تفاقمت الأزمة بعد القرار المصري بوضع مواصفات جديدة للقمح المستورد والتي تنص علي أن نسبة "فطر الإرجوت" يجب أن تكون "صفرا بالمائة" بعد أن كانت 05.0% وهي النسبة المسموح بها عالميا وتسبب هذا القرار في فرض شحنتي قمح روسي ورفضت روسيا القرار وتساوم بأنها سوف تعلق استيراد الموالح من مصر. الأزمة زادت بين أساتذة الزراعة من جانب والتجار والمستوردين من جانب آخر وعلق خبراء الزراعة بأن مصر خالية تماما من فطر الارجوت فهل يعقل أن نسعي لكي يدخل لمصر ويقضي علي القمح المصري ويؤثر علي الصحة العامة ويصيب السيدات بالاجهاض وتدمير للأعصاب والأطراف للإنسان والحيوان كما أن المناخ المصري يساعد علي نمو الفطر بصورة كبيرة ولكن التجار والمستوردين يبذلون ما بوسعهم لقبول صفقات "قمح الإرجوت" لمصلحتهم الشخصية وجني المليارات من الأرباح. * يقول د. نادر نور الدين أستاذ بكلية الزراعة وخبير بورصات الغذاء والحبوب العالمية تنخفض قيمة سعر قمح الارجوت عن سعر القمح الخالي منه بنسبة 25% في التصنيف العالمي وبالتأكيد هناك أسباب لهذا الانخفاض وتؤكد جودة القمح الخالي من الارجوت عن غيره وما يثار من أن كثيرا من دول العالم تستخدم قمح الارجوت بنسبة 05.0% ولماذا لا نتناوله بمصر هي معلومات خاطئة شكلا وموضوعا لأن هذه النسبة استرشادية وليست ثابتة وألا تزيد هذا يعني أنه يجب أن تقل عن ذلك بكثير وأكثر من نصف دول العالم لا تستخدم قمح الارجوت بالإضافة إلي 10 دول في العالم من دول المنشأ خالية من الارجوت منها الولايات الإسلامية الجنوبية خالية تماما من قمح الارجوت. * أضاف لماذا نقبل اشتراطات روسيا التي تمليها علي مصر في اختيار المناطق التي تستورد منها البطاطس المصرية وترسل مفتشين من روسيا لمتابعة مصدر هذه البطاطس وأنها من المحافظات التي تحددها روسيا وترفض ما يأتي من محافظاتالبحيرةوالمنوفية والفيوم بعد كل هذا من حق مصر أن تشترط الحصول علي قمح خال تماما من الارجوت وروسيا سوف تخسر كثيرا إذ امتنعت مصر عن استيراد القمح منها فمصر تستورد ما يقرب من 6 ملايين طن علي الأقل بنسبة 60 إلي 80% ولو توقفت سوف تبلغ الخسائر الروسية ما يقرب من 2 مليار دولار كما أن الدول العربية تتخذ من مصر مرشدا لها في مصادر استيراد القمح وعندما تتوقف مصر عن الاستيراد من روسيا فسوف تتبعها دول عربية أخري وروسيا هي الخاسر الأكبر ونحن في الموقف الأقوي وهي التي تحتاج إلينا وليس نحن. * وتابع الدكتور نادر نور الدين: أما عن الموالح التي تستوردها روسيا من مصر وأنها تقايض بأنها سوف تتوقف عن الاستيراد إذا تم رفض القمح الروسي فهذا حديث ومعلومات خاطئة. فلايوجد بديل عن الموالح المصرية وأهمها "البرتقال" والمصدر الأقوي له بجانب نسب ضعيفة من قطاع غزة وتصدر للأردن ودول الخليج وإسرائيل تعتمد علي التصدير فقط للسوق الأمريكي فعندما تتوقف مصر والدول العربية عن استيراد القمح الروسي فهذا يعني بداية لتدمير القمح الروسي في البورصة العالمية لعدم وجود بديل لروسيا غير مصر لتصدير القمح وهناك بدائل أخري كثيرة للقمح من 10 دول نحن من يهدد روسيا وليس العكس. * وقال: للأسف التجار والأعضاء بغرفة صناعة الحبوب هم من يساعدون علي اشتعال الأزمة والضغط علي الحكومة عبر وسائل الإعلام المختلفة والفضائيات بالإعلان عن معلومات خاطئة بعدم وجود أضرار من استيراد القمح الروسي بالنسب