانت مصر جاهزة والدول العربية وموجودة الآن في جنوب السودان عندئذ سيكون جنوب السودان جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة اما إذا ابتعدنا عنه عند إذن علينا ان لا نلومه لو اتجه إلي إسرائيل أو الولاياتالمتحدة بحثا عن الشريك عند إذن لا تضمن المخاطر لن تأتيك من هذا العمق. * كيف تنظر للمنطقة العربية وهي تمر بمخاض الثورة والتغيير؟ ** لابد ان نكون واقعيين وعمليا لما حدث من ثورات في مصر وتونس وليبيا و السؤال الذي يطرح نفسه ثم ماذا بعد هذه الثورات هي ستسير مساراً سليماً حتي تنتهي إلي غايتها وإلي اهدافها دون ان تحدث فتنة أو تخريب للاقتصاد هذا هو المطلوب واذكر ان كنت التقيت بوفد من المعارضة الليبية قبل الأزمة وقلت لهم نحن في السودان لا نقف معهم في ثلاثة أمور لا نقف معكم في الحرب الاهلية إذا تحولت الحرب إلي حرب اهلية ولن نقف معكم إذا كانت هذه العملية ستقود إلي تقسيم ليبيا ولن نقف معكم إذا تدخل معكم الناتو والثلاثة تحققوا ولذلك علينا ان ننظر نظرة استراتيجية للثورة عندما تقوم لاسباب ونتأكد ان هذه الاسباب ستزول ولكن الآتي لا يكون اسوأ منها ويستعيد الشعب الليبي حكمه وحريته واستقراره.