أصبحت المهرجانات الفنية خاصة السينمائية هي الشغل الشاغل لوزارة الثقافة ووزيرها الحالي الكاتب الصحفي "حلمي النمنم" الذي نقرأ كثيراً أخبار افتتاحاته المهرجانات وتوزيع الجوائز والتكريمات التي يصعب حصرها ولشخصيات سبق تكريم بعضها أكثر من مرة.. وربما تفوق الجوائز التي يحصلون عليها أكثر من الأعمال التي قدموها ولا داعي لذكر الأسماء عملاً بالمثل القائل "خلي الطابق مستور"! وعلي الرغم من كثرة هذه المهرجانات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. مهرجان الاسكندرية لدول البحر المتوسط. مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية. مهرجانين للأقصر. مهرجان رأس البر.. إلا اننا مازلنا نقرأ عن مهرجانات جديدة يجري الإعداد لإقامتها لأول مرة من بينها"مهرجان بورسعيد" الذي يرأسه الصحفي والناقد مصطفي الكيلاني و"مهرجان الجونة السينمائي" الذي أعلن عن إقامته رجل الأعمال نجيب ساويرس وهناك أصوات تطالب بإقامة مهرجان باسم كل محافظة حتي ولو لم يكن لديها انتاج سينمائي محلي أو دور عرض تستوعب هواة مشاهدة الأفلام وربما نسمع قريباً من يطالب بمهرجان في كل حي! لاشك ان كثرة هذه المهرجانات ستفقد الهدف والمعني الذي تقام من أجله خاصة ان حال الانتاج السينمائي في بلدنا لا يسر عدوا ولا حبيبا.. ومع اننا نعاني من ندرة هذا الإنتاج والذي يتولي بعضه وللأسف أناس بعيدين كل البعد عن هذه الصناعة وأغلبهم لا يمتون بأية صلة للفن والمهم عندهم هو الشهرة واللمعات والتعارف والبروزة الاجتماعية والصداقات بالفنانين والفنانات! يا ليت الوزير الكاتب والمفكر الكبير الذي يعرف جيداً مدي أهمية صناعة السينما أن يسعي بأجهزته المختصة من أجل العمل لعودة هذه الصناعة إلي سابق مجدها ومكانتها.. صحيح ان ظروفنا الاقتصادية ربما تعوق هذه العودة.. لذلك فمن الممكن الاستعانة برجال الأعمال الذين يعشقون السينما بحق ويرغبون في هذا المجال حتي ولو بالأسلوب المعروف "المنتج المنفذ" أو "الانتاج المشترك" بين جهاز السينما وشركات الانتاج أو أي اقتراحات يمكن أن يتقدم بها خبراء من نقابة المهن السينمائية برئاسة المخرج "مسعد فودة" ونقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان.. المخرج.. الممثل.. الدكتور "أشرف زكي".. وأعتقد ان الدولة ممثلة في وزارات الثقافة والسياحة والآثار وجهات أخري تعرف مدي أهمية هذه الصناعة الوطنية.. لذلك ما المانع من تكوين لجنة عليا مثل "اللجنة العليا للمهرجانات" مهمتها كل المهتمين لإنقاذ السينما المصرية من أيدي العابثين الذين لا يجيدون أي شيء وفي الوقت نفسه يعملون بالفن ويحصلون علي جوائز في المهرجانات ليس السينمائية فقط ولكن مهرجانات المسرح والأغاني والرقص.. وللأسف يخرج بسببهم فناننا العظيم ولم يعد! يا سيادة "النمنم" الحقنا باللجنة التي يتم تكوينها ممن يهتمون بمصلحة الفن والوطن أولاً.. وثانياً.. وثالثاً.. وأخيراً.