في الظروف الطبيعية لم يكن لاحد ان يشعر بمواجهة الأهلي والحرس اليوم ولكن هناك اسباباً كثيرة دفعت اللقاء لوصفه باللقاء الهام والمثير بالنسبة للفريقين.. ولعل في انتقال اللقاء لملعب برج العرب وتأجيله من أمس لليوم هو أول مقدمة لسخونة اللقاء. المباراة كان مقرراً لها استاد بترو سبورت ولكن ما حدث من جماهير الأهلي يوم الخميس الماضي والتوتر الذي صاحب ذلك الموقف تسبب في نقلها لبرج العرب وهو ما يعني ان حالة توتر ستصاحب اللقاء خاصة للاعبي الأهلي.. أما لاعبو الحرس فكانوا في حاجة للتأجيل بسبب قرار نقل اللقاء بلا ذنب ارتكبوه ليجدوا أنفسهم أيضاً في موقف حرج. الفارق كبير بين الفريقين من حيث التاريخ أو الحاضر.. فبطل القلعة الحمراء يحتل المرتبة التاسعة برصيد 9 نقاط من خمس مباريات.. والحرس ال "18" من ثماني مباريات.. وهو فارق كبير يجعل فرص الأهلي كبيرة لتحقيق فوز هو في أمس الحاجة الحاجة إليه.. ولكنه يصطدم برغبة الحرس القوية أيضاً في تحقيق الفوز. وحاجة الفريقين للفوز طبيعية.. الأهلي بعد ان تلقي خسارته الثانية علي يد سموحة بثلاثية نظيفة والهجوم الذي تعرض له مجلس الإدارة الذي يعيش علي المحك .. وبيسيرو المدير الفني المتربص به دائماً لا سيماً وانه لم يكن موفقاً في إدارة اللقاء الأخير ما يجعل التربص به أشد. والحدود الذي خسر آخر مبارياته أمام الزمالك يرفض ان يسقط للمرة الثانية حتي لو كان أمام الأهلي.. ويحلم أحمد أيوب المدير الفني الذي مازال يعد جديداً في الحرس بتحقيق مفاجأة الفوز مثلما عليها ميمي عبدالرازق مع سموحة. التربص الذي يعيشه بيسيرو جعله يتخلي عن افكاره التي كان يسعي لها ويعود من جديد لتشكيلة الأهلي الطبيعية فيعود محمد نجيب بجوار حجازي.. كما يعود حسام غالي للوسط بجوار حسام عاشور ويقود إيفونا الهجوم.. ويلعب بيسيرو بطريقة 4/2/3/1 وهي الطريقة التقليدية التي يلعبل بها الأهلي منذ فترة طويلة ويحفظها اللاعبون ويؤدون بها بشكل طبيعي وجيد. أما الحرس فلن يكون هناك جديد في فريقه لأنه يلعب بكل أوراقه وبطريقته الطبيعية معتمداً علي عناصر الخبرة مثل الحارس أحمد سعد وإسلام رمضان وإسلام مسعود وعبدالسلام نجاح وأحمد صبري وموسي إيدان وإسلام رشدي وفاروق بنزيما. وأشد ما يخشاه بيسيرو هو معرفة أحمد أيوب بكل عناصر الأهلي وبما يدور في عقولهم وتركيبة كل لاعب الشخصية.. وربما يدفع ذلك بيسيرو لأعداد مفاجأة لا يتوقعها أيوب الذي بلا شك سيريد ان يترك بصمة في اللقاء كرسالة لمسئولي الأهلي بعد الاستغناد عنه هذا الموسم. أيضاً يريد أيوب ان يؤكد ان اختياره خلفاً لبسيوني في الحرس هو الاختيار الانسب.. وان كان الأهم في كل ذلك ان يبتعد الحرس عن منطقة الخطر حيث يحتل المرتبة قبل الأخيرة وهي مرتبة لا تليق بفريق بقوة لحرس اذ كان كبيراً منذ صعوده للدوري الممتاز. أما الأهلي فهو محاصر من جميع النواحي.. اللاعبون محاصرون من مدربهم الذي يستبعد منهم ما يشاء ويدفع بمن يشاء ويعاقب من يريد.. والمدرب محاصر من المحللين والخبراء والمجلس الذي قد يضحي به في أي وقت إذا تسبب في حرج شديد بالنسبة لهم.. والمجلس محاصر من منافسيه الذين ينتظرون كبوة قوية تزيحه من مكانه حتي لو كان ذلك علي حساب النادي نفسه.. وكل هؤلاء محاصرون من الجماهير التي تقاتل للعودة للملاعب وتدافع عن فريقها وترفض ان تراه في صورة غير لائقة ولكنها بلا شك لن تنسي عدم قناعتها بالمدير الفني الجديد والذي جاء في وقت كانوا يتمنون فيه تواجد مانويل جوزيه.. ولذلك لن ينتظر كثيراً علي تراجعه لو حدث. ومن جانبه كان الأهلي في حالة طوارئ الفترة الماضية وكان التركيز علي شيء واحد هو الفوز وعدم الخسارة قبل فوات الآوان وضياع الفرص مثلما حدث الموسم الماضي واجتمع بيسيرو مع جهازه المعاون كثيراً واقتنع بيسيرو حتي الآن بالعودة للخلف حفاظاً علي الفريق.. ولكنه قد يغير موقفه في لحظة كعادة الأجانب.