.. والحديث عن الأخلاق ليس بدعة بل هو الأصل في المعاملات بين الناس وهو قوام الحياة.. ومنذ خلق آدم أول البشر وحتي بعث آخر الأنبياء وخاتم المرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وكانت الرسالة واحدة من الله سبحانه وتعالي وجاءت نصاً علي لسان نبيه محمد "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. أي أن الهدف الأسمي من الرسالة النبوية هو اكتمال خلق الناس جميعاً وجميع الأوامر والنواهي في أي رسالة نبوية ستصب في النهاية نحو اكتمال الأخلاق.. ومن أسوأ الأخلاق التي تفشت بيننا في الفترة الأخيرة "فحش القول" بين الناس جميعاً.. وأصبح الحديث بالألفاظ التي لا يقبلها دين هو الغالب في كل وقت وحين.. حتي في المداعبات وكلمات المجاملة والحوارات الهادئة لابد أن تسيطر عليها ألفاظ غريبة لم تكن من سمة البشر ولا ينبغي أن تكون بين البشر. وفي الملاعب باتت تلك الألفاظ هي لغة الحوار الوحيدة.. بل أشعر أن هناك من يذهب إلي الملاعب لكي يفرغ شحنة بداخله.. وكم شاهدت جماهير تهتف وتشتم لمجرد الهتاف والشتائم.. رأيت جماهير لا تشاهد المباراة بل تتوجه نحو جماهير المنافس لتهاجمه وتدخل في معركة معه وترحل وعندما تغادر الملعب تضحك وتغازل بعضها البعض وتتباهي بما فعلته في الملعب.. وإن كان بعضها يخرج ليواصل ما بدأه داخل الاستاد حتي يغادر المنطقة. التجاوزات أيضا طالت المواقع الإلكترونية "النت" فنشاهد حرباً كلامية غريبة وألفاظاً لا يستحي كاتبها من نفسه ولا من أهله وكأنه عجز عن الحوار المحترم فوجد في السب راحة ومتعة.. وهناك من يشحن زملاءه عبر النت فيأتي إلي الاستاد وهو علي استعداد لفعل أي شيء دون تفكير. كم أتمني أن يطلق أحد شباب الثورة علي الفيس بوك هذه الرؤية.. رؤية تحسين أخلاق الجماهير في الملاعب ليصبح التشجيع طبيعياً ومحترماً ومهذباً.. في الوقت نفسه تبذل كل أسرة جهداً كبيراً في تربية أبنائهم الذين يعتادون الذهاب إلي الاستاد.. كما تكون هناك يد من حديد تضرب علي كل من تسول له نفسه الخروج عن النص ليشيع الفوضي والفساد بين الناس.. وصدق الله العظيم إذ يقول: "كنتم خير أمة أخرجت للناس.. تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".