تعيش آلاف الأسر«بمأوى الصيادين» بمنطقة القباري في الإسكندرية، وسط براح اعتلته أكوام القمامة والردم والحشرات والكلاب الضالة، ويستنشقون الهواء الذي تعتل به الصدور، بينما المحافظة وشركة النظافة يتملكهم الإهمال. قال حسين فتحي، أحد أهالي مأوى الصيادين: لديه 8 أبناء جميعهم مصابين بالأمراض الصدرية؛ بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من مقلب القمامة الواقع على بعد خطوات من منزله، والتي أصابته أيضًا بمرض الربو؛ بسبب الدخان الكثيف المتصاعد من حرق القمامة، مشيرًا إلى أن بعض أهالي المنطقة يستفيدون من استمرار وجود القمامة بها، نظرًا لانتفاعهم منها، فالبعض يحصل على 20 ألف جنيه من المقاولين لاستخراج الباغة والمعادن والحديد والخردة منها، وبلغ الأمر إلى أنهم يتشاجرون مع جيرانهم المتضررون منها، موضحًا أن الوضع يزداد سوء في ساعات المساء، فتؤرقهم الرائحة وتمنعهم من النوم، وفي فصل الصيف ترتفع درجات الحرارة وتنشب الحرائق في القمامة تلقائيًا بسبب التفاعلات البيولوجية. وطالب فتحي، المسؤولون بنقل القمامة إلى مقلب برج العرب أو مقر شركة النظافة بالموقف الجديد، وليس في المناطق السكنية، فضعف المستوى المادي لسكانها يجعلهم غير قادرين على الانتقال إلى مسكن آخر أو حتى القدرة على الوفاء بقيمة العلاج. وفي نفس السياق، قال عبد العزيز الشناوي، عضو اللجنة الشعبية لتنمية الجمرك وغرب الإسكندرية، إن اللجنة تقدمت ببلاغ للنائب العام في فترة تولي هاني المسيري منصب محافظ الإسكندرية السابق، يتهمه فيه بالإضرار بمناطق مأوى الصيادين، مطالبًا بالتصدي للمخاطر الصحية التي يتعرض لها الأهالي ووقف القرار. وأضاف الشناوي، أنه تم بالفعل وقف المقلب، ليعود العمل به مرة أخرى في عهد المهندس محمد عبد الظاهر، المحافظ الحالي، معتبرًا أن المقلب يشكل إهدارًا للمال العام؛ بسبب مساحته الشاسعة التى تبلغ 130 فدان مخصصة للمقلب، كما أنها تهدد حياة عشرات الآلاف من قاطني المأوى بالأمراض المزمنة والأوبئة. واستنكر الشناوي، تخصيص تلك المساحة الهائلة كمقلب للقمامة بدلاً من استغلالها في بناء مصانع أو مساكن أو مصدر يدر دخلاً للدولة، موضحًا أن المحافظ استغل ضعف هؤلاء المواطنين وعدم قدرتهم على نيل حقوقهم بسبب بساطتهم، ليلقي قمامة المدينة وسط مساكنهم لكونهم فقراء. واعتبر الشناوي، أن المقلب دليلاً على فساد المتورطين فيه، مطالبًا بوقف قرار تخصيص 130 فدان في مأوى الصيادين بالقباري كمقلب قمامة، ومحاكمة المحافظين السابق والحالي بتهمة جريمتي إهدار المال العام وتهديد حياة المواطنين بالخطر. من جانبه قال المهندس أسامة الخولي، رئيس شركة نهضة مصر للنظافة، إن المقلب الذي يعاني منه أهالي المأوى، يتم التعامل معه كمحطة وسيطة، تلقي فيه السيارات الصغيرة المحملة بالقمامة المجمعة من الشوارع، بينما تلقي التريلات الكبيرة ما تجمعه في مدفن الحمام بحي محرم بك. وأضاف الخولي، أن القمامة المتراكمة في المأوى تواكب الشركة على نقلها يوميًا إلى محرم بك في خطوة منها لتأهيل المنطقة. وكانت محافظة الإسكندرية قد خصصت منطقة مأوى الصيادين على الطريق الدولي بمنطقة القباري كمنطقة لوجيستية لجذب الاستثمارات إلى المدينة، ولكن فوجئ الأهالي بتحويلها إلى مقلب للقمامة في عهد هاني المسيري، المحافظ السابق، ثم توقفت قليلاً ليفاجئ أهالي المأوى بعودة سيارات شركة نهضة مصر للنظافة بإلقاء القمامة مرة أخرى في ذات المنطقة التي تقع على بعد خطوات قليلة من منازلهم، متخوفين من استمرار الوضع على ما هو عليه.