في سوهاج أعمدة انارة عفي عليها الزمن بعدما أكلتها البارومة والصدأ.. وأسلاك كهربائية مكشوفة هذا واقع حال كثير من شوارع مراكز وقري محافظة سوهاج. وباتت تمنح تأشيرة المرور للآخرة. وصار الموت صعقا شعار الفترة الأخيرة بتلك المحافظة. بعد ان كثرت تلك الحوادث التي أصابت كثيرا من المواطنين بحالة من القلق والخوف وصلت الي حد الرعب في بعض الأحيان. المساء تدق ناقوس الخطر تقدم الداء لها تري الدواء. تقدم صرخات وأوجاع السوهاجية من خطورة أعمدة الكهرباء والأسلاك المكشوفة التي تهدد حياة المواطنين. فمازالت الطفلة "رحمة" 11 سنة تلميدة بالمرحلة الابتدائية بمدينة طهطا التي راحت ضحية الاهمال بذاكرة وأذهان الكثيرين. تلك الطفلة البريئة التي غابت ابتسامتها للأبد بعد أن صعقها التيار الكهربائي علي اثر سقوط كابل كهرباء عليها بعد خروجها من المدرسة بلحظات. وتساءل الجميع بأي ذنب قتلت رحمة ولماذا تدفع الزهرة البريئة حياتها ثمن اهمال المسئولين؟ ولم تمر أيام قليلة حتي دفع "خالد" 14 سنة طالب بقرية روافع العيساوية بالمنشأة فاتورة الاهمال التي لم يتحمل ثمنها غيره وكانت حياته ثمنا لها بعد ان لامس جسده أحد أعمدة الانارة بمركز شباب القرية في موقف اليم بكاه الجميع. الشكاوي عديدة ومريرة تصل الي حد المآساة جراء الاهمال وخطورة أعمدة الانارة والأسلاك المكشوفة علي حياة المواطنين بسوهاج.. أكد أشرف حسني موظف بالأزهر علي أن هناك اهمالا شديدا وقصورا من جانب مسئولي الكهرباء خاصة في عملية احلال وتجديد الأسلاك الكهربائية. فهم لا يتحركون الا بعد وقوع كارثة وأيضا كثير من محولات الكهرباء تحتاج الي تغيير وتجديد بمدن ومراكز وقري محافظة سوهاج.. قال أبو بكر ناصر مدرس ان هناك تدهورا واهمالا شديدا في صيانة أعمدة الانارة الموجودة في الشوارع الرئيسية والجانبية والمتنزهات العامة بسوهاج. مما يعرض حياة المواطنين لخطر الصعق بالكهرباء. ولابد من أن يقوم مسئولو الكهرباء والوحدات المحلية بصيانة جميع أعمدة الانارة بحدائق وشوارع مدينة سوهاج مكشوفة تماما. مما يهدد حياة المواطنين ويعرضهم لحالات الصعق بالكهرباء.. أضاف محمد عرفة جامعي ان عملية الصيانة لا تحدث الا في بعض الأماكن والشوارع الرئيسية مثل مدينة سوهاج أما باقي الأماكن لا توجد بها صيانة الا علي الورق فقط. مشيرا الي أن أهالي منطقة المساكن بمدينة أخميم يعانون وجود أحد الأعمدة الكهربائية آيل للسقوط علي رؤوس الأهالي. كما أن الأسلاك الكهربائية أصبحت قريبة من الأرض وفي هذا خطورة علي حياة المارة. أشار سامح سعيد موظف الي أن أعمدة الانارة والأسلاك المكشوفة في كثير من الأماكن تمثل في سوهاج خطورة حقيقية علي حياة المواطنين. وأصبحت تلك الأعمدة والأسلاك غير مغطاة بوابة العبور للآخرة حتي ان كثيراً من المواطنين في العديد من المراكز والقري يتجنبون الخروج ليلا خاصة الأطفال حرصا علي حياتهم من ان تلامس أجسادهم الأسلاك المكشوفة أو أحد أعمدة الانارة أو أن يسقط عليهم سلك كهربائي. مضيفا ان الخطورة تكمن في خروج الأسلاك العارية المتصلة بالتيار الكهربي بمسافة خارج الأعمدة. حيث تشكل خطرا علي حياة المارة. أكد ابراهيم السيد مهندس علي ان هناك تدهورا واهمالا شديدا بمرفق الكهرباء بمحافظة سوهاج بسبب وجود الخطوط الهوائية للجهد المتوسط بالشوارع. ووجود الأسلاك المكشوفة وأعمدة الكهرباء في منتصف ووسط الكتل السكانية وأعلي المنازل والبيوت. وكثرة الشوارع والحارات المظلمة. في ظل تجاهل تام من مسئولي الوحدات والمجالس المحلية وشبكة الكهرباء.. طالب محمد توفيق موظف بالأوقاف بسرعة إحلال وتجديد شبكة وانارة الطرق في العديد من الأماكن والمناطق التي تحتاج الي عملية إحلال وتجديد. مشيرا الي أن هناك خطرا يداهم كثيرا من المناطق وسكانها بسبب تهالك شبكة الكهرباء التي لم يتم تجديدها منذ عشرات السنين.. تحدث السيد عبداللاه سائق ان معظم الطرق الرئيسية أصبحت مظلمة وهذا يمثل خطورة علي حياة المارين بها. خاصة السيارات كما ان عددا كبيرا من المحولات الكهربائية تقع اما داخل الكتلة السكنية ومنها ما هو موجود بجوار مدرسة. أو مرور أسلاك الضغط العالي فوق بعض المنازل وفي ذلك خطورة شديدة علي حياة المواطنين.. طالب رشدي أحمد موظف بمركز دار السلام بتجديد أسلاك الأعمدة التي تهالكت مع مرور الزمن واستبدالها بأسلاك مغطاة بالمركز وقراه. خاصة ان تلك مشكلة كبيرة يواجهها المواطنون بالمركز من حدوث حرائق تلك الأسلاك والأعمدة التي عفي عليها الزمن متسائلا ماذا لو انقطعت هذه الأسلاك المتهالكة علي المارة بالشارع مناشدا محافظ سوهاج ومجلس مدينة دار السلام وشبكة الكهرباء بالقيام بتجديد الأسلاك الكهربائية غير المغطاة بأسلاك جديدة ومغطاة حفاظا علي حياة المواطنين. وأكد تامر محمود تاجر بأن العديد من المواطنين بمركز طما خاصة في القري يشتكون من تعرضهم لخطر الأسلاك الكهربائية المكشوفة. وتهالك أعمدة الانارة. وقرب الأسلاك من المنازل. ما يهدد حياة السكان بالخطر وتعرضهم للصعق الكهربائي خاصة الأطفال..