اختتم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فعاليات الدورة السابعة والثلاثين، يوم الجمعة الماضى، بعد عشرة أيام من العروض المستمرة لأفلام من جميع دول العالم، تميزت بحرفيتها وتقديم لون مختلف من الفن السينمائى للجمهور المصرى، الذي اعتاد على الفيلم الأمريكى فقط. تميزت هذه الدورة بتنوع الأفلام المعروضة في جميع أقسام المهرجان، الذي يضم مسابقة دولية للأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة، وبرنامجًا للعروض الخاصة، ومهرجان المهرجانات، وقسم كلاسيكيات السينما العالمية، إلى جانب قسم التكريمات لبعض الأفلام المختارة، وقسم «ضيف شرف من سينما العالم»، كما يتضمن المهرجان ندوات مهنية تهتم بصناعة السينما، وورش عمل سينمائية، إلى جانب ذلك عُقدت أثناء المهرجان الدورة الثانية من البرامج الموازية التي كان منها: آفاق السينما العربية الجديدة من 13 إلى 19 نوفمبر 2015م، وتنظمه نقابة المهن السينمائية بناء على لائحة خاصة، وأسبوع النقاد الدولى الثانى للأفلام الطويلة الأولى أو الثانية لمخرجيها من 13 إلى 19 نوفمبر 2015م، وتنظمه جمعية نقاد السينما المصريين بناء على لائحة خاصة، ومسابقة سينما الغد الدولى للأفلام القصيرة وأفلام الطلبة من 14 إلى 19 نوفمبر 2015م وينظمه اتحاد طلبة المعهد العالى للسينما بناء على لائحة خاصة. اللافت للنظر أن المهرجان شهد هذه الدورة إقبالًا كبيرًا من الجمهور المصرى على جميع عروضه لاسيما عروض الأفلام المصرية المشاركة في المسابقة الرسمية وهى فيلما «الليلة الكبيرة» للمخرج سامح عبد العزيز، وفيلم «من ضهر راجل» للمخرج كريم السبكى، وهما الفيلمان المصريان اللذان اشتركا في المسابقة الرسمية هذا العام، وهما من إنتاج السبكى للإنتاج السينمائى. رغم الإقبال الكبير على الفيلمين المصريين حتى أن عددًا ضخمًا من الجمهور لم يتمكن من دخول العرضين؛ فإن الفيلمين لم يفز أي منهما بأى جائزة، وإن كان الإقبال الضخم رغم أنهما سيكونان متوافرين في دور العرض المصرية بعد انتهاء المهرجان، يدل على أن أفلام السبكى ما زالت من أكثر الأفلام المصرية جاذبية للجمهور، رغم محاولة البعض ترويج فكرة أن الجمهور يرفض وجود السبكى في الصناعة السينمائية المصرية، وربما يكون السبكى قد فاز بالفعل بجائزة الجمهور بعد هذا الإقبال الضخم على فيلميه. كانت إدارة المهرجان قد حرصت على إدانة الحادث الإرهابى الذي وقع في العاصمة الفرنسية باريس، وأكدت دعمها للجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، كما حرص المهرجان على إقامة حفل تأبين للكاتب والناقد المغربى مصطفى المسناوى في قاعة الحضارة، بعدما وافته المنية أثناء انعقاد المهرجان لتفقد السينما العربية ناقدًا من النقاد الذين أثروها بالكثير من الدراسات النقدية في مجال السينما. شهد ختام المهرجان حضور عدد ضخم من النجوم منهم يسرا، وإلهام شاهين، وداليا البحيرى، وآسر ياسين، وغيرهم بينما غاب جميع النجوم الشباب تقريبًا عن المشاركة في فعاليات المهرجان أو حضوره. تكونت لجنة التحكيم الدولية من المخرج الدنماركى «بيل أوجست» كرئيس للجنة، وهو الحائز مرتين على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائى عن فيلميه «بيلى المنتصر» سنه 1988م، و«أفضل النوايا» في عام 1992م إضافة إلى أوسكار أحسن فيلم أجنبى عن «بيلى المنتصر» سنة 1989م، كما تضم اللجنة المخرج الجورجى «جورج أوفا شفيلى» الحائز على الجائزة الكبرى في مهرجان «كارلو في فارى» سنة 2014م وجائزة الجدّ الفضية في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في عام 2015م عن فيلم «جزيرة الذرة» وكان فيلمه هذا في القائمة القصيرة لأوسكار أحسن فيلم أجنبى التي تضم عشرة أفلام من العالم، وكذلك المنتج البريطانى «بول وبستر» صاحب العديد من الأفلام المهمة مثل «أنّا كارنينا» سنة 2012م، و«صيد سمك السلمون في اليمن» مع «إيوان ماكجريجور»، و«إيملى بلانت»، و«عمرو وأكد» وسيعرض فيلمه الجديد «بان» مع النجم «هيو جاكمان» في معظم أنحاء العالم اعتبارا من 9 أكتوبر، ومن أعضاء اللجنة المخرج «مروان حامد» الذي نال فيلمه الأول «عمارة يعقوبيان» العديد من الجوائز في مهرجانات السينما الدولية ومنها الجائزة البرونزية في مسابقة العمل الأول في مهرجان «مونتريال» سنة 2006م، وجائزة أحسن مخرج جديد في مهرجان «ترابيكا» الأمريكى، ومهرجان «زيورخ» السويسرى، كما حقق آخر أفلامه «الفيل الأزرق» إيرادات تجاوزت 35 مليون جنيه من العرض في مصر في العام الماضى. كما تضم اللجنة أربع شخصيات نسائية أولاها الممثلة «داليا البحيرى» التي بدأت حياتها المهنية كمرشدة سياحية، وكمقدمة برامج في الفضائية المصرية، ثم اتجهت إلى التمثيل سنة 2001م، ومن أفلامها «محامى خلع» و«السفارة في العمارة»، و«حريم كريم»، كما أنها قامت ببطولة مسلسل «يوميات زوجة مفروسة» في رمضان الماضى، ومن الشخصيات النسائية الأخرى المخرجة المغربية «ليلى مراكش» صاحبة فيلم «ماروك» سنة 2005م، و«روك القصبة»، آخر أفلام عمر الشريف مع نخبة من الممثلات العرب أمثال «نادين لبكى»، و«هيام عباس»، وأيضًا المنتجة الفرنسية «آن دومينيك توسان» التي أنتجت أكثر من عشرين فيلمًا منها فيلما المخرجة اللبنانية «نادين لبكى»، وبدأ عرض أحدث أفلامها «الصديقان» في فرنسا يوم 23 سبتمبر الجارى، وآخر النساء في لجنة التحكيم هي المخرجة والممثلة ومصممة الاستعراضات الهندية «فرح خان» التي صممت استعراضات أكثر من سبعين فيلمًا هنديًا منذ عام 1992م، وشاركت في بطولة 12 فيلمًا وأخرجت أربعة أفلام وسيعرض المهرجان فيلمها «أوم شانتى أوم» مع «شاروخان». حرصت إدارة المهرجان على الاحتفال بالفنان الراحل عمر الشريف بعرض فيلمه «مسيو إبراهيم وزهور القرآن» للمخرج الفرنسى فرانسوا دوبيرون، كما تم منح جائزة الفنانة الراحلة فاتن حمامة للنجمة الإيطالية كلوديا كاردينالى.