إذا سرت بسيارتك من الإسكندرية حتي مرسي مطروح علي الساحل الشمالي فستري شيئاً غريباً لم يسبق لنا رؤيته منذ سنوات. في كل القري والمنتجعات السياحية ستطالعك لافتة واحدة تقول: "للإيجار". ومعني ذلك أن هذه القري خالية أو شبه خالية وأنها تبحث عن مستأجرين. وفي السنوات الماضية كان المصطافون يبحثون عبثاً عن مكان يستأجرونه علي الساحل الشمالي فلا يجدونه لأن التكالب علي الاصطياف في هذه المنطقة الجميلة من أرض مصر كان جنونياً. ومعروف أن هذه القري السياحية في الساحل الشمالي تبقي خالية باستثناء شهرين أو ثلاثة في فصل الصيف. هذه السنة القري خالية. ما السبب؟ الناس ليست لديهم أموال أو فائض أموال يدفعونها لتأجير أماكن علي شاطئ البحر. وهناك افتراض آخر وهو أن البعض لديه أموال ولكنه يخفيها ولا يريد أن يظهرها أو أنه يحتفظ بها لأيام سوداء قادمة! أيا ما يكون السبب. فهذا يدل علي أزمة مالية في مصر. وبطبيعة الحال فإن أصحاب المحال التجارية الذين كانوا يعيشون علي أموال المصطافين شهرين أو ثلاثة في كل عام لن يجدوا مورداً للرزق هذا العام. وهذا كله يبين أن في مصر أزمة مالية. وإذا لم ندرك نحن عمق هذه الأزمة ونحاول تداركها فإنها ستزداد عمقاً واتساعاً. ومعني ذلك أن مصر يجب أن تنتبه وتحاول تدارك الأزمة بالعمل والإنتاج خاصة أننا نقرأ كل يوم عن المليارات التي خرجت من مصر في الشهور الستة الأخيرة وكان يمكن استثمارها في مشروعات لزيادة الإنتاج. المصريون يجب أن ينتبهوا وأن يعملوا لا أن يتظاهروا في الظروف الحالية!