أصبح ميدان التحرير من المزارات السياحية المهمة للسياحة الداخلية حاليا والعالمية في القريب العاجل.. فيه يتجمع أبناء مصر لقضاء يوم الإجازة الأسبوعية يعلنون عن مطالبهم ويقضون اليوم فيه. من الممكن أن ننظر إلي ميدان التحرير حاليا باعتباره مقصداً سياحياً فريداً.. فقد استطاع أبناء ثورة 25 يناير أن يجعلوه أول موقع يتجمع فيه أكثر من مليون شخص في يوم واحد. بصراحة فإن أبناء الثورة قدموا مقصداً سياحياً جديداً.. فماذا ستفعل وزارة السياحة لتضعه في مصاف المقاصد العالمية.. أري أن يتكاتف خبراء السياحة في إضافة بعض العناصر الجاذبة للسياح بحيث يصبح مصدراً آخر من مصادر الجذب السياحي. في إطار الحديث عن الإجازات.. فقد ذهبت إلي الساحل الشمالي في أول يوم من أيام شهر يوليو باعتبار أن هذا الشهر هو بداية موسم الاصطياف وقد كان الموسم يبدأ عادة من بداية شهر يونيو أو منتصفه ولكن وزارة التربية والتعليم تسببت في تأخيره نتيجة لهذا النظام الفاشل الذي اتبعته في امتحانات الثانوية العامة. بصراحة لم أكن أتوقع أن أجد معظم القري السياحية في حالة من الهدوء العجيب.. الشاليهات غالبيتها مغلقة.. والشواطئ شبه خالية.. والواضح أن سبب هذا الركود هو أن امتحانات الثانوية العامة لم تكن قد انتهت. سألت: هل هناك توقع بأن ينشط الساحل بعد انتهاء الامتحانات؟ قالوا لي: إن موسم الصيف هذا العام يختلف عن الإعوام السابقة.. لعدة أسباب. أولها أن امتحانات الثانوية العامة استمرت حتي الأيام الأولي من شهر يوليو.. ثانياً أن شهر رمضان يأتي أيضا في أهم شهر الصيف وهو شهر اغسطس.. وثالثاً الشائعات التي تنتشر حول الانفلات الأمني والنصائح تنطلق بعدم السير ليلاً. رغم ذلك فإن هناك أملاً في أن يتحرك الموسم وينتعش الساحل خصوصاً وأن هناك دعايات كثيرة حول مهرجانات فنية وحفلات غنائية ستقام في بعض القري. المهم في جميع الأحوال فإن الإجازات في مصر اصبحت سمك لبن تمر هندي.. إن الناس اصبحت مشغولة طول الوقت. لا فرق عندهم بين العمل والإجازة.. لقد خرج الاستمتاع بها من وجدانهم ولم يعد. البعض يقول: إنه طوال السنوات الماضية انشغل الناس بلقمة العيش ومشاكل الحياة اليومية التي انعكست سلباً علي معظمهم إن لم يكن كل الناس.. بالإضافة إلي ذلك وجود تنوع وفوارق غربية بين مستويات الإقامة سواء في المصايف أو المنتجعات فأصبحت المناطق اللائقة لا يقدر عليها إلا الاثرياء أما الأماكن الرخيصة.. فهي سيئة ولا يرضي من الاقامة فيها إلا الأسر التي كانت متوسطة قبل أن ينحدر بها الحال. زمان كان للإجازة طعم خاص- أنا شخصياً افتقده الآن- كانت معظم الأسر المتوسطة تستعد لهذه الإجازة الصيفية حيث يحضر رب الأسرة مع أسرته شهراً كاملاً أو أسبوعين في إحدي الشقق أو الشاليهات في رأس البر أو بورسعيد أو أبوقير والاسكندرية وكذلك بلطيم وجمصة وكانت شهور الصيف أربعة من يونيه إلي سبتمبر ثم تقلصت لتصبح ثلاثة من منتصف يونيه إلي منتصف سبتمبر.. كان رب الأسرة ينسي العمل تماماً ويقضي وقته كله مع أفراد أسرته..اين هذا من الآن.. حيث يخرج رب الأسرة صباحاً ومساء وربما ليلاً في عمله تاركاً أسرته!! قبل ثورة يوليو كانت الحكومة تنتقل كلها مع الملك إلي الاسكندرية حيث تتخذ من حي ولكلي مقراً لمجلس الوزراء.. ويتم النقل بالاتفاق علي الموعد بينه ورئيس الحكومة. فحدث مرة في شهر يونيه سنة 1944 ان انتقلت حكومة مصطفي النحاس باشا إلي الاسكندرية- رسميا- دون أن يقرر الملك ذلك. وأعرب الملك عن استيائه وأضمرها في نفسه. وفي نهاية الصيف في 8 اكتوبر سنة 1944 أقال الملك مصطفي النحاس وحكومته!