العالمية 05.0% وهذا لمصلحتهم الشخصية والحصول علي فرق أسعار يقترب من 10 مليارات جنيه فيجب ألا تقبل الحكومة بهذا الضغط وتعمل لمصلحة المواطن والزراعة وتكتفي بقبول الشحنة التي تم الموافقة علي استيرادها من روسيا لأنها لا تستطيع الغاء التعاقد وسوف تتعرض لدفع تعويضات لهذه الشركات وتعلن بأنها سوف تقوم بعمل عمليات غربلة لهذه الشحنات لفصل الحبوب السامة عن باقي الحبوب علي أن ترفض في التعاقدات الجديدة استلام شحنات قمح الارجوت وتستبدلها بقمح من استراليا وكازاخستان وباكستان. * وأضاف: الارجوت يصيب القمح المصري الذي يصنف علي مستوي العالم بالدرجة الأولي ويصيب الإنسان بالهلوسة بسبب السموم الثانية التي يفرزها الفطر وهي قاتلة ولا تجدي معها المعاملات الحرارية أو الكيميائية أو الضوئية نفعا بجانب الاجهاض للسيدات والحيوانات وضعف الدورة الدموية في الأطراف والغرغرينة في الإنسان وبتر الحوافر ونزيف في الحيوانات وللأسف في 23 مارس الماضي تم قبول شحنة قمح الارجوت بسبب ضغط وزير التموين خالد حنفي علي وزير الزراعة ورئيس الوزراء وتم اقناعهما بأن النسب الموجودة هي نسب عالمية وتقبلها جميع دول العالم وتم اصدار الأمر بقبول الشحنة بسبب وزير التموين السابق. * واختتم قائلا: الدولة ألغت قرار استيراد قمح الارجوت وهذا الأمر ايجابي ولكن ضغط التجار سلبي للغاية علي الملف ويجب التحذير منه وعدم الاستجابة لهم. * وقال د. سعيد سعد سليمان رئيس قسم الوراثة والهندسة الوراثية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق هناك قرار سابق للحجر الزراعي المصري باستيراد قمح خال تماما من الارجوت ولكن هذا التلاعب من المستوردين يدمر القمح المصري. مصر خالية تماما من فطر الارجوت فهل يعقل أن نعمل علي دخوله لمصر ليدمر القمح المصري والكارثة الكبيرة أن هناك من يوافق علي ذلك. أضاف: نرفض المعلومات المغلوطة والمفبركة التي تقول إن جو مصر لا يساعد علي نمو الفطر فهذا خطأ علمي وكارثي وعلي العكس جو مصر الرائع يساعد علي نمو الفطر بصورة كبيرة ويقتل القمح المصري لافراز مواد سامة منه تؤثر علي الاعصاب بالنسبة للإنسان والحيوان. * أضاف أن المستوردين ورجال الأعمال أصحاب المصلحة الأولي في استيراد قمح الارجوت لما يحصلون عليه من أرباح هائلة وهناك أسواق بديلة للقمح وأسواق بديلة لتصدير المنتجات الزراعية وأسواق عربية ويجب الاتجاه لفتح منافذ بإفريقيا فالحفاظ علي أنفسنا أهم من أي أرباح. أضاف د. أشرف الغنام رئيس قطاع الارشاد الزراعي بوزارة الزراعة السابق هناك عدد من أساتذة الزراعة ومزارعون شكلنا حملة لمواجهة استيراد قمح الارجوت لأننا نعلم جيدا الاضرار الكبيرة من دخوله لمصر والاضرار الصحية علي المواطن المصري علي رأسها الفشل الكلوي والكبدي وللأسف لا توجد توعية لدي المزارع المصري بكيفية التعامل مع المبيدات وبالرغم من أنها مسموح بها في دول العالم وبنسب معينة إلا أن الفلاح المصري يتعامل معها بطريقة خاطئة أدت للكثير من الأمراض بسبب سوء الاستخدام ولها نتائج عكسية سلبية كبيرة. * وتساءل د. محمد فتحي سالم أستاذ الهندسة الحيوية في معهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية هل تتحمل مصر تكاليف علاج السيدات اللاتي يتعرضن للاجهاض بصفة دائمة وتكلفة العلاج الكبيرة التي تصل إلي ما يقرب من 12 ألف جنيه مصري للحقنة الواحدة؟!