كارثة بيئية مازالت تشهدها الإسكندرية بالرغم من الاستغاثات المستمرة التي استمرت علي مدار عام تقريباً من أبناء منطقة مينا البصل بعد أن تم ردم جزء من بحيرة مريوط بمعرفة المحافظة التي ألقت كميات هائلة من القمامة لتحويل البحيرة لمقلب للقمامة في عهد محافظ الإسكندرية السابق هاني المسيري لترتفع تلال القمامة علي جانب طريق مدخل الإسكندرية وزاد من حجم المأساة اشتعال النيران خلال الموسم الصيفي ذاتياً مع ارتفاع درجات الحرارة بينما تشتعل في الشتاء لأسباب مجهولة لتنتشر الأدخنة الكثيفة وتتسبب في حوادث للطريق بسبب انعدام الرؤية والضباب الكثيف ليل نهار. وبالرغم من استغاثات الأهالي علي مدار ما يقرب من عام إلا أنه لا مجيب حتي كان القرار الأخير لمحافظ الإسكندرية محمد عبدالظاهر بوقف إلقاء القمامة بالمنطقة إلا أن القرار ظل حبراً علي ورق. رصدت "المساء" حالة التضارب بين الأهالي والمسئولين وفي النهاية تظل القمامة كما هي فيقول ناصر محمد سليمان من سكان المنطقة منذ 50 عاماً يبدو أن هناك نية لدي المحافظة للاستيلاء علي المنطقة وما يحدث عملية "تطفيش" لكون المنطقة تطل علي بحيرة مريوط وتعتبر منتجعاً سياحياً لو تم تطويره بالإضافة إلي أنها تطل علي مدخل الإسكندرية وقريبة من وسط المدينة فنحن نعيش كأبناء مينا البصل في حالة من العذاب وكأننا في محافظة غير الإسكندرية فلا توجد أعمدة إنارة بالشوارع الرئيسية ومياه الشرب تقطع بالساعات يومياً وبالإضافة إلي عدم رصف الشوارع وبالتالي فنحن في معاناة يومية. يضيف عمرو فتحي محمد: إننا فوجئنا بقيام المحافظة بردم ما يقرب من 4 أو 5 أفدنة من البحيرة في عهد المسيري حيث تم إلقاء مخلفات البناء ليتحول الموقع إلي مقلب للقمامة دون مراعاة بكون الطريق المطل عليه هو مدخل الإسكندرية ويطل علي الموقف الجديد الذي يستقبل من خلاله القادمون للإسكندرية من الزوار صيفاً وشتاء ويعمل علي انتشار الناموس والذباب مع ارتفاع نسبة الرطوبة خلال شهور الصيف. يضيف مكرم حامد محمد أنه يسكن بالمنطقة منذ 20 عاماً ليست الكارثة في القوارض التي تهاجمنا أو الكلاب الضالة التي تجمعت حول القمامة ولا حتي الروائح الكريهة ولكن ما أصاب نجلتي الصغيرة هند خمس سنوات والتي تعاني من الربو وأزمات صدرية متكررة بسبب الأدخنة المتصاعدة من تلال القمامة بعد حرقها وعندما توجهت للمسئولين لإنقاذنا كانت إجابتهم أن الحرائق تشتعل ذاتياً نتيجة لتراكم القمامة مع ارتفاع درجات الحرارة بكون بها مواد عضوية تتفاعل مع بعضها البعض وأصبحت اضطر مع كثافة الدخان أن اصطحب ابنتي والخروج من المنطقة خوفاً من حدة الأزمة التي تكاد أن تقضي عليها. يقول الحسيني محمد سليمان إن أطنان القمامة أصبحت علي مرمي البصر وكل يوم يتم إلقاء المزيد من القمامة من قبل سيارات الشركة وعندما نشتكي يكون الرد أن المحافظ نقل المقلب إلي مكان آخر وبغض النظر علي أن هذا الكلام ليس صحيحاً فماذا سنفعل في الأكوام المتراكمة طوال الشهور الماضية ومن سيرفعها. يضيف محمد أبو زهرة: قد قمنا بقطع الطريق للفت أنظار ما نعاني منه من قمامة متراكمة وحرائق تشب فيها بصورة غريبة ومفاجئة صيفاً وشتاء ولكن دون جدوي وحاولنا التواصل مع أشرف رشاد عضو مجلس الشعب عن الدائرة فتجاهلنا بل حتي لم نعد نعرف كيف نصل إليه ولا ندري كيف نرفع أصواتنا للمسئولين ليروا ما أصبح عليه مدخل الإسكندرية. بينما يقول محمد فهيم رئيس حي غرب : لقد فوجئت عندما رأيت منظر القمامة علي الطريق الدولي عندما تسلمت مهام عملي كرئيس للحي ولا أصدق أن ندخل الإسكندرية وواجهتها قد تحولت إلي هذا الوكر من القمامة والمخلفات والقوارض والحشرات. مضيفاً: لقد قمت علي الفور بمخاطبة محافظ الإسكندرية وشرح الوضع السييء الذي نعاني منه وأننا أمام كارثة بكافة المقاييس خاصة مع الأدخنة الكثيفة التي أصبحت في قوة الضباب ولا نستطيع أن نجابه حوادث الطرق المتكررة فالداخل إلي هذه المنطقة مفقود خاصة أننا نفاجأ بحرائق هائلة خلال الموسم الشتوي ولا نعرف سبب نشوبها ونرج أنها بفعل فاعل لرغبة الأهالي في التخلص من الروائح الكريهة والقضاء علي القوارض والحشرات التي تهاجمهم منذ عدة أشهر. وقد أرسلت جوابًا شديد اللهجة لشركة النظافة لتحذيرهم من إلقاء المخلفات بالمنطقة وفي حالة ضبط أي سيارة سيتم تغريمها 10 آلاف جنيه. وأضاف أننا لن نستطيع إزالة هذه الأطنان من المنطقة سواء لكمياتها الهائلة أو لكونها تحتاج إلي ميزانية مالية كبيرة وليس أمامنا سوي الاستعانة بلودرات وردم القمامة بمخلفات البناء ودكها ومساواتها بالأرض ونقل عملية إلقاء القمامة إلي مقلب محرم بك.