بعيداً عن ائتلافات الثورة ومظاهرات ميادين التحرير ومصطفي محمود وروكسي والأربعين بالسويس ومطالب الثوار تجد أن الحياة في قري الساحل الشمالي الغربي لها شكل آخر.. فالاصطياف عندهم أهم من التظاهرات والمطالب.. أن من يزور قري الساحل الشمالي الغربي يتأكد بأن مصر مازالت هي مصر ما قبل ثورة 25 يناير وكأن شيئاً لم يتبدل باستثناء قصور وفيلات سكان طرة التي خلت هذا العام من أصحابها وإن كان أقاربهم يقضون الصيف فيها وخاصة في مارينا وهايسندا. يقول نصر محمد نصر من قرية "التجاريون": سئمنا من التظاهرات والمطالب وتركنا القاهرة لانتهاز الفرصة وقضاء العطلة حتي نهرب من زحام وحر القاهرة. تضيف سها محمد جلال من قرية بالمابيش أنها فرصة ننتهزها قبل حلول شهر رمضان وللحق الجو والبحر هذه الأيام غاية في الروعة وإن كانت نسبة الأشغال لم تتعد حتي الآن 60% في معظم القري. وفي مارينا يقول جاد خلف إن مارينا هذا العام كما هي في الأعوام السابقة وخاصة هذه الأيام وبعد إعلان نتائج الثانوية فالقرية نهاراً خالية وفي الليل زحام حتي الصباح فضلاً عن حفلات الشباب التي تنظم حتي الساعات الأولي من النهار بعيداً عن مطالب ميدان التحرير. ويقول السيد علي السيد إن هذا العام لم يشك رواد الساحل الشمالي الغربي من ظهور قنديل البحر وهو ما ساعد علي أن يتمتع الناس بالسباحة في البحر دون خوف وكما كان يحدث في الأعوام الماضية. ويشكو بعض الرواد من ظاهرة الناموس التي ينتشر ليلاً في العديد من القري حيث تهاجم أسراب الناموس الرواد الساهرين ليلاً ولا تفلح مبيدات المقاومة في القضاء عليه. وكما أن القري بدأت في الزحام فإن الحياة عادت للأسواق والمحال التجارية وخاصة محلات الأسماك حيث يفضل أغلب رواد الساحل تناول الأسماك بأنواعها حيث يتراوح سعر الوجبة من 120 إلي 250 جنيهاً للفرد الواحد..!! يقول صلاح عبدالعاطي محمد إن انتعاش القري ينعكس أيضا علي رواج المنتجات البيئية والنعناع والزيتون السيوي والتمر. ويضيف سعد ناصر سلامة "مسعف" أن ما يميز الموسم هذا العام قلة حوادث الغرق في أغلب قري الساحل الشمالي الغربي فلم نتلق حتي الآن سوي بلاغ واحد فقط.