كارثة ثقافية تشهدها الإسكندرية بعد أن ضاع وهج العروض المسرحية للقطاع الخاص والدولة وانتهي عصر الزمن الجميل بالثغر بعد أن كان الكورنيش يشهد مسارح تحمل اسم إسماعيل ياسين ونجيب الريحاني والفنانين المتحدين. مذبحة حقيقية شهدتها مسارح الإسكندرية علي مدار السنوات الماضية لتتحول إلي عمارات شاهقة في ظل حالة تخاذل من وزارة الثقافة التي لم تتمكن حتي من المحافظة علي المسارح القليلة التي تتبعها.. ليصبح المتنفس لأبناء الثغر خلال الموسم الصيفي الحالي هو الحفلات الموسيقية فحسب. فمسرح العيد الصيفي والذي شهد عهداً من عروض فرقة الإبياري للشقيقين أحمد ويسري الإبياري. بالإضافة إلي العرض الوحيد للفنانة المعتزلة سهير رمزي "أولاد ريا وسكينة" وأول ظهور لمحمد هنيدي وأشرف عبدالباقي تم هدمه وبيع أرضه بملايين الجنيهات ليقام عليها برج سكني. مسرح "السلام" علي الكورنيش أيضاً والذي كان قبلة الناظرين ليس لأبناء الإسكندرية فحسب ولكن لجميع المحافظات لاستحواذه علي عروض فرقة الفنانين المتحدين لتقدم علي خشبته عروض الفنان عادل إمام وشريهان وميلاد مسرحية "ريا وسكينة" للفنانة شادية ومن بعدهم حصلت عليه وزارة الثقافة لتقديم عروضها المختلفة تم هدمه منذ بضعة أشهر لتطوير المنطقة بأكملها وإقامة مجمع تجاري وفندقي. أما مسرح "إسماعيل ياسين" فقد تم تغيير اسمه بعد هدمه علي الكورنيش أيضاً وإقامة برج سكني يقع أسفله مسرح مغلق محدود العدد ويحمل اسم المقاول مالك العقار فعروضه محدودة الأعداد ولا يلقي الإقبال الجماهيري المعتاد. خاصة وأنه مجاور لقاعات أفراح بنفس العقار ويشهد هذا العام عرضاً مسرحياً للفنان "محمد نجم" ونجله لا يجد نفس النجاح السابق لعروض "نجم" بالثغر. مسرح سينما "ستراند" الصيفي بقلب محطة الرمل والذي شهد سلسلة من عروض فرقة "لينين الرملي" المسرحية مع الفنان أشرف عبدالباقي وعبلة كامل وغيرهما تم تحويله إلي "سينما" طوال الصيف ولم يعد يستغل كدار عرض مسرحية لأسباب مجهولة. مسرح "كوته" الشهير علي كورنيش الإسكندرية وهو من أكبر المسارح المفتوحة والذي شهد عرض مسرحية "حلو الكلام" للراحلة مديحة كامل وعروض فرقة يسري الإبياري المسرحية ومحمد نجم وغيرهم.. طالته أيادي الإهمال وأغلق تمهيداً لعرضه للبيع مع قطعة الأرض المجاورة له التابعين للمحافظة.. وأغلق مسرح "جلال الشرقاوي" بالمنتزه منذ سنوات دون أمل لعودته بعد أن شهد عروضاً مسرحية للفنانة "سهير البابلي" و"أحمد آدم" و"صبحي" وغيرهم. لم يختلف الأمر بالنسبة لمسرح "لوتابارك" بالإبراهيمية والذي شهد عروض مسرحية "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت" و"ميه مسا" للفنان فريد شوقي وعروض الفنان سمير غانم وغيرهم حيث تحول إلي أرض فضاء تستغل لصالح محال بيع الأحذية والملابس المخفضة. ولم يتبق لأبناء الإسكندرية أي أمل سوي أن تقوم وزارة الثقافة بدورها في النهوض لإنقاذ مسارح الدولة بعد انتهاء عهد مسرح القطاع الخاص بالثغر.. إلا أن المفاجأة القاسية هي إغلاق مسرح "بيرم التونسي" علي كورنيش الإسكندرية منذ أكثر من عام بعد أن غرق في مياه الأمطار خلال الموسم الشتوي بعد افتتاحه الرسمي بثلاثة أعوام حيث أنفق عليه 25 مليون جنيه لتحويله إلي مسرح شتوي بإمكانيات فنية عالية ولكن للأسف أغرقت مياه إحدي نوات الثغر سقف المسرح وأحدثت ثقوباً بها لتصاب جميع الأجهزة الحديثة بالعطل بالرغم من أن المسرح مقام في الأساس علي الكورنيش ومعروف مسبقاً قوة النوات الشتوية قبل الانتهاء من تطويره!! أما المفاجأة الأغرب فهو البدء في تطوير واجهة مسرح "عبدالوهاب" التابع لقطاع الفنون الشعبية مع بداية الموسم الصيفي ليغلق أبوابه أمام العروض الفنية المرتقبة بالرغم من أنه مغلق طوال الموسم الشتوي وكان من الممكن القيام بأي أعمال تطويرية طوال الشهر الماضية.. ولم يتبق لمسرح الدولة سوي مسرح الليسية المطل علي شارع جانبي بعيد عن واجهة الكورنيش لتقديم عرض للأطفال لا تلقي الإقبال المتوقع لنقص الدعاية في جميع أنحاء الإسكندرية وتفضيل أهالي الثغر للكورنيش كواجهة مسرحية.. وبذلك لا يتبقي من زمن المسرح الجميل بالثغر سوي عروض السيرك الخاص بعد انتهاء عهد السيرك القومي والعروض الغنائية.