أثيرت ضجة منذ فترة حول استخدام الحكومة المصرية لشحنات قمح مصابة بفطر الإرجوت السام، وهو ما كان سببًا في الإطاحة برئيس إدارة الحجر الزراعي السابق، الدكتور سعد موسى، والذي اعترض على دخول شحنة مصابة بالفطر السام كانت قادمة من فرنسا. بررت وزارة الزراعة، إقالة موسى سابقًا بأنه يأتي في إطار حركة تنقلات وتغييرات تقوم بها الوزارة منذ فترة لتجديد الدماء، نافيًا وجود صلة بين قرار إقالته وبين حديثه الإعلامي عن وجود فطر الإرجوت في شحنات القمح القادمة من فرنسا. في الوقت نفسه، كشفت الوزارة عن تفاصيل جديدة في عملية استيراد القمح من الخارج، مؤكدة أن عمليات استيراد القمح من الخارج تتم وفقًا للمواصفة القياسية المصرية، والتي تتطابق مع هيئة الكودكس العالمية، بحيث لا يتم السماح لأي شحنات تزيد فيها نسبة الإصابة بفطر الإرجوت عن 0.05 %. وأوضحت الوزارة، أنها أرسلت لمنظمة "الفاو" تطلب خبيرًا لتحليل المخاطر، فيما يخص فطر الإرجوت في القمح، لافتة إلى أن النتيجة التي سيتوصل إليها الخبراء في هذا الشأن هي التي ستحدد التشريع المناسب للحجر الزراعي المصري حول هذا الأمر. وقالت وزارة الصحة، إن السماح بوجود فطر الإرجوت في القمح لن يكون مؤثرًا على صحة المواطنين، لافتًا إلى أن النسبة المسموح بها إذا اختلطت بالنسبة العامة، فلن يكون هناك تأثير على الصحة العامة للمواطنين. وحذر الخبير البيطري، الدكتور لطفي شاور، من تواجد فطر الإرجوت في كميات القمح، مؤكدًا أنه يُسبب مشاكل في الجهاز الهضمي للإنسان؟ وأوضح شاور في تصريح إلى "المصريون" خلط القمح المستورد بالمحلي يضعف السلالة الأصلية، لافتًا إلى أن السامح باستيراد القمح يجعل الفطريات المنتشرة عالميًا تدخل مصر. وأشار إلى أن هناك دولاً تعتمد مصر عليها في استيراد القمح وهيّ "الصين وروسيا وإسبانيا"، مطالبًا إدارة الحجر البيطري بإجراء الفحوص على الشحنات قبل دخولها الأسواق والتأكد من خلوها من الفطريات خاصة "الإرجوت السام". وفيما يخص تأثير هذا الفطر، أضاف: تناول الدقيق الملوث بالفطر يُحدث تسممًا وتظهر أعراضه واضحة على الإنسان والحيوان، حيث يشعر بتنميل في الأصابع وضعف عام في الجسم وينتهي بالموت. أما عن فطر الإرجوت فإنه علميًا يصنفه علماء النبات كفطر شائع مؤذٍ يوجد في الحبوب وخاصة القمح، وهو عبارة عن أجسام حجرية تكون على حبوب القمح، وشكلها يشبه "الطينة الزراعية"، ويوجد هذا الفطر في أوروبا، ويصيب بشدة محصول نجيلي يشبه "الشعير"، ويمكنه التأثير في الإنسان في حالة انتقاله من الحبوب المصابة على جسم الإنسان بعد تناول القمح.