مثلما هو الحال في مصر.. ينتظر شعبها قفزة تعبر بها الأزمة الحالية والطبيعية التي خلفتها الثورة لتصعد إلي القمة وتشعر بالاستمرار والأمن ومن ثم تبدأ البناء الحقيقي.. فإن جماهير الأهلي أيضاً تنتظر قفزة هائلة لفريقها يصعد بها إلي قمة الدوري ثم يبدأ إعادة ترتيب أوراقه ومن ثم الظهور في صورته المعروفة إذا ما اعترفنا جميعاً بأن الأهلي أيضاً يعيش حالة عدم اتزان كروي. من هنا فإن الأهلي سيكون في أشد الحاجة لانتزاع نقاط الفوز من الإنتاج الحربي الذي يلتقيه اليوم في تمام الثامنة والنصف باستاد القاهرة ضمن منافسات الجولة 22 من مسابقة الدوري والتي ستنطلق اليوم بثلاث مباريات حيث يلتقي المصري مع الحدود وإنبي مع الشرطة في السادسة فيما تأجل لقاء المقاصة والإسماعيلي ليوم الأحد لدواع أمنية. وفوز الأهلي يرفع رصيده إلي 45 نقطة ليصعد للقمة قبل أن يلعب الزمالك غداً مع المقاولون العرب.. وحتي هذه اللحظة فإن الزمالك هو متصدر المسابقة بفارق نقطة. نعود لنقطة البداية وقبل أن يعتقد البعض أنني أضع الأهلي في كفة تعادل شعب مصر وأن قمة الدوري هي قمة مصر بأسرها فأود أن أوضح حقيقة هامة وهي أن الأهلي ككل الأندية جزء من مصر والكل يتكون من هذه الأجزاء.. كما أنني أسعي دائما لتذكير الناس بثورة مصر حتي لا ينساها أحد مع الدوري وصراع النقطة واللقب والهبوط لدوري المظاليم. ولكن لأننا بصدد الحديث عن الدوري فسنعود إليه.. الأهلي منذ جاء جوزيه ولم يتذوق طعم الخسارة في الدوري حيث تعادل في مباراة وفاز في خمس وكان في مطلع الدور الأول من المسابقة قد فاز في مباراتين وتعادل في أربع.. هذا الأمر يؤكد وجود طفرة في النتائج وإن كان هناك إجماع علي أن أداء الأهلي ليس بالجيد وأنه يتغير من مباراة لأخري ومن شوط لشوط وهذا الإجماع يتصدره الجهاز الفني نفسه الذي كثيراً ما ينتقد لاعبيه وآخرها أمام وادي دجلة رغم الفوز بهدفين مقابل هدف. وتذبذب الأهلي له أسباب عديدة في مقدمتها عدم استقرار جوزيه علي تشكيل ثابت إما برغبته الشخصية باستبعاد نجوم وإشراك آخرين أو للإصابة أو الإيقاف.. وفيما يخص الجانب الشخصي لجوزيه فربما هو يعتبر نفسه في مرحلة اختبار للوصول لأفضل قائمة محلية وأفريقية يخوض بها باقي مشوار الدوري المصري ثم الأفريقي. أما الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها وهي أن روح الفانلة الحمراء قد عادت للأهلي وأن عيوباً كثيرة في الدفاع تم علاجها وأن الإصرار علي الفوز موجود وإن غاب عن الرغبة في أن يكون الفوز بكبشة أهداف. وفي لقاء اليوم لن يكون هناك هدف أمام الأهلي سوي الفوز بثلاث نقاط لبلوغ القمة ولو ليوم واحد.. فالأهلي لن يذق طعم القمة هذا العام وربما لو عاد له بريقها لتمسك بها وقاتل عليها.. والتاريخ يشهد بأن الأهلي إذا صعد للقمة لا يهبط.. وأنا أري أن هذا العام سيختلف في وجود زمالك جديد وأحلام دراويش والحصان الأسود الشرطة مع تحلي الفرق غير المنافسة علي اللقب بشجاعة تعطيل الفرق الكبرية مثلما فعلها المقاولون مع الإسماعيلي والجونة مع الزمالك. ولأن الأهلي لا سبيل أمامه سوي الفوز فإن جوزيه مطالب بأن يدفع بأهم أوراقه في لقاء اليوم وأهمها أمير سعيود ودومينيك وأسامة حسني وبركات.. وقد يلعب حسام غالي في وسط الملعب مع عاشور بعد العودة من الإيقاف.. فالأهلي اليوم صفوفه شبه مكتملة ولا حجة له ولا لجوزيه.. حتي جماهيره ليست في حاجة للخروج عن النص بعد كل العقوبات التي توقع علي النادي بسببها. والإنتاج الحربي ليس هو الإنتاج الذي عرفناه من قبل.. فقد تراجع كثيراً ولم يعد له أنياب ولم يعد مخيفاً وبات سقوطه عادياً.. ويكفي تلقيه سبع هزائم هذا الموسم وتسعة تعادلات وخمسة انتصارات فقط جعلت رصيده 24 نقطة فقط مع تواجده في المركز التاسع.. وهذا الرصيد يشاركه فيه الطلائع والحرس وخلفهما الجونة 23 نقطة وهم جميعاً ليسوا بعيدين عن صراع الهبوط. ولكي يمر بسلامة من موقعة الأهلي فالمطلوب منه أن يلعب بحكمة وهي بلاشك لن تغيب عن أسامة عرابي المدير الفني. وبعيداً عن لقاء الأهلي الذي يأخذ النصيب الأكبر من الوصف التفصيلي فإن هناك لقاء آراه سيكون أكثر متعة وقوة وإثارة بين إنبي والشرطة.. لقاء يجمع مجموعة جيدة من النجوم والمدربين والطموح والأحلام. إنبي يضم بين صفوفه وليد سليمان أحد أبرز النجوم في الوقت الحالي ومعه أسامة محمد والحلواني والسقا ومحمد شعبان وديفونيه وأحمد رءوف ومحمد أبوالعلا. أما الشرطة الحصان الأسود تحت قيادة طلعت يوسف فمن حقه أن يحلم بمركز متقدم هذا الموسم بعد أن وصل للنقطة 36 وله مباراة مؤجلة مع بتروجت لو لعبها وفاز بها لوصل للنقطة 39 وبات ثالثاً.. وهو اليوم يملك فرصة الوصول لهذا المركز لو فاز علي إنبي حيث تأجل لقاء الإسماعيلي ليوم الأحد. ويدرك الشرطة أن إنبي يطارده ب33 نقطة. وفي بورسعيد يلتقي المصري مع الحدود.. لقاء غاية في الحساسية بين أصحاب الأرض والضيوف.. المصري خزل جماهيره كثيراً هذا الموسم وابتعد عن المكانة التي يستحقها بعد تدعيم صفوفه بشكل جيد مع مطلع الموسم. ولكن وبعد 21 جولة حصد المصري 27 نقطة وينفرد بالمركز الثامن.. ولن تقبل جماهيره بنزيف جديد في النقاط خاصة وهو يلعب علي أرضه ووسط جماهيره.. كما أن حرس الحدود لم يعد هو المنافس الشرس الذي يخشاه المصري ليس علي مستوي الأداء فقط ولكن علي مستوي النتائج أيضاً.. وهذه حقيقة يعلمها طه بصري المدير الفني للمصري الذي ينتظر منه جمهور بورسعيد الكثير. فحرس الحدود تراجع للمركز الحادي عشر برصيد 24 نقطة وأحرز 21 هدفاً ودخل مرماه ..28 أي أن قوته الهجومية والدفاعية دون المستوي.